سعادة وزير الخارجية: 18 مليار يورو استثمارات قطر في ألمانيا

سعادة وزير الخارجية: 18 مليار يورو استثمارات قطر في ألمانيا

الدوحة/ 01 يونيو 2014/ أكدت دولة قطر وجمهورية ألمانيا الاتحادية على عمق العلاقات الثنائية القائمة بينهما وحرصهما الشديد على تطوير تعاونهما المشترك في شتى المجالات خلال المرحلة القادمة. ووصف سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية -خلال مؤتمر صحفي مشترك مع سعادة السيد فرانك شتاينماير وزير الخارجية الألماني الذي يزور البلاد حاليا- العلاقات بين الدوحة وبرلين بالوثيقة منذ انطلاقتها لأول مرة عام 1973 وحتى اليوم. وأعرب عن سعادته بأن تشهد المرحلة القادمة المزيد من الزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين بما يؤكد تطور العلاقات والشراكات بين البلدين الصديقين. وشدد سعادة وزير الخارجية على أن العلاقة بين دولة قطر وجمهورية ألمانيا الاتحادية قائمة على الاحترام المتبادل والتعامل البناء والجدي مع القضايا الإقليمية والدولية وذلك خدمة للسلم والأمن الدوليين. وأشار إلى أن المحادثات التي جرت بينه وبين وزير خارجية ألمانيا تناولت بالبحث فتح المزيد من آفاق التعاون المشترك لخدمة مصالح البلدين والشعبين الصديقين، ورحب سعادته في هذا الصدد بتواجد الشركات الألمانية في مشاريع تطوير البنية التحتية والمساهمة في التنمية التي تشهدها دولة قطر. ونوه سعادة الدكتور العطية إلى أن دولة قطر تساهم في الاقتصاد الألماني وتعتبر أكبر مستثمر عربي في ألمانيا، مبينا أن استثمارات قطر هناك تبلغ 18 مليار يورو. وجدد إشادته بالتطور الملحوظ في العلاقات القطرية الألمانية ليس فقط على المستوى الاقتصادي بل في جوانب أخرى متعددة مثل التعليم والثقافة والتكنولوجيا والعلوم حيث تم الإعلان مؤخرا عن إنشاء مركز للبحوث والتطوير تابع لشركة بورشه وفولزفاغن الألمانية في واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر لتكون أولى اهتماماتها إجراء أبحاث تطبيقية في مجال تطوير صناعة السيارات وهذا يدل على العلاقة الحقيقة بين الأصدقاء التي تتخذ جوانب متعددة وهي لا تزال في تطور مستمر. كما أوضح سعادة الدكتور العطية أن الجانبين القطري والألماني تباحثا في المواضيع ذات الاهتمام المشترك وآخر المستجدات في الشرق الأوسط وعلى رأسها عملية السلام والقضية السورية. وحول ما يجري في ليبيا حاليا، دعا سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية المجتمع الدولي إلى دعم الاستقرار هناك، كما دعا جميع المكونات السياسية الليبية إلى الحوار ونبذ العنف وإدانة الاغتيالات وتغليب مصلحة ليبيا والشعب الليبي الشقيق. وردا على سؤال حول دور قطر في إطلاق سراح الجندي الأمريكي في أفغانستان مقابل إطلاق خمسة من قادة طالبان المحتجزين في معتقل غوانتنامو، أوضح سعادته أنه عندما يتعلق الأمر بمسألة إنسانية فإن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لا يتأخر "وهذا فعلا ما حصل بالنسبة للرقيب بردغال والخمسة المحتجزين في غوانتنامو". وقال إن حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى وجه الجهات المختصة في الدولة بالبدء في هذه الوساطة الإنسانية والتي كللت بالنجاح بعد مفاوضات طويلة. وعبر سعادته عن شكره للفريق التفاوضي القطري الذي بذل جهدا لتحقيق هذه النتيجة بموجب أفضل التقاليد المتبعة للسياسة القطرية في الجهود الإنسانية في مثل هذه الحالات. وشدد على أن الثقة التي تتمتع بها دولة قطر على المستوى الدولي سهلت من مهمة التعامل مع الطرفين في هذه المسألة. وفي إجابته على سؤال حول الانتخابات الرئاسية الأخيرة في مصر أعرب سعادة الدكتور العطية عن أمله في أن تكون هذه الانتخابات وظروفها عاملا مشجعا، لكنه رأى أن الطريق الوحيد للوصول إلى الاستقرار وتحقيق التفاهم الأهلي من خلال الحوار مع الجميع في مصر، وقال "إن هذا ما نتمناه في قطر". وحول ظروف العمالة الوافدة في قطر وتحسين أوضاعها قال سعادة وزير الخارجية "نحن في قطر نبني دولة وإن ذلك يتطلب الكثير من الجهد، ومن هنا نتقدم بوافر الشكر للدول التي أرسلت من يقومون بمساعدتنا من أجل الاستمرار في نهضتنا". وأضاف قائلا "إن لدى دولة قطر رؤية حتى 2030 