سعادة وزير الخارجية: قطر أول دولة عربية تقدمت بمبادرة لحل الأزمة السورية من خلال الجامعة العربية

سعادة وزير الخارجية: قطر أول دولة عربية تقدمت بمبادرة لحل الأزمة السورية من خلال الجامعة العربية

ميونخ/المكتب الإعلامي/ 08 فبراير 2015/ أكد سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية أن دولة قطر هي أول دولة عربية تقدمت بمبادرة لحل الأزمة السورية من خلال الجامعة العربية ، مشددا في الوقت نفسه على أن أكبر مشكلة في المنطقة تتمثل في تعثُّر عملية سلام الشرق الأوسط التي وصفها بأنها السبب الرئيسي لتفشي ظاهرة الإرهاب في المنطقة. وأوضح سعادته أن قطر كانت أول دولة تعاملت مع اللاعبين الدوليين الذين يستطيعون أن يتحاوروا مع بشار الأسد للتوصل إلى حل سلمي لكن دون جدوى، مؤكدا أنه " لم يبق أمامنا جميعا إلا الدفع بإيجاد حل سياسي يمكن الشعب السوري مما أراد". وتساءل سعادة الدكتور العطية خلال مشاركته بجلسة نقاشية في مؤتمر ميونخ للأمن بعنوان: "هل هذه نهاية الشرق الأوسط؟"، "أي شرق أوسط نتحدث عنه؟ ونهاية ماذا؟ هل هي النهاية الجيوسياسية؟ وهل يعني ذلك نهاية "سايكس بيكو"؟". وقال "اعتقد أن الشرق الأوسط هو مركز الجيوسياسية الدولية، فالشرق الأوسط اليوم ليس كما كان بالأمس حيث كان الحكم في بعض الدول للديكتاتوريات، فبعد ثورات الربيع العربي تغير الحال ولم تعد هناك ديكتاتوريات ، وأصبح علينا أن نتعامل مع الشعوب مباشرة، لذلك من الأفضل أن نبدأ في السير في هذا الاتجاه". وأشار سعادة وزير الخارجية إلى أن التكنولوجيا تطغى على العالم حاليا وأصبح التواصل مع الشرق الأوسط سهلا، كما أصبح من أكثر المناطق حضوراً في نشرات الأخبار. وبين سعادته أن الاستقرار الوقتي الذي لا يعتد بأبسط مقومات حقوق الانسان لا يستطيع الاستمرار، مشيرا إلى أن أزمات الشرق الأوسط بدأت مع احتلال العراق " ومازلنا نعاني من نتائج ذلك الاحتلال ، كمثال على تلك النتائج الصراع الطائفي القائم حاليا". وأضاف الدكتور العطية "دعونا نتحدث عن الحل، قد يبدو الشرق الأوسط معقداً لمن هم خارج المنطقة، لذا علينا أن نعالج كل مشكلة على حدة، ونضع لها حلولا حقيقية وليست مصطنعة أو زائفة كما نفعل دائماً، وفي رأيي أن أكبر مشكلة في المنطقة تتمثل في تعثُّر عملية سلام الشرق الأوسط التي تعتبر السبب الرئيسي لتفشي ظاهرة الإرهاب في المنطقة". وأشار سعادته إلى أنه فيما يخص المجموعات الإرهابية، "إذا لم تعالج جذور المشكلة فلن نحقق شيئا وسوف يصبح لدينا مجموعات أخرى جديدة، فجذور المشكلة تتمثل في أن هناك فئة وبالأخص السنة كانت تعاني من التهميش وهي التي حاربت القاعدة وهزمتها عام 2007 ولمَّا جاء نوري المالكي (رئيس الوزراء العراقي السابق) تركهم يهيمون على وجوههم في الصحراء ثم بدأ يقتلهم واليوم لم يعد لديهم ثقة فينا فعلينا ألا نكتفي بوضع البرامج بل بتنفيذها أيضا لضمان حقوقهم". ورداً على سؤال بشأن استراتيجية التحالف في العراق وسوريا، أوضح سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تعمل مع التحالف وتبذل قصارى جهدها لحماية الشعب السوري، غير أنه أشار إلى أنه مازالت هناك حاجة إلى استراتيجية في العراق. وحول الوضع في ليبيا، قال سعادة الدكتور العطية " في ليبيا على سبيل المثال يوجد 50% من المعارضة الخارجية وأعضاء من النظام السابق يحاولون السيطرة على البلاد عن طريق القوة، بينما يحاول 50% آخرون داخل ليبيا أن يدافعوا عن ثورتهم"، مشيرا إلى أن دولة قطر تدفع في اتجاه حل الأزمة عن طريق المفاوضات وأنها كانت ومازالت تدعم جهود المبعوث الأممي إلى ليبيا، وتحاول أن تسهل مهمته بقدر المستطاع للتوصل إلى حل يشمل الجميع. واعتبر سعادته في المقابل أنه يوجد مثال جيد في تونس التي تمثل الوجه الجديد في المنطقة، داعيا الجميع إلى دعمها اقتصادياً واجتماعياً وسياسيا "لتكون مثالا جيداً لما نريد أن يكون عليه الشرق الأوسط". وعرج سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية على القضية الفلسطينية، قائلا:" إذا سألت طفلة عمرها 6 سنوات في قطاع غزة، فسوف تقول لك إنها شهدت ثلاثة حروب ضروس شنتها إسرائيل على القطاع. فهل استطاعت إسرائيل أن تقضي على حركة "حماس" بهذه الحروب؟ بالطبع لا، لأن هذا مستحيل، إذا لا خيار أمام اسرائيل إلا الحوار مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة "حماس"". ونفى سعادة الوزير العطية اتهامات وزير شؤون الاستخبارات الاسرائيلي يوفال شتاينتس حول دعم "حماس" لشن هجمات في إسرائيل، وقال:"إن حماس ليست مجموعة إرهابية فحماس تمثل جانبين الأول سياسي والآخر اجتماعي ولديها جانب آخر اضطراري وهو المقاومة"، مؤكدا أنه إذا أنهت إسرائيل احتلالها لفلسطين فلن تقاتلها حماس، "فحماس تسعى لتحرير وطنها فقط". وشدد سعادة وزير الخارجية على أن قطر لا تساند المجموعات الإرهابية ولا أي مجموعة أخرى. وقال رداً على الوزير الاسرائيلي بشأن عدم اعتراف الدول العربية بالدولة اليهودية:" أنتم تسمون أنفسكم دولة يهودية وتنكرون على من يسمون أنفسهم دولة إسلامية أن يفعلوا ذلك، الحل معروف وهو حل الدولتين". وحول الاساءات الى الدين الاسلامي ورموزه، أكد الدكتور العطية خلال حديثه للحضور، أن هناك أكثر من 1.5 مليار مسلم في العالم "ومع ذلك تسمحون بالإساءة إلى أحب شخصية بالنسبة لنا كمسلمين وهو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم"، مشدداً سعادته "إن هذا ليس مجرد عمل من أعمال التعبير عن الرأي، إنه أكبر من ذلك". وأضاف سعادته:" نحن أدنَّا كل أعمال العنف، ولكن يوجد في أوروبا الكثير من القوانين التي تجرم احتقار بعض الفئات الدينية يجب أن تطبق على كافة المستويات". ورداً على سؤال السيد وولفقانق اسنغشر رئيس مؤتمر ميونخ للأمن حول التكهنات للأزمات المستقبلية، أوضح سعادة وزير الخارجية أن الأزمة التي سوف يواجهها العالم في المستقبل هي احتمال سقوط أخلاقيات المجتمع الدولي، مشيرا سعادته إلى أن هذا هو الخطر الحقيقي الذي يواجهه العالم.