سفيرنا في تركيا : الإنسان هو محور الاهتمام والأولوية في سياسة دولة قطر

سفيرنا في تركيا : الإنسان هو محور الاهتمام والأولوية في سياسة دولة قطر

اسطنبول/ المكتب الإعلامي/ 29 مارس 2015/ اكد سعادة السيد سالم بن مبارك آل شافي سفير دولة قطر في تركيا ان الانسان هو محور الاهتمام والاولوية في سياسة دولة قطر ، شأنها في ذلك كشأن سائر الدول التي تتطلع دوما إلى تأمين الاستقرار والرفاهية لمواطنيها في المقام الأول، وهذا يتطلب الاهتمام بركائز التنمية والنهوض بالاقتصاد القطري، ولهذه الغاية وضعت قطر منذ سنوات رؤيتها الوطنية 2030، وتعمل بشكل حثيث لتحقيق الأهداف التي نصت عليها هذه الرؤية. جاء ذلك في محاضرة لسعادة السفير في جامعة "بهتشه شهير" في مدينة اسطنبول التركية تحت عنوان "السياسة الخارجية القطرية والعلاقات القطرية التركية: مفتاح الاستقرار والازدهار في المنطقة".ونوه إلى أن دولة قطر لا تزال تؤمن بسياسة الوساطات والحوار في سبيل حل الخلافات والنزاعات، وتسعى دوما إلى أن تكون علاقاتها جيدة مع مختلف الأطراف واللاعبين.واعتبر سعادته أن المجتمع الدولي والدول الفاعلة على الصعيد العالمي يركزون عادة على التعامل مع النتائج التي تخلفها المشاكل وليس مع المشاكل الأساسية التي أدت إلى ولادة العنف، الأمر الذي يعني بقاء المسببات التي ستؤدي لاحقا إلى إنتاج المزيد من العنف .وطالب بمواجهة حاسمة للمسببات الأساسية للعنف والتطرف لضمان عدم تجدد المواجهات بعد سنة أو سنتين وعدم ظهور تنظيمات جديدة أشد راديكالية، كالقتل المتعمد للمدنيين الأبرياء بمئات الآلاف والإقصاء السياسي لشرائح واسعة من الشعب والتعامل الطائفي لمؤسسات الدولة وانتشار الميليشيات الطائفية المسلحة وبقاء الاحتلال ومصادرة الأراضي وتعزيز الاستيطان، بالإضافة إلى الفقر والجوع والبطالة.ورأى أن السياسة الخارجية القطرية تعمل بشكل جاهد نحو المساهمة في إنشاء رؤية متكاملة للتعامل مع الظواهر المعقدة، بحيث أن لا تقتصر الرؤية على الجوانب الأمنية أو العسكرية، بل تتعداه إلى الجانب السياسي والاقتصادي والفكري والاجتماعي بما يضمن إنهاء ظاهرة التطرف. وشدد سعادة السيد سالم بن مبارك آل شافي سفير دولة قطر لدى الجمهورية التركية، بأن العلاقات القطرية - التركية قديمة وقائمة على الأخوة والتفاهم والاحترام المتبادل وتستند إلى إرث كبير من التاريخ والحضارة المشتركة للشعبين الشقيقين.واستعرض سعادته مراحل العلاقات الثنائية التي تجمع دولة قطر وتركيا، كمل تطرق إلى توقيع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله" مع فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية على اتفاقية "اللجنة العليا للتعاون الاستراتيجي" بتاريخ 19 ديسمبر الماضي، والتي تعتبر أرفع آلية لضبط العلاقات الثنائية في إطار مؤسسي على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والأمني، بما يضمن تحصين المنجزات السابقة التي تم تحقيقها ويسرع من الوصول إلى الأهداف المحددة للعلاقات الثنائية بين الطرفين بشكل أفضل وأكثر فعالية مستقبلا.وأشار إلى وجود آلية من التعاون والتشاور المباشر بين البلدين لاسيما في القضايا التي تهم مصالحهما المشتركة وفي القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك سواء من خلال العلاقات الثنائية أو المتعددة الأطراف.وحول العلاقات الاقتصادية بين البلدين، قال "يوجد تقدم على صعيد زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال الفترة الماضية، إلا أننا نرى بأن هذا الحجم من التبادل التجاري لا يعكس حقيقة المستوى الممتاز الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية بين قطر وتركيا لاسيما على الصعيد السياسي، ولذلك نحن نطمح في أن زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين بشكل سريع وكبير".وتحدث عن اهتمام البلدين في قطاع الطاقة ورغبتهما في تطوير التعاون في هذا المجال سواء عبر تصدير الغاز المسال القطري إلى تركيا عبر السفن أو في مجال استثمار قطر في قطاع الطاقة التركي.وأكد أن تركيا أرض خصبة للاستثمار، مشيرا إلى أن حجم الاستثمارات القطرية المباشرة في تركيا خلال الفترة من 2010 وحتى 2014 بلغت حوالي 930 مليون دولار، مضيفا أنه يتم في الوقت الحالي بحث عدد من المشاريع الاستراتيجية بين البلدين لاسيما في مجال الطاقة والبنى التحتية.وقال سعادته إن أبواب دولة قطر مفتوحة لجميع المستثمرين في ظل الطفرة العمرانية والنهضوية التي تشهدها دولة قطر منذ سنوات، مبينا أنه تم تكثيف الجهود مؤخرا بما يتماشى مع طموحاتها في استضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2022 بشكل مشرف.وكشف بأنه أدراكا لأهمية إحياء وتعزيز الهوية المشتركة والعامل الثقافي والقيمي في العلاقات الثنائية بين البلدين بما ينسجم مع توجيهات حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى "حفظه الله" ورؤية قطر الوطنية 2030، ومتابعة سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية، تم العمل بجهد لجعل 2015 عاما ثقافيا قطريا - تركيا، ويتم التركيز الآن على استغلال نشاطات العام الثقافي القطري - التركي للإعلان عن مبادرات ثقافية ذات طابع استراتيجي غير مرتبطة بفترة زمنية محددة بأسبوع أو عام وإنما دائمة وتصب في إطار التعاون الاستراتيجي بين البلدين، مبرزا بأن هناك جدول حافل بالنشاطات الثقافية التي سيتم تنفيذها تباعا بين كل من قطر وتركيا خلال العام.وألقى سعادة السفير هذه المحاضرة بدعوة من السيد براق كونتاي رئيس مدرسة الحكم والقيادة في جامعة "بهتشه شهير" إحدى أشهر الجامعات في تركيا، وبحضور غفير من مسؤولي الجامعة وجموع من الطلاب الأتراك والأجانب، حيث حظيت المحاضرة باهتمام واسع من الطلاب الذين وجهوا عددا من الأسئلة والاستفسارات حول سياسة دولة قطر الخارجية ومساهمتها في حل النزاعات الإقليمية وعن العلاقات القطرية التركية وأخر تطورات الأوضاع الإقليمية في المنطقة.