دولة قطر تؤكد حاجة المنطقة إلى شراكة أمنية جديدة وحل الخلافات عبر الحوار

دولة قطر تؤكد حاجة المنطقة إلى شراكة أمنية جديدة وحل الخلافات عبر الحوار

بروكسل – المكتب الإعلامي - 21 يونيو

 قال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، إن حل الخلافات يجب أن يتم عن طريق الحوار وليس الحصار، داعيا إلى شراكة أمنية إقليمية بين جميع بلدان الشرق الأوسط.

وأكد سعادته، في كلمة اليوم أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي، أن قطر تتبنى أسلوب التغيير والنقد البناء من أجل التطور، مشيرا إلى أنها ظلت تدعو طوال عام كامل إلى إقامة حوار "ودعونا جيراننا إلى الطاولة مرارا وطلبنا منهم أن يوضحوا موقفهم والأسباب التي دعت إلى هذا الحصار ولم نتلق ردا".

وعبر سعادته عن الأسف "لأننا نرى المزيد من التصعيد من جانبهم، حيث مازالوا يتجاهلون الدعوات الموجهة إليهم من المجتمع الدولي للدخول في حوار، وما زالوا يواصلون إجراءاتهم غير البناءة ليس فقط ضد قطر بل أيضا ضد دول أخرى في المنطقة".

ورأى سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية "أن منطقتنا لا تستطيع أن تتحمل المزيد من الأزمات، وأن لدينا ما يكفي من المشاكل على الطاولة، وأن هناك الكثير من التأثيرات السالبة لهذه المشاكل على الاستقرار في هذه المنطقة".

وشدد سعادته على وجوب إقامة شراكة أمنية إقليمية بين جميع دول الشرق الأوسط، مضيفا "لأنكم إذا نظرتم بتمعن إلى الأزمات في الشرق الأوسط ستجدون أن نفس اللاعبين هم المتورطون في هذه الأزمات، ونحن نريد من هؤلاء أن يأتوا إلى طاولة الحوار لتبني مبدأ الأمن الجماعي والمساهمة في دفعه إلى الأمام".

واعتبر أن هناك دورا مهما للاتحاد الأوروبي في هذا السياق، مشيرا إلى أن "كل ما يحدث في هذه المنطقة يؤثر عليها سواء كان ذلك في شكل تدفق للاجئين أو انتشار للإرهاب العابر للحدود"، مرحبا في هذا الصدد "بجهود الدول الأوروبية لدعم إقامة حوار حول الأمن الإقليمي الذي تؤمن قطر به وتحاول أن تعززه".

ونوه سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إلى التصعيد في الشرق الأوسط منذ العام الماضي خاصة في اليمن وسوريا وانتشار الإرهاب العابر للحدود، وأخيرا في أزمة الخليج.

وأعرب سعادته عن اعتقاده بأن "منطقة الشرق الأوسط تحتاج لأن تنشئ ثقافة للأمن الإقليمي الجماعي، ولكن للأسف بدلا عن الاتحاد لمواجهة التحديات المشتركة لتحقيق هذا الهدف، سعت بعض القوى الإقليمية إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة وانتهاك القانون الدولي".

واعتبر أن "المناورات السياسية التي نشهدها في الشرق الأوسط والإجراءات العدوانية غير البناءة التي تضر بالأمن الإقليمي وتخلق فراغا، تمثل البيئة المثالية الحاضنة لنمو وانتشار التطرف والإرهاب".

وأضاف سعادته "أنه نتيجة لنفس السلوك غير البناء وجدت بلدي يتعرض بين عشية وضحاها لبعض من مثل هذه المشاكل بما في ذلك الحصار"، لافتا إلى أن "جيراننا يرون أن التغييرات التي تبنتها قطر تمثل تهديدا لهم، وهم في الحقيقة لا يتأخرون في وصم أيا كان، بالإرهابي إذا كان لا يشاركهم الرأي والتوجهات".

وقال سعادته إن التنمية الاجتماعية والاقتصادية تمثل جوهر مبادئنا، وقد استثمرنا في هذا المجال بكثافة لتعزيز تلك المبادئ والقيم، ولم يقتصر هذا على سياستنا الداخلية بل تعداه إلى سياستنا الخارجية.

وأضاف "لقد ركزنا على التنمية البشرية لتكوين رأس المال البشري وحمايته، كما استثمرنا بكثافة في التعليم، ولم تعد قطر تتميز بما يتمتع به تعليمها من مستوى عالمي فحسب بل أيضا أصبح لديها الآن مختلف الجامعات العالمية التي تتمتع بحرية التعبير وحرية البحث العلمي".

وأشار سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، إلى أن دولة قطر طورت قيمها وقوانينها لحماية حقوق الإنسان وحقوق العمال ومعالجة القضايا التي تشغل المجتمع الدولي في هذا المجال، مضيفا "وقد كان لتمكين المرأة أهمية قصوى في سياسات قطر الداخلية، والواقع أننا حققنا أعلى نسبة لتشغيل النساء في دول مجلس التعاون الخليجي، ويفوق عدد الطالبات عدد الطلبة في مؤسسات التعليم الجامعي في قطر".

وأكد سعادته أن ثقافة التعايش تعتبر جزءا من أجندة دولة قطر،" فقد عملنا بجد خلال العشرين سنة الماضية لجعل دولة قطر منصة لحوار الأديان".

