سفير قطر لدى الجزائر يشيد بالموقف الجزائري من الأزمة الخليجية ويصفه بالمشرف

سفير قطر لدى الجزائر يشيد بالموقف الجزائري من الأزمة الخليجية ويصفه بالمشرف

الجزائر – المكتب الإعلامي - 25 يوليو

أشاد سعادة السيد إبراهيم بن عبدالعزيز السهلاوي سفير دولة قطر لدى الجزائر بالموقف الجزائري من الأزمة الخليجية، واصفا إياه بـ"المشرف".

وقال سعادة السيد السهلاوي، في مقابلة مع صحيفة /الخبر/ الجزائرية، "إن موقف الجزائر مشرف للغاية وينسجم مع سياستها الخارجية المبنية على أفضلية الحوار لحل الخلافات والالتزام بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها، وهذا ما لم تحترمه دول الحصار، وهذه المواقف تضع الجزائر في مرتبة الدولة التي يطمئن لها الجميع ويؤهلها للعب دور فعال في حل الخلافات العربية-العربية".

وأكد سعادة السفير استعداد الدوحة للحوار مع السعودية والبحرين والإمارات وقال "نحن في دولة قطر نؤمن بالحوار كسبيل وحيد وخيار استراتيجي لحل الخلاف مع دول الخليج الثلاث، وليس في قاموسنا فتح الجبهات والمواجهة مع الغير، بل التفاهم والحوار والتعاون دائما".

وشدد سعادة السفير القطري على أن أي حوار لحل الأزمة يجب أن يقوم على احترام سيادة كل دولة ورفض الإملاءات، وتعهد والتزام مشترك، يراعي السياسة الخارجية المستقلة لكل بلد.

وأشاد سعادته بالدور الفعال الذي يقوم به صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت ضمن الجهود التي تبذلها الكويت لاحتواء الأزمة ورأب الصدع.. معربا عن ثقته الكاملة في هذه المساعي الحميدة وتقديره للجهود الكريمة والمخلصة.

ورفض سعادة السفير اتهام دولة قطر بالإرهاب .. وقال "إن الاتهام لا يستند على أسس واقعية أو أخلاقية.. نحن نتعاون مع المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب ومكافحة تمويله والإجراءات التي اتخذتها دول الحصار ضد قطر تعطل هذه الجهود " .. مؤكدا أن ما نشهده الآن، من دول الحصار، هو إرهاب سياسي وفكري يعطل جهود مكافحة الإرهاب التي تستوجب عملا جماعيا".

وأعاد سعادته التذكير بأن قطر هي أول دولة وقعت مع الولايات المتحدة الأمريكية أول مذكرة تفاهم تتعلق بمكافحة تمويل الإرهاب وهي تحارب الإرهاب بلا هوادة وهناك اعتراف دولي بدور قطر في مكافحة الإرهاب .

وأضاف "نحن ندعو دول الحصار إلى الانضمام إلينا والتوقيع على اتفاقية مماثلة" .. مشيرا إلى أن دولة قطر كانت إيجابية منذ البداية بدعوتها لحوار بناء يؤدي إلى تسوية وحل، وهذا سلوك قطر المعتاد وعلى دول الحصار سلوك نفس النهج.

وأشار إلى مساهمة دولة قطر في مكافحة الإرهاب وذلك بتوفير فرص تعليم لأكثر من 7 ملايين طفل وخلق أكثر من 300 ألف فرصة عمل لتعطي الأمل لأولئك المهددين بخطر التجنيد لدى جماعات إرهابية .. وقال "من المعيب أن يتهمونا بمساعدة وتمويل الجماعات المتطرفة.. في الواقع، هناك فبركات إعلامية تقدم صورة منافية للحقيقة ضد قطر، فبركات تحاول المساس بأمنها واستقرارها وتحاول شيطنة قطر بناء على قصص وافتراءات باطلة".

وحول ما يراه مراقبون بأن اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية ووقوف الإمارات وراءه ونشر خطاب منسوب لسمو أمير دولة قطر هو سبب الأزمة، قال سعادة السفير "منذ بداية الأزمة كنا دائما ننادي بالتحقيق في جريمة اختراق وكالة الأنباء القطرية، ونشر خطاب مزيف منسوب لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى ، إلا أنه لم يتم، ظلما، الالتفات لهذا المطلب الشرعي، حتى جاءت التطورات الأخيرة لتنصفنا وكشفت الجهة التي كانت وراء القرصنة، وفضحت هؤلاء الذين يسلكون طريق الافتراء والتزييف واحتراف الوهم.

