نائب رئيس مجلس الوزراء يشارك في الجلسة الافتتاحية لمنتدى "بواو الآسيوي"

نائب رئيس مجلس الوزراء يشارك في الجلسة الافتتاحية لمنتدى

بواو/المكتب الإعلامي/ 28 مارس 2015/ شارك سعادة السيد أحمد بن عبدالله آل محمود نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء في الجلسة الافتتاحية لمنتدى "بواو الآسيوي "الذي يقام في مدينة بواو بمقاطعة هاينان بجنوب الصين تحت عنوان "المستقبل الجديد لآسيا نحو المصير المشترك". وعبر سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء في الكلمة التي القاها خلال المنتدى الذي بدأ أعماله اليوم بالمركز الوطني للمؤتمرات عن سعادته بالتواجد في جمهورية الصين الشعبية هذا البلد العزيز وبين الأمة الصينية المحبة للسلام. ونقل سعادته تحيات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد ال ثاني أمير البلاد المفدى وحكومة وشعب قطر للمشاركين في هذا المنتدى الذي يشارك به العديد من رؤساء الدول في مقدمتهم فخامة الرئيس الصيني شي جينغ بينغ متمنيا لهم التوفيق والنجاح. وقال إن المناخ الدولي الراهن بتحدياته وأزماته يحتم علينا العمل الجاد والدؤوب لمواجهة التحديات التنموية في القارة الآسيوية وفي مقدمتها ضعف النمو الاقتصادي وبطء التقدم في مواجهة الفقر وارتفاع معدلات البطالة ولاسيما بين الشباب مؤكدا إن دولة قطر تؤيد المبادرة التي عرضها فخامة الرئيس الصيني للحوار الآسيوي. وقال إن كان التشاور والتعاون في المجال السياسي بين دول قارة آسيا يشكل عاملاً مهما في علاقتنا فإن التعاون الاقتصادي والتجاري يشكل الأساس في تطوير هذه العلاقات لتحقيق التنمية المستدامة لدولنا وشعوبنا لاسيما نحن نمتلك كل الفرص لتحقيق طموحات شعوبنا لما تمتلكه قارة آسيا من الموارد الطبيعية والبشرية والموقع الجغرافي المتميز. واضاف سعادته في كلمته أن خطاب فخامة الرئيس الصيني شي جنغ بينغ تضمن مبادئ عظيمه للتحرك نحو إيجاد الاهداف المأمولة لآسيا والعالم لتحقيق هدف عنوان هذا الاجتماع "المستقبل الجديد لآسيا نحو مجتمع ذي مصير مشترك"... وعبر سعادته عن شكره لفخامة الرئيس الصيني لدعوة الاصدقاء من اوروبا وأفريقيا لحضور هذا المنتدى تأكيدا لما قاله فخامته إن كان العالم بخير فآسيا بخير وإن كانت آسيا بخير فالعالم بخير. وأشار إلى اهتمام دولة قطر الراسخ والمتنامي مع كافة الدولة الآسيوية في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية وغيرها من المجالات الأخرى مؤكدا ان صندوق قطر للتنمية يقوم بدعم مشاريع إنمائية مختلفة بالتعاون مع الحكومات الآسيوية الصديقة فضلاً عن تقديم المساعدات الإغاثية في الكوارث. واضاف أن مستقبل تقدم وازدهار قارة آسيا يبنى على الأمن الجماعي والاستقرار ، مؤكدا ان العديد من الدول كما يعلم الجميع لا تزال تواجه تحديات أمنيه وانعدام للاستقرار إذ لا تزال الكثير من الأزمات تراوح مكانها بلا حل كما هو حال القضية الفلسطينية كما لا تزال التهديدات الأمنية التقليدية وغير التقليدية تعاني منها بعض دول القارة من حين لأخر فضلا عن ان قوى الغلو والتطرف تهدد الأمن والاستقرار في اكثر من مكان في القارة. وقال سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء إن امام هذه التحديات يتعين على الجميع السعي الجاد إلى تعميق الفهم المشترك وان نعمل معا لتامين وتعزيز السلم والاستقرار في القارة إذ بدون الاستقرار لن تنعم القارة بالتنمية المستدامة والازدهار. وابدى سعادة السيد احمد