ولفت سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، إلى أن لدى دولة قطر اهتماما كبيرا بالغاز الطبيعي المسال، لإيمانها بأنه سيحقق المزيد من التقدم والرفاهية، مضيفا أن المتتبع لمسيرة تطور دولة قطر خلال العقدين الماضيين، يلاحظ أنها أصبحت اليوم مصدرة لـ 30% من الإنتاج العالمي من الغاز الطبيعي المسال وهي بذلك من أكبر المصدرين للطاقة في العالم.

وأكد سعادته أن دولة قطر أصبحت شريكا مهما للعديد من دول العالم في مجال الطاقة.. مشيرا إلى أن أوروبا تعد ثاني أكبر مورد لأسواقنا بعد آسيا، مشددا على أن قطر أثبتت عبر السنين أنها شريك جدير بالثقة ويمكن الاعتماد عليه.

ونوه سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، إلى أن الناتج المحلي الإجمالي لدولة قطر كان يقارب 10 مليارات دولار في عام 1998، بينما يتجاوز الآن 150 مليار دولار، مضيفا أن "ذلك يعني أن حجم الاقتصاد القطري قد تضاعف بشكل كبير جدا خلال العقدين الماضيين نتيجة للجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة والشعب في قطر"، لافتا إلى "أن الاتحاد الأوروبي ثاني أكبر سوق لنا ، حيث تأتي 30% من وارداتنا من الدول الأعضاء فيه".

واعتبر سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني،" حرية الوصول إلى المعلومات وحرية الصحافة والإعلام جزءا أساسيا من القيم التي تؤمن بها قطر وتستثمر فيها"، مضيفا "نعم، نحن في منطقة لا تصل فيها حرية الإعلام والتعبير إلى ما وصلت إليه هنا في الغرب، ومع ذلك تعتبر قطر الأفضل في منطقتنا في هذه الناحية، وكان ذلك منذ 20 سنة عندما أرست أسس حرية الصحافة في وقت لم تكن هناك منافذ إعلامية سوى المنافذ الحكومية الرسمية.. لقد دعمنا إنشاء قناة /الجزيرة/ وهي الآن واحدة من أفضل وسائل الإعلام الحرة في المنطقة."

وأكد سعادته أن "دولة قطر تؤمن بأن الحوار البناء هو طريقها إلى الأمام، لذلك وفرت منصة لمختلف الفرقاء لتبادل وجهات النظر ومناقشة الخلافات للتوصل إلى تسويات من خلال الحوار".

وأوضح سعادته أن "قطر استثمرت بكثافة في إرساء قواعد الحكم الرشيد الذي يمثل احترام حكم القانون عنصرا أساسيا منه"، مضيفا "نحن نؤمن بأن الشفافية ومكافحة الفساد من أهم متطلبات نجاح أي أمة، وقد أثبتت قطر ريادتها للمنطقة في هذا الجانب، حيث تحتل المرتبة الأولى عالميا في مؤشر الثقة في اتخاذ القرارات السياسية، والثانية من حيث كفاءة النظام التشريعي"، مؤكدا أن "هذه القيم والمبادئ تمثل جوهر ما نعتقده ونطبقه عمليا وليس فقط ما ندعو له، وقد مارسنا ذلك عن طريق تقديم العون للدول الأخرى في المنطقة من خلال دعمنا للعديد من اتفاقيات السلام كما حدث مع السودان ولبنان على سبيل المثال لا الحصر".

ولفت إلى أن كل تلك الانجازات لم تتحقق بفضل السياسة الخارجية فحسب، بل لأن دولة قطر استثمرت بكثافة ايضا لتوفير فرص التعليم للمحرومين، مشيرا إلى أن قطر احتفلت في إبريل الماضي بتعليم 10 ملايين من الاطفال المحرومين من فرص التعليم في المناطق المضطربة من خلال البرامج المدعومة بشكل أساسي من قطر بالشراكة مع العديد من المنظمات العالمية.

وقال سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، إن دولة قطر استثمرت كثيرا لتحقيق التمكين الاقتصادي وخلق الوظائف، وأنشأت مؤسسات وفرت فرص عمل لمئات الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ورأى سعادته "أن تحسين الأوضاع المعيشية لعامة الناس وفي المناطق غير المستقرة بصفة خاصة يعتبر الطريق المناسب للمضي قدما لتحقيق المزيد من الاستقرار في المنطقة".

وأشار سعادته إلى أن دولة قطر دعمت جهود إعادة الإعمار في جميع أنحاء المنطقة ومنها لبنان وقطاع غزة والسودان، مضيفا "نحن الآن نشهد نتائج ذلك الدعم.. ففي السودان يعود الآن النازحون إلى قراهم ومدنهم التي توفرت فيها المدارس والمساكن والخدمات الصحية".

وعقّب أعضاء البرلمان الاوروبي خلال الجلسة على كلمة سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، مشيرين إلى مواقف دولة قطر في بعض القضايا الإقليمية ومكافحة الإرهاب، مشيدين بجهود دولة قطر في شأن حقوق العمالة، وأثنوا على حرية الاعلام بها، كما أشادوا بقناة /الجزيرة/.

وأشادت سعادة السيدة بربرا لوكبيلير نائبة رئيس اللجنة الفرعية لحقوق الانسان في الاتحاد الاوروبي، بقوانين دولة قطر بشأن حقوق العمال وحماية العمال.

كما عبرت سعادة السيدة رامونا مونسكو رئيسة مجموعة الصداقة القطرية الأوروبية، عن تطلع الأعضاء لتطوير العلاقات مع دولة قطر.. مشيرة إلى أن هناك رغبة مشتركة للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.