سلسة لقاءات وفعاليات لمجلس الاعمال القطري في واشنطن

سلسة لقاءات وفعاليات لمجلس الاعمال القطري في واشنطن

واشنطن / 25 يونيو 2014/ عقدت في واشنطن سلسلة من اللقاءات والفعاليات بين مجلس الاعمال القطري و عدد من الغرف التجارية في الولايات المتحدة، في مقدمتها غرفة التجارة الأمريكية، وغرفة التجارة العربية الأمريكية، ومجلس الأعمال للتفاهم الدولي، وذلك بحضور سعادة السيد محمد بن جهام الكواري، سفير دولة قطر لدى الولايات المتحدة . وركزت مداخلات سعادة السفير خلال اللقاءات على مستقبل قطر الاقتصادي، وما يتمتع به النمو الاقتصادي للبلاد من استقرار وتقدم بخطوات واثقة باتجاه تنويع مجالات الاستثمار والاستفادة من كون قطر أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم لاستكشاف مجالات جديدة لنشاطها الاقتصادي مشيرا الى ان ذلك يأتي تماشياً مع الرؤية الوطنية 2030 وما تهدف إليه من تنويع الاقتصاد القطري، لتقليل اعتماده على قطاع الصناعات الهيدروكربونية، لتمثل أقل من نصف إجمالي الناتج المحلي بحلول عام 2015. وفي هذا السياق أكد السفير الكواري على أهمية الشراكة بين قطر والولايات المتحدة في مجال النفط والغاز. وقال انه في أقل من 15 عاماً، أصبحت قطر أكبر مُصدر للغاز الطبيعي المُسال في العالم ويرجع الفضل في ذلك إلى رؤية القيادة السياسية للبلاد في فتح مناخ تنافسي للاستثمار، وانه من خلال الخبرة الفنية الطويلة للمؤسسات الأمريكية الشريكة مثل: إكسون موبيل، وكونوكو فيليبس، وشيفرون، تمكنت قطر من تحقيق هذا الهدف الذي يعد من قصص النجاح المستمرة. وأضاف أن مجالات الشراكة الاقتصادية بين قطر والولايات المتحدة لا تقتصر على مجال الطاقة، بل تمتد إلى مجالات الصحة، والتعليم، وغيرها، حيث تسعى قطر إلى الاستثمار في المشروعات الصغيرة والمتوسطة الأمريكية بالأخص في المجالات التكنولوجية، والتكنولوجيا الحيوية، والأجهزة الطبية، وتكنولوجيا الاتصال والمعلومات .. مؤكدا على أن الاستثمارات القطرية في الولايات المتحدة، شأنها شأن الاستثمارات القطرية حول العالم، تتسم بالحياد السياسي. كما ألقى السفير الكواري الضوء على فرص الاستثمار والأعمال المفتوحة في قطر. وفي ظل ما يشهده الاقتصاد القطري من نمو وتوسع، مؤكدا أن دور مجتمع الأعمال الأمريكي لن يقتصر على تقديم الخبرة الفنية، بل سيمتد إلى علاقات استثمارية طويلة المدى بين البلدين. وفي سياق الحديث عن فرص الأعمال التي تقدمها استضافة قطر لكأس العالم 2022، أشار إلى تعاقد مديري المشروعات القطرية مع عدد من الشركات الأمريكية، للاستفادة من المعايير والمواصفات الأمريكية، وما يقدمه ذلك من فرص لمزيد من التعاقدات المستقبلية مع شركات أمريكية أخرى .. مضيفا أن استضافة فعالية رياضية عالمية بهذا الحجم تقدم فرصة لإبراز قدرات دولة قطر، وما تقوم عليه استراتيجية تنفيذ كأس العالم في قطر من مواصلة تنمية البنية التحتية في البلاد، حيث تتوزع الاستثمارات الموجهة لهذه الفعالية، والتي قد تصل إلى 200 مليار دولار، على