وزير الدولة للشؤون الخارجية يفتتح ورشة عمل حول الاستجابة للكوارث الطبيعية

وزير الدولة للشؤون الخارجية يفتتح ورشة عمل حول الاستجابة للكوارث الطبيعية

الدوحة – المكتب الإعلامي - 24 أبريل

افتتح سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية ورشة عمل رفيعة حول "الاستجابة للكوارث الطبيعية وتلك التي من صنع البشر - دور وتحديات العمل الإغاثي والتنموي".

وأكد سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية، في كلمته خلال الورشة، أن دولة قطر لا تدخر وسعاً في مجالات الحدّ من مخاطر الكوارث ووضع الخطط الكفيلة الاستباقية للتصدي لها، والتعامل معها وقائياً وإبّان وبعد حصولها، من خلال إصدار القوانين الخاصة بالمنظمات الإنسانية الحكومية وغير الحكومية والمؤسسات المانحة، والتي توجه الدعم والإغاثة الفورية لكافة الدول المنكوبة بسبب الكوارث الطبيعية أو تلك التي تعصف بها الصراعات، وكذلك إنشاء الكيانات الحكومية ذات الصفة ومنها اللجنة الدائمة لأعمال الإنقاذ والإغاثة والمساعدات الإنسانية في المناطق المنكوبة بالدول الشقيقة والصديقة.

وقال سعادته إن دولة قطر حريصة على المساهمة في أية شراكة للتصدي لمخاطر الكوارث على المستويين الإقليمي والعالمي، وتعتز دولة قطر بالعلاقات المتميزة التي تربطها مع الجهات الإقليمية والدولية ذات الصلة بالتصدي لمخاطر الكوارث، ولا سيما بناء الشراكات مع كافة أجهزة الأمم المتحدة المعنية.

وأضاف أن المشاركة الواسعة في هذه الورشة تؤكد حرص المجتمع الدولي على أهمية الحدّ من مخاطر الكوارث وتعزيز العمل الإغاثي على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية للوقاية والاستجابة والتعافي من الكوارث وآثارها لا سيما في ظل ما يشهده العالم من تزايد في عدد الكوارث الطبيعية والتي من صنع البشر، والتي تخلف خسائر هائلة في الأرواح والممتلكات تعيق بشكل مباشر تحقيق أهداف التنمية المستدامة، الأمر الذي يوجب علينا مواصلة الجهود لكي يكون لدينا الاستعداد والجاهزية للتصدي لمخاطر هذه الكوارث.

وأشار سعادته إلى أن دولة قطر استضافت المؤتمر العربي الثالث للحدِّ من مخاطر الكوارث والذي جمع ممثلين من 15 بلدًا من المنطقة العربية في سنة 2017 والذي أجمع المشاركون فيه على "إعلان الدوحة"، و"الخطة العربية للحدّ من مخاطر الكوارث 2020"، وتطرقت خلالها الدول بإسهاب إلى مجال القدرات، ومشاركة التجارب والنجاحات والتحديات.

كما شاركت دولة قطر في كلّ المؤتمرات ذات العلاقة كالمنتدى العالمي الأخير بالمكسيك، والمنتدى الإقليمي العربي الأخير المنعقد في تونس، والمنتديات الإقليمية السابقة في منغوليا والهند وغيرها، وسوف تشارك دولة قطر في المنتدى العالمي المقبل في جنيف، خلال شهر مايو من العام الجاري.

وأعرب سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية عن ثقته بأن نجاح الجهود المبذولة من المجتمع الدولي في التصدي لمخاطر الكوارث سيكون لها أثر إيجابي في طريقة تعاطينا مع التحديات المُلحة التي تواجهنا والتغلب عليها.

وقال "إننا نتطلع من خلال هذه الورشة إلى التوصل إلى مخرجات عملية تدعو وتؤكد على تعزيز وسائل التنفيذ وتنشيط الشراكة العالمية في سبيل تنفيذ إطار سنداي للحدّ من مخاطر الكوارث 2030، والوقاية منها لحماية منجزات التنمية".

نظم ورشة العمل، إدارة التعاون الدولي بوزارة الخارجية بالتعاون مع الوفد الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة في جنيف، بمشاركة سعادة السفير علي خلفان المنصوري المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة في جنيف.

شارك في الورشة اللجنة الدائمة للطوارئ بوزارة الداخلية، واللجنة الدائمة لأعمال الإنقاذ والإغاثة في المناطق المنكوبة بالدول الشقيقة والصديقة بقوة الأمن الداخلي لخويا، وممثلو المؤسسات الإنسانية والخيرية والتنموية القطرية وعدد من السفارات المعتمدة لدى الدولة.