وليس فقط حتى استضافة مونديال كأس العالم 2022، ونحن جادون إذا كان هناك أخطاء أن نقوم بتصحيحها وهذا ما فعلناه فعليا عندما قمنا بتعيين أحد المستشارين الدوليين لدراسة ما هو ممكن لتطوير علاقة رب العمل بالعامل، علما بأننا كنا قد خطونا خطوات سابقة على نتيجة التقرير في تحسين الإجراءات القانونية لوجود العمال ونحن الآن في طور تطوير قانون العمل وقد قطعنا خطوات جدية بما فيها قرب إصدار تعديل القانون". وأوضح أن العلاقة ستكون علاقة تعاقدية بين رب العمل والعامل، مشيرا إلى أن قطر ترحب بكل من يريد زيارة الأماكن المفتوحة التي يوجد فيها مشاريع ضخمة لمعاينة معايير السلامة ومعايير التعامل مع العمالة في قطر. من ناحيته أعلن سعادة الدكتور فرانك فالتر شتاينماير وزير الخارجية الألماني أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى سيقوم بزيارة رسمية إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية خلال شهر سبتمبر القادم. وقال في المؤتمر الصحفي إنه لمس لدى استقبال حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى له اليوم حرص القيادة القطرية على المضي قدما في مسار التقدم والتنمية التي تشهدها الدولة، مؤكدا أن الوفد الألماني، المكون من سياسيين واقتصاديين وصحفيين يتابع هذا المسار بكل اهتمام. وأعرب سعادته في المؤتمر الصحفي عن سروره بزيارة دولة قطر والالتقاء للمرة الثالثة مع سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية منذ مطلع هذا العام للتباحث في كثير من الأمور ذات الاهتمام المشترك مثل العلاقات الثنائية والأزمة السورية. واعتبر زيارته الحالية للدوحة فرصة سانحة لتبادل الآراء والبحث في شتى المجالات مع سعاد وزير الخارجية ، معربا عن تطلعه نحو مزيد من الفرص خلال هذا العام ليبحث مع نظيره الدكتور العطية الأمور محل اهتمام البلدين. ووصف سعادة السيد شتاينماير قطر بأنها دولة "ديناميكية" يشهد اقتصادها نموا متصاعدا، فضلا عن كونها مركزا للكثير من الشركات الألمانية ذات الخبرات الواسعة والتي يعمل بعضها في البلاد منذ اكثر من 20 سنة. وتابع "يرافقني في زيارتي لدولة قطر وفد اقتصادي يهمه كثيرا ما يحدث فيها من تطور اقتصادي واستثماري في وقت حقق فيه التبادل التجاري بين البلدين نسبة نمو تبلغ 7 بالمائة خلال العام الماضي". وأشار وزير الخارجية الألماني إلى وجود الكثير من الفرص الاقتصادية والاستثمارية في قطر، متمنيا استمرار البلدين في تعاونهما الاقتصادي المشترك لما فيه مصلحتهما ومصلحة شعبيهما الصديقين، وعبر في سياق متصل عن إعجابه الشديد بما أحرزته قطر من تقدم اقتصادي وصفه بـ"الممتاز". ونوه بأن مباحثاته مع الدكتور العطية تناولت الوضع في منطقة الشرق الأوسط وما يجري في سوريا، معربا عن قلق الجانبين جراء الأحداث المأساوية التي يشهدها هذا البلد وخشيتهما من أن يمتد الصراع إلى دول الجوار السوري.. مشيرا أيضا إلى أن المباحثات تناولت قضايا أخرى من بينها الأزمة الأوكرانية. ومضى إلى القول "لاحظنا الوضع المأساوي للاجئين السوريين، فر منهم إلى لبنان وحدها ما بين 1.3 إلى 1.4 مليون لاجئ"، داعيا إلى تقديم المساعدة لهم خاصة وأن لبنان يتحمل أعباء جسيمة جراء وجودهم على أراضيه مع تقديم الدعم لدول الجوار التي تستضيفهم مثل الأردن ولبنان ودعم ما أسماه بالمعارضة المعتدلة. ورأى أن حل مشكلة اللاجئين السوريين يكمن في حل الأزمة السورية سياسيا، وقال إنه بعد استقالة السيد الاخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا يتعين على من يخلفه في منصبه بذل المزيد من الجهد في هذه المهمة الصعبة على حد قوله. وأكد على الشراكة القائمة بين قطر وألمانيا وقال في هذا الصدد "نحن شركاء ولابد من التشاور بيننا دائما.. لقد سادت مباحثاتنا أجواء إيجابية ومنفتحة وأتطلع لمزيد من هذه اللقاءات قريبا". وتوقع وزير خارجية ألمانيا عقد اجتماع لمجموعة أصدقاء سوريا "بعد ما يسمى بالانتخابات التي قررها نظام الأسد" وذلك للبحث في إيجاد حل سياسي للأزمة. كما تطرق شتاينماير في معرض إجاباته إلى الوضع في مصر وما يعترض البلاد من صعوبات اقتصادية وغيرها، وقال إنه على القيادة الجديدة إذا أرادت النجاح أن تمضي قدما في معالجة الاقتصاد.