المعهد الدبلوماسي ينظم ندوة حول العلاقات القطرية - البريطانية

المعهد الدبلوماسي ينظم ندوة حول العلاقات القطرية - البريطانية

الدوحة/ 06 مايو 2014/ نظم المعهد الدبلوماسي اليوم ندوة حول العلاقات القطرية - البريطانية، حاضر فيها سعادة السيد نيكولاس هوبتن سفير المملكة المتحدة لدى الدولة بحضور عدد من المتدربين وموظفي وزارة الخارجية. وأشار السفير البريطاني ، في بداية الندوة ، إلى أن هذه الزيارة تعد الأولى له للمعهد منذ توليه مهام منصبه في يوليو 2013 ، معبرا عن سعادته بمخاطبة مهنيين في نفس مجال عمله خلال حديثه عن الدبلوماسية. وتحدث هوبتن بعد ذلك عن العلاقات القطرية - البريطانية على مدى أكثر من نصف قرن، عائدا إلى أيامها الأولى، عندما كانت السفن البريطانية ترسو في الخليج من أجل التجارة وهي في طريقها إلى الهند أو عائدة منها. وذكر بتطور العلاقة قبل وأثناء وبعد الحرب العالمية الأولى، بسبب انضمام تركيا إلى المحور الألماني، ثم تخليها عن ممتلكاتها وتوقيع قطر اتفاقية ثنائية مع بريطانيا عام 1916 أصبحت بموجبها البلد الحامي، حيث بقيت تلك الاتفاقية في أساس العلاقات بين البلدين لمدة طويلة إلى أن قررت بريطانيا في عام 1968 الانسحاب من شرقي السويس، بما في ذلك الخليج في غضون ثلاث سنوات، وأصبحت قطر دولة مستقلة أخذت على عاتقها رسم جميع سياساتها الداخلية والخارجية عام 1971 . وأكد السفير البريطاني أن الحكومة البريطانية قررت منذ عام 2010 الارتقاء بالعلاقات مع دولة قطر إلى مستوى أكثر أهمية، واصفا العلاقات بين البلدين حاليا بأنها جيدة جدا، قائلا "إننا نحاول بناء شراكة حقيقية مع قطر" . وأضاف أن التقارب بين قطر والمملكة المتحدة يقوم على التاريخ والثقافة المشتركة ، مشيرا إلى أنه لمس في قطر ميزة أساسية هي الكرم وحسن الضيافة، مما يبعث على السرور في المعاملات. وقال هوبتن إنه لم يأت للعمل الدبلوماسي صدفة ودون تخطيط مسبق، "فقد عشقت في الواقع هذا العمل"، مشيرا إلى أنه التحق بالعمل في الخارجية البريطانية عام 1989، بعد تخرجه من جامعة كامبريدج ثم عمل في مجال قضايا الأمن القومي بالديوان الوزاري، ليترأس إدارة المنظمات الدولية في الخارجية، ثم تنقل في الوظائف، فعين دبلوماسيا في باريس وروما، ثم في المغرب، كما عمل في موريتانيا لمدة أربع سنوات، وكذلك كسكرتير خاص لوزير الشؤون الأوروبية، كما عمل سفيرا لبلاده في اليمن بين عامي 2012 و 2013 ، قبل أن ينتقل إلى الدوحة. وأشار إلى أنه زار دولة قطر في عام 2010 للقاء عدد من الشخصيات المهتمة بالمشاركة في حوار حول موضوع إصلاح مجلس الأمن الدولي من بينها سعادة السيد ناصر بن عبد العزيز النصر الذي كان يشغل منصب مندوب دولة قطر الدائم لدى الأمم المتحدة، قبل أن يعين ممثلا ساميا للأمم المتحدة لتحالف الحضارات. وأكد سعادة السفير هوبتن أن "المملكة المتحدة وفرنسا تدعمان بقوة فكرة توسيع مجلس الأمن الدولي، وفي حين تتجاوب الولايات المتحدة مع الفكرة، فهي في نفس الوقت تحافظ على رؤية خاصة للعالم والعلاقات الدولية، نابعة من وضعها كقوة عظمى، في حين أن الروس يقولون إنهم مستعدون لمناقشة كل اقتراح، فهناك شعور بأنهم قد لا يكونون راغبين جدا في توسيع مجلس الأمن الدولي، أما الصينيون، فهم لا يقولون شيئا، وهي طريقتهم الخاصة في التعبير". وأضاف أن هناك حاجة لتوسيع مجلس الأمن الدولي ليشمل دولا صاعدة كالهند والبرازيل وغيرهما، ولكي يكون أكثر تمثيلا لحقائق المجتمع الدولي الجديدة، ولكن هناك عقبات تحول دون التقدم في هذا المشروع. وتساءل سفير بريطانيا عن معنى كلمة دبلوماسية، ليجيب بأن تحديداتها متعددة، ولكنه يذكر منها بالخصوص ما قاله البارون جيفري هاو عندما كان وزيرا للخارجية، حيث عرف الدبلوماسية بأنها " فن أن تقول للآخرين شيئا لا يرغبون في سماعه، ولكنك مع ذلك تجعلهم ينصتون" ، وبعبارة أخرى، فهي "فن التأثير". وقال إن الدبلوماسي الناجح هو من يستطيع ممارسة هذا التأثير سواء على الوزير أو الوزارة أو الأطراف الأخرى التي يتعامل معها، من أجل تحقيق التقارب وتكثيف التبادل بين الدول والشعوب ، موضحا أن دور الدبلوماسي يتمثل أساسا في إحداث هذا التأثير الذي يحقق الاقتناع بضرورة الالتزام تجاه مسألة أو طرف ما. وأكد أن الدبلوماسي ينبغي أن يكون مرنا، سريع التأقلم، ومستعدا دائما لحصول ما لا يتوقع، وأنها مهنة صعبة، ولكنها مشوقة، فضلا عن أنها تمثل امتيازا حقيقيا، وهو تمثيل بلداننا باعتبارنا مهنيين.