كما شارك في الورشة سعادة الشيخة حصة بنت خليفة بن أحمد آل ثاني المبعوث الإنساني لأمين عام جامعة الدول العربية، والسيدة ندى العجيزي مديرة التنمية المستدامة بالجامعة، وسعادة الدكتور أحمد بن محمد المريخي المبعوث الإنساني لأمين عام الأمم المتحدة، والسيدة زولا دويل رئيسة خدمات الاستجابة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الخدمات الإنسانية "أوتشا"، والدكتورة جميلة محمود وكيل الأمين العام للأمم المتحدة المعني بالشراكات في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.

من جانبه أكد سعادة السيد علي خلفان المنصوري المندوب الدائم لدولة قطر في جنيف في كلمة بالورشة على أهمية رفع مستوى التوعية المجتمعية من خلال قيام مراكز إدارة الكوارث بتدريب قطاعات مختلفة من المجتمع المدني، مشددا على أن الوعي بمخاطر أي كارثة يشكل نصف الوقاية من تبعاتها، وأقل تكلفة من إعادة البناء بعد وقوعها.

وقال سعادته إن دولة قطر حريصة على تقديم مختلف أشكال التعاون والدعم الإنسانيين اللازمين والاستجابة الطارئة والإغاثة العاجلة لمواجهة الكوارث والأزمات والحد منهما وذلك من أجل صون كرامة الإنسان والتخفيف من معاناة الضحايا كما تهدف في الوقت نفسه إلى الإسهام في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأشار إلى أن دولة قطر تولي أهمية بالغة حيال تعزيز الشراكة الإقليمية والدولية مع المنظمات والوكالات المتخصصة في هذا المجال.

وأضاف أن الكوارث سواء كانت طبيعية أو من صنع الإنسان لديها نتائج مدمرة وتتسبب بمآس إنسانية مروعة ولديها انعكاسات سلبية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والبيئي وتقوض من الجهود الرامية لتحقيق التنمية المستدامة.

ودعا المنصوري إلى تطوير النهج الذي نعمل به الآن لمواجهة تزايد الأزمات والكوارث التي يشهدها العالم اليوم وكثرة التحديات التي تواجه العمل الإنساني، مبينا أن للكوارث أثرا كبيرا على اقتصاديات الدول المتضررة والعالم بأجمعه وأن الخسائر البشرية والمادية الناجمة عن الكوارث تشكل عقبة رئيسية في طريق التنمية المستدامة.

كما دعا إلى العمل بصورة عاجلة على تعزيز الإجراءات الاستباقية للحد من مخاطر الكوارث والتخطيط لها من أجل توفير الحماية اللازمة للناس والمجتمعات وبناء القدرات وتفويتها وتعزيز الصمود من أجل مواجهة هذه التحديات.

وقال هذه الورشة فرصة ثمينة لتبادل وجهات النظر في ميدان العمل الإنساني والإغاثي ولتحديد أفضل الممارسات والخبرات التي يمكن الاستفادة منها في تعزيز الاستعدادات والجهود الوطنية والإقليمية والدولية للتصدي للكوارث ووضع أطر للتعاون والتنسيق والعمل بصورة جماعية من أجل تحقيق نتائج إيجابية.

وأوضح أن الوفد الدائم في جنيف يغطي جانبا هاما من الأنشطة الدولية المعنية بالشؤون الإنسانية بما فيها نشاط مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث.

وتناولت سعادة الشيخة حصة بنت خليفة آل ثاني المبعوث الخاص للأمين العام لجامعة الدول العربية للشؤون الإنسانية مبادرات دولة قطر الإنسانية في مواجهة الكوارث وتحدثت عن البعد الإنساني في التعامل مع المتضررين من الكوارث التي صنعها الانسان ومنها قضايا اللاجئين السوريين الهاربين من سوريا الى مخيمات تعاني من نقص في الخدمات .

وتحدثت في الورشة سعادة الدكتورة جميلة محمود - وكيل الأمين العام للأمم المتحدة المعني بالشراكات بالاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، وتناولت الدبلوماسية الإنسانية في التعامل مع الكوارث التي تتسبب في نزوح الناس من منطقة إلى أخرى ودعت إلى خلق ثقافة اجتماعية للتعامل مع الكوارث بما يقلل من الأضرار والتكاليف .

وفي ختام الورشة جرى التوقيع على مذكرة تفاهم لاتفاق تعاوني للشراكة بين وزارة خارجية دولة قطر والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر IFRC، وقام بالتوقيع من جانب دولة قطر سعادة السفير طارق علي فرج الأنصاري - مدير إدارة التعاون الدولي بوزارة الخارجية، والدكتورة جميلة محمود - وكيل الأمين العام للشراكات بالاتحاد الدولي.