بن عبدالله آل محمود ثقته في ان الاستثمار في البنية التحتية وتنفيذ مشاريع الربط بين اجزاء القارة تجد دعماً وتفهماً من جميع قادة وشعوب القارة إلا ان مثل هذا المشروع الضخم يحتاج إلى مبادرة آسيوية مبدعة لتجمع الطاقات والقدرات والموارد المالية والهندسية لإنشاء شبكات الربط مبيناً ان دولة قطر من اوائل الدول التي دعمت وتدعم مبادرة فخامة الرئيس الصيني شي جينغ بينغ ( الحزام والطريق ) وذلك انطلاقا من قناعتنا بان إحياء طريق الحرير القديم سيتيح لآسيا ولأول مرة فرصة تاريخية للنهوض الاقتصادي الكامل والجماعي وتسريع وتيرة التكامل الاقتصادي في القارة. واضاف سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء "كما تعلمون فإن مشاريع الطاقة بما فيها شبكات نقل النفط والغاز ستكون واحده من اولويات الحزم الاقتصادي لطريق الحرير الجديد وفي هذا الصدد فإن دولة قطر لن تالو جهدا في ان تسهم في توفير الطاقة لدول القارة عبر هذا المشروع بالتعاون بين منطقة غرب آسيا وبقية مناطق القارة". واشار إلى ان دولة قطر وفي هذا الإطار أيضا اتخذت خطوات عملية في المساهمة في مشاريع الربط القاري والتكامل الاقتصادي إدراكا منها بأهمية التكامل الاقتصادي لمستقبل القارة ومشاريع الربط والمصير المشترك لكل شعوب وامم هذه القارة لذلك قامت دولة قطر بالانضمام إلى مؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا (سيكا) كما قدمت دعماً للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية AIIB واصبحت عضواً مؤسساً في هذا البنك وكذلك تم التوقيع على اتفاقية للتعاون في تنفيذ مشاريع البنية التحتية لطريق الحرير مشيرا إلى المثل الصيني القائل "شجرة واحده لاتصنع غابة اما عشر شجرات فهي تصنع غابة". وعبر سعادة السيد احمد بن عبدالله آل محمود نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء عن خالص شكره لحكومة مقطاعة هينان على حسن الاستقبال وكرم الضيافة ... كما عبر ايضا عن بالغ تقديره للجنة المنظمة لهذا المنتدى الهام على حسن التنظيم. وناقش المنتدى آفاق الاقتصادات الآسيوية والعالمية، واتجاهات السياسة النقدية، وكذلك تكنولوجيا الأنترنت والابتكار، وريادة الأعمال، إضافة إلى التخطيط السياسي لتحقيق التنمية المستدامة للبشرية جمعاء. كما بحث قضايا السلامة الغذائية وتلوث الهواء ، ومحاربة الفساد والعلاقة بين السياسيين ورجال الأعمال. تجدر الإشارة إلى ان "طريق الحرير" هي طريق تجارية قديمة ذات أهمية كبيرة في التاريخ البشري حيث ربطت حضارات المشرق بحضارات المغرب وقد كان للعرب دور كبير في هذه الطريق حيث كان التجار العرب هم همزة الوصل التي تربط بين المشرق بالمغرب وكان لهذه الطريق تفرعين أحدهما بري والآخر بحري ، أما الطريق البري فيبدأ من الصين ويمر عبر دول أواسط آسيا وبلاد الاناضول حتى يصل إلى أنطاكية على ساحل البحر المتوسط حيث يتم من هناك التبادل التجاري ونقل البضائع بين آسيا واوروبا وكذلك لها تفرع آخر عبر شمال الأناضول (تركيا حاليا) وصولاً إلى اسطنبول ملتقى آسيا بأوروبا. أما الطريق البحرية فهي لا تقل أهمية وكان مبدأها من بحر الصين مروراً عبر سواحل الهند ثم تتفرع إلى فرعين الأول يمر عبر خليج العرب مروراً ببلاد فارس ثم العراق وانتهاء بسواحل بلاد الشام على البحر المتوسط ، وأما الفرع الآخر فيعرف بطريق البخور ويمر عبر بحر العرب وصولاً إلى عدن في اليمن ثم من هناك يتجه شمالاً عبر الجزيرة العربية إلى سواحل بلاد الشام.