سفير قطر لدى الصين : منح قطر صفة "شريك في الحوار" بمنظمة شنغهاي.. إنجاز للدبلوماسية القطرية

سفير قطر لدى الصين : منح قطر صفة

بكين - المكتب الإعلامي - 18 سبتمبر

 أكد سعادة السيد محمد عبدالله الدهيمي سفير دولة قطر لدى جمهورية الصين الشعبية، أن منح دولة قطر صفة "شريك في الحوار" ضمن منظمة شنغهاي للتعاون، يعد إنجاز جديد للدبلوماسية القطرية.

وقال سعادته في مقال صحفي:" إن يوم السابع عشر من شهر سبتمبر الجاري شهد حدثا تاريخيا مهما لدولتنا الحبيبة، بمنحها صفة شريك في الحوار في إحدى المنظمات الفاعلة ذات الثقل الجيوسياسي في قارة آسيا والعالم أجمع خلال انعقاد قمة منظمة شنغهاي للتعاون في العاصمة الطاجيكية دوشنبه بحضور رؤساء الصين وروسيا وطاجيكستان وإيران ومنغوليا ورؤساء الوزراء لبقية الدول الأعضاء"،مشيرا إلى أن منظمة شنغهاي للتعاون العريقة تحظى بمكانة مرموقة وبمستقبل واعد .

وأضاف سعادته ان هذا الحدث البارز الذي يسطره التاريخ يثبت نجاعة السياسة الخارجية الحيوية والديناميكية التي تتمتع بها دولة قطر .

وتوجه الدهيمي، بالشكر الجزيل للدول الأعضاء في المنظمة لمساندتها دولة قطر وتمهيد الطريق لمنحها صفة شريك في الحوار.

وأشار إلى تقديم 19 دولة لنيل صفة "شريك في الحوار"، إلا أن الدبلوماسية القطرية أثبتت من جديد استحقاقها لنيل هذه الصفة ، حيث لم يتم قبول سوى ثلاث دول هي (قطر والسعودية ومصر) كشركاء في الحوار حتى الآن، علما بأن دولة قطر كانت قد تقدمت بطلبها في عام 2014.

وقال :" لا يخفى على أحد الدور البارز الذي قامت به دولة قطر في ملف الوساطة بين الفرقاء في أفغانستان وجهودها في ترسيخ السلام والأمن الدائم والذي من شأنه أن يعزز الأمن والاستقرار الإقليمي بشكل أفضل ويدعم جهود التصدي لخطر الإرهاب والتطرف العنيف.

ولفت إلى أن دولة قطر عملت بشكل مستمر مع شركائها، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، في جولات الحوار والمفاوضات مع الأفغان لتحقيق السلام.

وأشار إلى أن العالم بأجمعه اعترف بدور قطر الإيجابي والفعال والبارز في الملف الأفغاني حيث كانت المستضيف والوسيط النزيه، إيمانا منها بمركزية مبدأ الحوار في حل الأزمات .

وذكّر سعادته بتوقيع اتفاق في الدوحة بتاريخ 29 فبراير 2020 بين حكومة الولايات المتحدة وطالبان من أجل تحقيق السلام في أفغانستان،لافتاً إلى أنه كان لهذا الملف صدى كبيرا في الأوساط الإقليمية والدولية والعالم برمته خاصة في الأسابيع الأخيرة، مما عكس اهتمام الدول واستقطاب الدوحة لرؤساء الدول والمسؤولين في العالم بحيث أصبحت وجهة رئيسية لهم خلال الفترة المنصرمة.

وأضاف " لذلك فقد انصبت الأمور في سياقها الطبيعي عندما منحت منظمة شنغهاي للتعاون دولة قطر صفة " شريك في الحوار " خاصة وأن أغلب الدول الأعضاء فيها ذات صلة مباشرة بأفغانستان ومجاورة لها وتعتبرها حلقة مهمة في طوق أمنها القومي .

وأشار سعادته إلى إن منظمة شنغهاي للتعاون تعتبر منظمة حكومية دولية تأسست في شنغهاي في 15 يونيو 2001 ، موضحا أن أعضاء المنظمة الحاليين هم (الصين، وروسيا، أوزبكستان، والهند، وباكستان، وطاجيكستان، وقيرغيزستان، وكازاخستان) وتم قبول إيران كعضو دائم حيث كانت بصفة عضو مراقب، وأن الدول التي تحمل صفة مراقب في المنظمة هي (أفغانستان، وبيلاروسيا، ومنغوليا) ، فيما تضم قائمة الدول ذات صفة "شريك في الحوار " كل من (أرمينيا، وأذربيجان، وتركيا، وسريلانكا، وكمبوديا، ونيبال) قبل أن يتم قبول انضمام دولة قطر والسعودية ومصر بصفة "شريك في الحوار".

وأوضح أن قبول انضمام الدول للمنظمة يتطلب الحصول على موافقة جميع الدول الأعضاء، وكذلك الأمر بالنسبة للانتقال من صفة إلى أخرى.

وأكد أنه انطلاقا من إيمان دولة قطر بالأهداف الجليلة التي من أجلها تأسست "منظمة شنغهاي للتعاون" والدور الرائد الذي تساهم فيه لحل القضايا الملحة والمحورية في ظل التحولات الكبيرة التي يشهدها العالم، فإنها تشاطر دول المنظمة مساعي تعزيز الاستقرار والأمن في أراضي أعضائها، ومحاربة الإرهاب والتطرف والجريمة ومكافحة تهريب المخدرات وتطوير التعاون في مجال الاقتصاد والطاقة والثقافة والعلوم .

وقال ،إنه يمكن لدولة قطر المساهمة بفعالية والاستفادة المتبادلة في تعزيز الشراكات في شتى المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية والبيئية والثقافية وغيرها بين دول المنظمة والتي تتوافق في جلها مع رؤية دولة قطر 2030.

وأوضح سعادته أن دولة قطر ستسعى جاهدة إلى بذل كل طاقاتها في هذا المجال للاستفادة المتبادلة من هذا الصرح الدولي باعتبار مقر المنظمة الرئيسي يقع في العاصمة الصينية بكين، كما ستواصل جهودها خلال السنوات القادمة للانتقال من صفة "شريك في الحوار" إلى "مراقب" ومن ثم إلى دولة كاملة العضوية" .

وجدد سفير دولة قطر لدى الصين الشكر لكل من ساهم في منح دولة قطر لصفة شريك الحوار في منظمة شنغهاي للتعاون، وتمنى لجميع أعضاء المنظمة مزيدا من التعاون المثمر والعمل البناء، ولدولة قطر الحبيبة مزيدا من الرفعة والسمو.