وحاليا اتضحت الصورة وانكشف زيف هؤلاء، ووجهت المخابرات الأمريكية أصابع الاتهام إلى دولة الإمارات العربية المتحدة التي قامت بقرصنة حساب وكالة الأنباء القطرية، وهذا يؤكد نتائج التحقيقات التي قامت بها دولة قطر بشأن عملية الاختراق، والذي يعد ارتكابه، من قبل دولة خليجية، خرقا للقانون الدولي وللاتفاقيات الثنائية بين الدول".

وشدد سعادة السيد السفير على حق دولة قطر في متابعة مرتكبي جرائم الإرهاب الإلكتروني والمحرضين عليها أمام القضاء القطري أو الجهات الدولية المختصة، بما يتوافق مع القانون الدولي والاتفاقيات الثنائية ذات الصلة لإحقاق الحق أولا وصون الحقوق ثانيا.

وأضاف "قد تلجأ دولة قطر إلى المحاكم الدولية للحصول على تعويضات مقابل الأضرار، التي تكبدتها جراء الحصار الظالم.. هؤلاء الذين يفرضون حصارا غير مبرر وغير إنساني وغير شرعي يمنعون حتى المواطنين القطريين من أداء مناسك العمرة، وهو زج بالشعائر الدينية في الخلافات السياسية بما ينتهك الشرائع السماوية والاتفاقيات الدولية.. إن أي حل للأزمة يجب أن يشمل ترتيبات تمنع أي نزوع نحو الانتقام من مواطني أي بلد يتعرضون لها بمجرد حدوث خلاف سياسي، مثلما نشهده اليوم ضد المواطنين القطريين والخليجيين".

وأكد سعادة السفير أن دولة قطر التزمت بكافة بنود اتفاق الرياض، وهناك محاضر تشهد على ذلك، كما أن اتفاق الرياض، هو اتفاق جماعي وليس التزاما يخص قطر وحدها. وعليه، فإن تطبيق إجراءات ضد قطر هو مخالفة واضحة من دول الحصار لهذا الاتفاق لأنهم لم يستخدموا أي آلية تخص فض نزاعات محتملة، بل لجأوا إلى الحصار بغير وجه حق، وهو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان ومأساة حقيقة طالت جميع سكان دول مجلس التعاون الخليجي.

وتابع سعادته " أن دولة قطر لا تدعم جماعة الإخوان المسلمين، لأن قطر دولة تدعم الحكومات وتقيم علاقاتها مع الحكومات. نحن دولة ولسنا حزبا سياسيا، وكذلك الأمر بالنسبة إلى حركة /حماس/ المدرجة في قوائم الإرهاب في الولايات المتحدة الأمريكية، لكنها بالنسبة للدول العربية، حركة مقاومة شرعية تماما مثل الثورة الجزائرية المباركة، حيث حمل الجزائريون السلاح لطرد المحتل الغاصب من أرضهم " ، موضحا أن قطر لا تدعم "حماس" بل تدعم الشعب الفلسطيني وتتعاون مع السلطة الفلسطينية ووجود "حماس" في قطر هو تمثيل سياسي للحركة كما لها بالجزائر".

ولفت سعادة السفير إلى أن قطر وتركيا وقعتا اتفاقية عسكرية قبل حدوث الأزمة مع دول الحصار .. وقال "نحن لا نسعى إلى تشكيل محور جديد في المنطقة، محور تركي-إيراني-قطري كما تقول، لأن المنطقة لا تتحمل أزمات جديدة، ودول مجلس التعاون كانت مركز الاستقرار في المنطقة، لكن الإجراءات ضد قطر هي التي تزعزع الاستقرار. في كل الأحوال، قطر لن تكون سببا في ذلك، علما بأن هناك قواعد أجنبية في دول الحصار وخاصة في الإمارات والبحرين".

وثمن سعادة سفير قطر لدى الجزائر ،في ختام المقابلة، كل المواقف الشريفة من الشقيقة الجزائر .. وقال: "العلاقات بين قطر والجزائر كانت ممتازة ومتميزة دائما، منذ أيام الثورة الجزائرية المباركة، وهي في تطور مستمر وهناك ثقة كبيرة بين قادة البلدين وتشاور وتعاون دائمان .

ولفت سعادته إلى تجسيد شراكة مكثفة ومثمرة بين البلدين على غرار مختلف المشاريع الصناعية المشتركة والجاري إنجازها في الجزائر مثل مصنع /بلارة/ لإنتاج الحديد، وهو مشروع واعد سيمكن الجزائر من تحقيق اكتفائها الذاتي، بالإضافة إلى شركة /أوريدو/ للاتصالات و الخطوط الجوية القطرية التي كانت من أوائل شركات الطيران التي كسرت الحصار غير الرسمي الذي كان مفروضا على الجزائر في تسعينيات القرن الماضي.