دولة قطر تؤكد دعمها لكافة المبادرات الهادفة الى بناء الجسور بين مختلف الثقافات والمجتمعات

news image
نيويورك/المكتب الإعلامي/ 02 اكتوبر 2015/ أكدت دولة قطر أنها تَدعم كافة المبادرات الجادة الهادفة إلى بناء الجسور بين مختلف الثقافات والمجتمعات، والتي ستكون لها آثار إيجابية لتعزز من قيم التضامن الإنساني والديمقراطية والتنمية والسلام في كافة أنحاء العالم . جاء ذلك في بيان وفد دولة قطر الذي ألقاه سعادة السفير فيصل بن عبد الله آل حنزاب المندوب الدائم لدولة قطر بجنيف أمام الاجتماع الوزاري لمجموعة أصدقاء تحالف الحضارات للأمم المتحدة الذي عقد على هامش أعمال الدورة الــ70 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك . وقال سعادته، إن هذا الاجتماع يكتسب أهمية بالغة في ظل الظروف التي يشهدها العالم مما يُحَتم علينا بذل المزيد من الجهود الرامية لتعزيز الأمن والسلام والاستقرار في العالم، وتأمين العيش المشترك لأجيالنا القادمة. وأضاف، أن ما يشهده العالم من انقسامات ومظاهر التوتر وعدم الاستقرار، وما يَحدُث من انتهاكات وتجاوزات لحقوق الإنسان، تُهدد سَلامَ مجتمعِاتنا، وتؤكد أهمية الدور الذي يمكن أن يؤديه تحالف الحضارات بأنشطته الإبداعية، والهادفة إلى نزعِ فتيل التوترات وجَسْرِ الهوة بين الهويات الثقافية والدينية، وتحسين وتطوير التفاهم والتعاون بين الشعوب لتحقيق السلام. وأشار إلى، أن دولة قطر تنظُر باهتمام إلى دور التحالف كونه مكملاً للجهود السياسية والأمنية التي تقوم بها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للوقاية من النزاعات ومنعها، وكذلك لتهيئة البيئة المناسبة لما بعد النزاع. ولفت سعادة السفير إلى أنه على الرغم من إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 2001 سنةً دوليةً لحوار الثقافات، إلا إنَّ العالم يشهد العديد من الأزمات الدولية التي ما تزال مشتعلةً، والتي قَوَضَت للأسف فكرة الحوار، وشكلت تهديداً للأمن والسلم الدوليين، كما يشهد العالم انتهاكات واسعة للقانون الدولي الإنساني من طرف الأنظمة المتسلطة على شعوبها والمجموعات الإرهابية على حدٍ سواء. وأكد المندوب الدائم لدولة قطر، أن تحالف الحضارات لن يألوا جهداً في مساعدة المجتمع الدولي لوقف تلك الانتهاكات ومواجهة التحديات الدولية المتزايدة، وَمَد جسور التفاهم بين الحضارات وتعزيز أُطر الحوار بين الثقافات والأديان واحترام التعددية الثقافية والدينية. وقال سعادة السفير فيصل بن عبد الله آل حنزاب المندوب الدائم لدولة قطر بجنيف إن دولة قطر، وتعبيراً عن إيمانها الراسخ بأهمية تحالف الحضارات لعبت دوراً أساسياً في الترويج لمبادرة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات منذ أيامها الأولى، ودعمتها بكل السبل الممكنة لبلوغ أهدافها، ومن هذه الرؤية تم إنشاء مركز الدوحة لحوار الأديان في عام 2008 بهدف تشجيع التعايش السلمي بين الثقافات وقبول الآخر، كما أنشأت اللجنة الوطنية القطرية لتحالف الحضارات من أجل إبراز مساهمة الحضارة العربية والإسلامية في الحضارات الأخرى، وفي التقدم الإنساني بصفة عامة. ونوه إلى أنه كان لقيادة دولة قطر الحكيمة دوراً كبيراً في رعاية ودعم الحوار بين الأديان كأحد ركائز السياسة الخارجية لدولة قطر، وتستضيف دولة قطر سنوياً مؤتمر الدوحة الدولي لحوار الأديان، الذي يشارك فيه علماء وممثلين من ديانات مختلفة، ومن أنحاءٍ مختلفةٍ من العالم. فضلا عن استضافتها للمنتدى الرابع لهذا التحالف في عام 2011. وأكد أنه إدراكاً من دولة قطر بأهمية تحقيق العدالة وإقامة مجتمعات آمنة يحكمها سيادة القانون ومبادئ الحرية، فقد استضافت مؤتمر الأمم المتحدة الثالث عشر لمنع الجريمة والعدالة الجنائية في شهر أبريل الماضي، والذي شكَّل مبادرةً فريدةً من نوعها، شارك فيه زعماء دول العالم، والخبراء، والأكاديميين، والمنظمات غير الحكومية، وأنجز المؤتمر مهماته بيسرٍ وكفاءة، وتكلل المؤتمر باعتماد إعلان الدوحة الذي يُلزم الدول الأعضاء، من بين أُمورٌ أُخرى، باحترام التنوع الثقافي وتحقيق السلم الاجتماعي. كما استضافت دولة قطر المشاورات الشبابية الأولى للقمة الإنسانية العالمية في سبتمبر من هذا العام بهدف إيجاد الحلول ومواجهة التحديات المتعلقة بالقضايا العالمية الإنسانية الشائكة لتَمكين الشباب في التعبير عن آرائهم، وتحقيق تطلعاتهم، وبما يساهم في فتح آفاقٍ لمستقبل أفضل للمجتمعات. وكذلك شاركت دولة قطر أيضاً في المؤتمر الدولي حول ضحايا العنف العرقي أو الديني في الشرق الأوسط الذي عقد في باريس في شهر سبتمبر الماضي لمكافحة ظاهرة الإرهاب وسبل الرد عليها لتحقيق العدالة وحماية الأقليات ومحاربة التطرف وتوفير الدعم الإنساني للاجئين والنازحين في المناطق التي تشهد عمليات إرهابية. أصحاب السعادة وقال سعادته إننا في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها المجتمع الدولي، بحاجة إلى إقرار المزيد من الإجراءات، وبرامج العمل، لتعزيز زخم التحالف في تحقيق الأركان الأربعة لأنشطته وهي التعليم والشباب والإعلام والهجرة، فضلاً عن قِيَم منع نشوب النزاعات والوساطة والمصالحة، وجعلها ركيزةً أساسيةً للارتقاء بالسلم والأمن العالميين. وجدد المندوب الدائم لدولة قطر بجنيف في الختام موقف قطر بتعزيز التعاون مع كافة الدول الأعضاء في مجموعة أصدقاء التحالف، وغيرها من الأطراف الفاعلة فيه، وَدعم كافة المبادرات الجادة الهادفة إلى بناء الجسور بين مختلف الثقافات والمجتمعات، والتي ستكون لها آثار إيجابية لتعزز من قيم التضامن الإنساني والديمقراطية والتنمية والسلام في كافة أنحاء العالم.