سعادة وزير الخارجية يدعو إلى سرعة اتخاذ خطوات عملية لفرض حل عادل للقضية الفلسطينية

سعادة وزير الخارجية يدعو إلى سرعة اتخاذ خطوات عملية لفرض حل عادل للقضية الفلسطينية

نيويورك/المكتب الإعلامي/ 22 اكتوبر 2013/ دعا سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية إلى سرعة اتخاذ خطوات عملية لفرض حل عادل للقضية الفلسطينية بموجب قرارات الأمم المتحدة وتحريك حالة الجمود التي تسود عملية السلام. وقال سعادته في بيانه أمام اجتماع المناقشة المفتوحة لمجلس الأمن في الأمم المتحدة حول " الحالة في الشرق الأوسط بما في ذلك قضية فلسطين إن " هذا الجيل من الشباب الفلسطيني المنتفض الآن، والذي يتعرض للإعدامات الميدانية، ولد دون أن يرى في الأفق حلا عادلا لقضيته ونحن ندعو إلى حل عادل ودائم على أساس الانسحاب إلى حدود عام 1967، وحل الدولتين، وذلك قبل فوات الأوان. والمؤشرات على الأرض تنذر بأن الزمن قد يتجاوز هذا الحل". وأضاف بهذا الصدد، أن مجلس الأمن يجتمع اليوم لبحث الوضع المتفجر الناجم عن التصعيد الخطير لسلطات الاحتلال الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين، ولعل أي متابع للوضع هناك يدرك أن ما يجري كان متوقعاً نتيجة للبيئة التي يستمر في خلقها الاحتلال، والاستيطان غير القانوني، وقمع الشعب الفلسطيني والتمييز ضده وانتهاك حرياته وحقوقه الأساسية وحرمانه من موارده الطبيعية وتضييق الخناق على الاقتصاد الفلسطيني، وفي الوقت ذاته أصبح الفلسطينيون عُرضة لتزايد وتيرة الجرائم التي يرتكبها المتطرفون الإسرائيليون ضد الفلسطينيين ومقدساتهم دون مساءلة . ولفت سعادته إلى، أن الشعب الفلسطيني لم يخرج مرة أخرى لإعلان غضبه لأسباب يمكن التغاضي عنها ، مؤكدا أن الحديث عن قضية مهمة للمنطقة والعالم وهي قضية العرب الأولى، وتشكل أيضا ثقلا لشعوب العالم كلها، وليس فقط الشعوب العربية والإسلامية . أكد أن قضية فلسطين هي قضية تتوحد حولها القوى الديمقراطية في العالم كله، ومع ذلك لا تجد طريقها إلى الحل، لأن المجتمع الدولي ليس مستعدا لفرض حل عادل ، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني تُرك أسيرا لموازين القوى بين المحتل والواقع تحت الاحتلال وهكذا فقدت المفاوضاتُ قيمتَها لأنها تجري بلا أسس متفق عليها وبلا هدف، وهكذا أيضا أصبح عاديا أن تضمَّ إسرائيل أراضٍ احتلتها بالقوة في القدس والجولان، وتفرض حصاراً خانقاً على قطاع غزة طوال سنوات، وتشن الحروب ضد كل من يجرؤ على مقاومتها. ومؤخراً ظهرت قوى يبرمجون تقسيماً زمانياً للصلاة في الحرم القدسي الشريف، قد يتحول إلى تقسيم مكاني، وهم قوة أساسية مقررة في الحكومة الإسرائيلية. وتساءل سعادة وزير الخارجية : ماذا يفعل الشعب الفلسطيني حيال هذا كله؟ إنه يخرج إلى العالم صارخاً بأعلى صوته، ليس بحثا عن رحمة وشفقة، فهذا شعب مناضل، يتمتع بكبرياء سكان الأرض الأصليين، بل إنه يخرج ليعلن أنه يرفض الذل، ويرفض الاحتلال، ويرفض الإذعان لهذه اللامبالاة الدولية المخجلة التي تسمح لقضية عادلة أن تستمر طوال هذه العقود، لقد انتهى حكم الابار تهايد أما في فلسطين فيبشرون بإنشاء حكم كهذا ! . وحول الأزمة السورية ، قال سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية إن شعوب المنطقة تعيش مأساةً أخرى تتعمق وتزداد حدة، مشيرا إلى أن قضية سوريا أصبحت قضية دولية ، على حساب معاناة الشعب السوري ، ولم يحاول المجتمع الدولي أن يضع لها حدا. وأضاف سعادته في هذا السياق، إن النظام في سوريا امتحنَ كلَّ حدٍ وُضِع له ، حتى وصل إلى استخدام السلاح الكيميائي والبراميل المتفجرة، والإبادة الجماعية والتهجير الجماعي دون أن يحرك أحدٌ ساكنا. لهذا السبب ما زال هذا النظام قائما، لأن أحدًا لم يضع سقفا للقوة المتاح له استخدامها، لا بتقييد النظام نفسه، ولا بدعم الشعب السوري . وأشار إلى، أنه رغم النقاشات الكثيرة حول المسألة السورية، لم يجب أحد على هذا السؤال: لماذا لا نوفر الحماية للسوريين المدنيين؟ لماذا لم نتمكن من توفير الحماية لهؤلاء؟ لا أعتقد أنه ثمة جواب مقنع على هذا السؤال! . ومن جهة أخرى ، قال سعادة وزير الخارجية إنه " يجري الحديث كثيرا على مكافحة الإرهاب، إنه خطر يواجهنا جميعا، ولا شك أن محاربته واجب علينا جميعا،ولكن الشعب السوري يرى أن المشكلة الرئيسية هي إرهاب النظام .. لقد تحول التعامل مع النظام السوري للأسف من منطلق كونه نظاما قاتلا ومجرما بحق الإنسانية، إلى اختبار فائدته في مكافحة الإرهاب أم لا؟ هذا الأسلوب في التعامل مع المسألة هو بالضبط ما يخشاه الشعب السوري ". ودعا سعادته إلى العمل المشترك العاجل لتطبيق بيان جنيف المؤرخ 30 يونيو 2012، بما يفضي إلى تشكيل هيئة حكم إنتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة تحقق مطالب ثورة الشعب السوري، وبما يحفظ سيادة ووحدة سوريا أرضا وشعبا ويجنب المنطقة والعالم مخاطر الإرهاب. واعتبر أنه في الوقتِ الذي يُفترَض علينا أن نسعى بجدية من أجل وقفِ آلةِ الدمار التي حوَّلت سوريا إلى بلدٍ مدمَّر والسوريين إلى شعبٍ مشرَّدٍ تائهٍ في أرضه وفي كلّ أصقاعِ العالم، فإنّنا مُكتفون بالتفرُّجِ وإحصاءِ أعداد ضحايا مأساةٍ ستبقى في الذاكرةِ الإنسانيةِ وصمةَ عارٍ على جَبينِ مؤسسات المجتمع الدولي التي انحازت عن الأهداف التي أُسِّـسَـت من أجلها والمتمثلة أساسا في إرساءِ دعائم السِّلمِ الدولي وحفظِ حياة البشر أينما وُجِـدوا، وفضّلت بَـدَلاً عن ذلك الإستسلامُ لحسابات تكتيكية ومصلَحيّـة ضيقة .