توسطت دولة قطر فيما يقارب عشر ملفات وقضايا إقليمية ودولية في أقل من ثماني سنوات (2008-2016) باذلة جهوداً دبلوماسية وسياسية حثيثة على المستويات الإقليمية والدولية في الوساطة بين الفصائل والكيانات والدول، وبطلب من الأطراف المعنية، ودون التدخل في الشأن الداخلي للدول، لتقريب وجهات النظر وإيجاد حلول مستدامة للنزاعات والخلافات.
تقوم الدولة باستضافة المفاوضات بين أطراف متنازعة أو تلعب دورا كميسّر في الحوار بينها. وقد حققت تلك الجهود نجاحات أسهمت في صون السلم والأمن الدوليين. فقد كان للوساطة القطرية دور في التوصل إلى اتفاق الدوحة للسلام في دارفور، وفي إطلاق إريتريا سراح الأسرى الجيبوتيين وفي إطلاق سراح رهائن في سوريا، وقبل ذلك أثمرت في وضع حد للفراغ الرئاسي في لبنان، وغيرها. كما عملت، وما زالت تعمل، على تحقيق المصالحة بين الفلسطينيين.
تنظر دولة قطر إلى السلام بشمولية. فالسلام في نظر الدبلوماسية القطرية ليس مجرد غياب العنف، فالسلام الدائم يقوم على التسويات والعدل، ويتطلب تعزيز التنمية البشرية، ولا سيما في مجالات التعليم والصحة العامة وفتح فرص العمل بالانتعاش الاقتصادي والإدماج السياسي والاقتصادي للشباب، والدفاع عن حقوق الإنسان وتعزيز التماسك الاجتماعي برفض الظلم والإقصاء.
تؤكد دولة قطر على أهمية قيام مجلس الأمن بدوره عبر المبادرات والوساطة والدبلوماسية الوقائية التي ينبغي للمجتمع الدولي ترسيخها، فهناك العديد من الصراعات والنزاعات لا يمكن أن تحل إلا عبر الجهود متعددة الأطراف.