نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: قطر مستمرة كوسيط حيادي لتعزيز التوافق حول أفغانستان

نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: قطر مستمرة كوسيط حيادي لتعزيز التوافق حول أفغانستان

الدوحة / المكتب الإعلامي / 2 سبتمبر

أكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، على استمرار جهود دولة قطر كوسيط حيادي لتعزيز التوافق الدولي حول أفغانستان، واستمرار تعاونها وتشاورها مع كافة الدول الحليفة والصديقة لضمان مصلحة أفغانستان وشعبها الشقيق.

وأشار سعادته، خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم مع سعادة السيد دومينيك راب وزير الخارجية والتنمية البريطاني، إلى أن موضوع أفغانستان أخذ الحيز الأكبر من مباحثاته مع الوزير البريطاني.

وخلال المؤتمر، نوه سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بما يجمع دولة قطر والمملكة المتحدة من علاقات استراتيجية عميقة في كافة المجالات، مؤكدا أن الاجتماع مع سعادة وزير الخارجية البريطاني ناقش العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها على كافة الأصعدة.

وأشار سعادته إلى أن الجانبين قاما بتقييم التطورات الحالية في الشأن الأفغاني، من الناحيتين الأمنية والسياسية، كما بحثا التحديات وسبل التعامل معها، مؤكدا أن الجانبين يشتركان في وجهات النظر حيال التعامل مع تلك التطورات.

وأوضح أنه استعرض مع الوزير البريطاني مخرجات اجتماع الأخير مع السيد أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي في إطار اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة السبع، وكيفية بناء توافق دولي حول ما يخص أفغانستان.

وشدد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية على أهمية توحيد الجهود للتأكيد على حماية المدنيين وتوفير ممرات آمنة، وتوفير حرية التنقل، مؤكدا في الوقت نفسه أهمية استمرار التعاون في مكافحة الإرهاب وضمان أن لا تكون أفغانستان - مستقبلا- عاملا في عدم استقرار المنطقة.

وحول موضوع إعادة تشغيل مطال كابول ودور دولة قطر في هذا الجانب، قال سعادته إن عملية التقييم لاتزال مستمرة ومن المبكر اتخاذ قرار مناسب في الوقت الراهن، مشيرا إلى عدم وجود مؤشر واضح فيما يتعلق بجاهزية المطار، وقال "لا نزال حاليا في طور التقييم لنرى إن كانت مساعدة قطر ستحدث فرقا وتسرع في إعادة تشغيل المطار، ولكن ليس هناك اتفاق حول كيفية إجراء هذه العملية وهذه العملية لاتزال قيد النقاش".

وأضاف سعادته: "نحن نتواصل مع طالبان من أجل رصد الثغرات وتبيان المخاطر لإعادة تشغيل المطار، ونحن متفائلون بأننا سنتمكن من إعادة تشغيله في أسرع وقت ممكن".

وفي السياق ذاته، أشار سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إلى أن هذا الموضوع يمثل مؤشرا ممتازا لطالبان إذا ما أثبتت احترامها للالتزام بتقديم عبور آمن ومرن لمن يريد مغادرة أفغانستان بمن فيهم المواطنون الأفغان ، مؤكدا أن دولة قطر تعمل جاهدة ولا تدخر جهدا في التواصل مع طالبان، منوها بأن هناك تواصلا مع الجانب التركي أيضا لمناقشة مدى إمكانية تقديم المساعدة الفنية في هذا الجانب، ومعربا عن أمله في إحراز تقدم خلال الأيام المقبلة.

من جانبه، ثمن سعادة السيد دومينيك راب وزير الخارجية والتنمية البريطاني، الدور الذي تضطلع به دولة قطر على الساحة الأفغانية، ودعمها للمملكة المتحدة في عملية الإجلاء من أفغانستان.

وقال إن "دولة قطر قامت بدور استثنائي في دعم المملكة المتحدة في تنفيذ عملية العبور الآمن لنحو 17 ألفا من أفغانستان، وهي أكبر عملية من نوعها في تاريخنا"، مضيفا "جزء كبير من هذه العملية يعود الفضل فيه لدولة قطر، ونحن نثمن عاليا هذا الدعم، ففي الأوقات الصعبة نعرف معنى الصداقة".

كما توجه بالشكر لدولة قطر على استضافة السفارة البريطانية بعد نقلها من كابول.

وأشار سعادته إلى أنه زار المجمع الذي يستقبل اللاجئين الأفغان في الدوحة، معربا عن استعداد بلاده لاستقبال من يريدون اللجوء إلى المملكة المتحدة.

وحول لقاءاته في الدوحة، قال: "ناقشنا في الدوحة العلاقات الثنائية بين دولة قطر والمملكة المتحدة، ونحن سعداء بهذه العلاقات بناء على التاريخ المشترك، لكن القضية الأفغانية كانت هي الأبرز في المناقشات".

وأضاف: "في الملف الأفغاني ركزنا في لقاءاتنا على ضرورة أن لا تصبح أفغانستان ملاذا للإرهاب في المستقبل، وتلافي أزمة إنسانية هناك، والحفاظ على الاستقرار في المنطقة، واختبار طالبان ومساءلتها بحسب التزاماتها من أجل الانتقال إلى حكومة تضم جميع الأطياف".

وتابع: "نحن بحاجة إلى التأقلم مع الواقع الجديد، وأولوياتنا الملحة هي ضمان العبور الآمن للرعايا البريطانيين الذين بقوا هناك وكذلك الأفغان الذين عملوا مع المملكة المتحدة، إضافة إلى أشخاص آخرين هم أكثر عرضة للخطر".

ولفت سعادة وزير خارجية المملكة المتحدة إلى التحديات الإقليمية الناجمة عن تدفق المهاجرين واللاجئين الأفغان للمنطقة والدول المجاورة.. مؤكدا أن بلاده تضاعف دعمها لمواجهة هذه التحديات.

كما شدد على ضرورة بناء تحالف دولي من أجل هذه القضية، مشيرا إلى أن قرار مجلس الأمن بخصوص أفغانستان، الذي صدر مؤخرا، يشكل إطارا جيدا تتفق عليه كل الدول كمسار للمستقبل.

وأكد أهمية توسيع التوافق بإشراك دول أخرى في المنطقة، لافتا إلى أن هناك الكثير من الدول التي تتأثر بشكل مباشر بما يجري على الساحة الأفغانية.

وحول استمرار عمليات الإجلاء، قال سعادة السيد دومينيك راب "نتابع موضوع إعادة فتح مطار كابول، وسأزور دول المنطقة من أجل ضمان العبور الآمن إلى دول ثالثة".

وأكد أن بلاده لن تعترف بطالبان في المدى المنظور، لكنه نبه إلى الحاجة إلى التواصل المباشر معها في هذه المرحلة، وقال "أعتقد أن هناك مجالا كبيرا للتواصل وللحوار لاختبار نوايا طالبان للتأكد من التزمها بالضمانات التي تعهدت بها".

وتابع: "سنحكم على طالبان بالأفعال وليس بالأقوال، في ضوء الضمانات التي تعهدت بها، وسنعمل مع كل الشركاء وأبرزهم دولة قطر لحماية المكاسب التي تحققت في أفغانستان خلال العشرين عاما الأخيرة، كما سنراقب مدى التزام طالبان بحقوق الإنسان وحقوق المرأة".