عدة قطاعات مختلفة. . واوضح ان من أحدث تلك المشروعات، مطار حمد الدولي الجديد. ومن بين المشروعات الكبرى الأخرى التي تعتبر ركائز للاقتصاد القطري: واحة العلوم والتكنولوجيا، والمدينة التعليمية، وأعمال التوسع في شبكات النقل. ومن المتوقع أن تؤدي استضافة قطر لكأس العالم إلى زيادة تدفق السائحين إليها بنسبة 15.9%، ومن هنا تعتزم قطر للضيافة استثمار نحو 20 مليار دولار. كما أشار سعادة ، سفير دولة قطر لدى الولايات المتحدة إلى تصنيف المنتدى الاقتصادي العالمي للاقتصاد القطري بكونه الأكثر تنافسية في الشرق الأوسط لثلاث سنوات على التوالي. وقال انه في حين تواصل قطر تنويع حافظتها الاستثمارية على مستوى العالم، من خلال الاستثمارات في أوروبا وآسيا، وأفريقيا، أكد أنها تنظر للولايات المتحدة كنقطة ارتكاز لتعزيز استراتيجيتها الاقتصادية، وتركيز الاستثمار في الولايات المتحدة، بدءاً بالعاصمة واشنطن، من خلال مشروع "سيتي سنتر دي سي" والذي يعد أول استثمار قطري بهذا الحجم خارج قطاع الطاقة في الولايات المتحدة. وأضاف أنه من مظاهر الشراكة القطرية الأمريكية، ارتفاع الصادرات الأمريكية إلى قطر في 2013 لتصل إلى 5 مليار دولار بزيادة بنسبة 38.6% عن عام 2012. وأكد أن قطر تهدف إلى العمل من خلال المبادئ المشتركة والاستثمار في المبادرات والبرامج الثقافية والتعليمية والتنموية المشتركة بالتعاون مع الولايات المتحدة. وقال أنه على رأس الأولويات القطرية ضمان الحصول على التعليم .. مؤكدا أن قطر تسعى للوصول إلى نماذج تعليمية جديدة يمكنها التكيف مع عصر المعلومات المواكب بشكل مستمر للعولمة في المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية .. مشيرا إلى إقامة المدينة التعليمية في الدوحة، والتي من شأنها تغيير طرق الاستثمار العالمية في المجال التعليمي، من خلال إقامة مجمع ضخم على مساحة 2500 هكتار، تضم 11 جامعة عالمية. كما استعرض الكواري الاستثمارات القطرية في التدريب وتنمية رأس المال البشري، من خلال عدد من برامج التبادل، من بينها تعزيز اللغة والثقافة العربية، وما توليه قطر من أهمية لرفع مستويات التعليم في العالم العربي من خلال إنشاء صندوق بقيمة 100 مليون دولار للطلاب العرب للدراسة في الخارج، مع ضمان توفير فرصة عمل في قطر بعد التخرج. واختتم كلمته بالتأكيد على كون قطر دولة ذات رسالة، وأنها تحقق المصداقية في ذلك من خلال المعادلة بين صغر حجمها، وسبل الاستفادة من الأصول والثروات الهائلة التي تحظى بها البلاد. وأوضح أن هذه المعادلة تمكن قطر من تحديد أولوياتها بالتركيز أولاً على تحسين مستوى معيشة مواطنيها، والمقيمين بها.. وأكد على أن الانتماء إلى بلد عربي ثري يفرض تحديات لتعزيز سياسات التنمية المستدامة في أرجاء الأمة العربية، التي تعد قطر جزءاً لا يتجزأ منها. وأنه من خلال المزيد من العلاقات الفعالة والإيجابية بين الولايات المتحدة وقطر، وعلى رأسها العلاقات الاقتصادية، يمكن تحقيق المزيد من المقاربة بين الولايات المتحدة والعالم العربي.