سفير قطر لدى فرنسا: قطر تساعد المعارضة السورية سياسياً ولوجستياً ولا تدعم المنظمات الإرهابية

سفير قطر لدى فرنسا: قطر تساعد المعارضة السورية سياسياً ولوجستياً ولا تدعم المنظمات الإرهابية

باريس/المكتب الإعلامي/ 01 ديسمبر 2015/ أكد سعادة الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني، سفير دولة قطر لدى الجمهورية الفرنسية أن معركة دولة قطر في مجال مكافحة تمويل الإرهاب قديمة، مشيراً إلى أن آخر مبادرة اتخذتها تعود إلى العام الماضي من خلال إصدار قانون يحظر إرسال أموال إلى منظمات إنسانية في الخارج مشبوهة في تمويل الإرهاب، بالإضافة إلى إقرار قانون يمنع استخدام شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت من أجل تمويل نشاطات مشبوهة. وأوضح سعادته في حوار نشر في أسبوعية "لوجورنال دو ديمانش الفرنسية" أن دولة قطر قامت هذا العام بإغلاق الموقع الإلكتروني "مدد أهل الشام"، الذي كان يستخدم لتمويل فصائل متشددة في سوريا وبالتالي هناك تصميم على محاربة داعش وسد الثغرات التي كانت قائمة في السابق. وقدم سعادة السفير التعازي للشعب الفرنسي ولأسر الضحايا مؤكدا أن دولة قطر من حلفاء فرنسا في محاربة الإرهاب. وردا على سؤال حول مكان وجود عبد الرحمن الذي أوردت اسمه وزارة الخزانة الأمريكية التي تراقب عملية تمويل الإرهاب ضمن أسماء مواطنين قطريين باعتبارهم إرهابيين وهل هو مسجون أو تحت المراقبة؟ قال سعادة السفير: "إذا كان هناك وثائق رسمية أمريكية حول تورط هذا الشخص وتقدم الولايات المتحدة طلباً بشأنه، سنتخذ كل الإجراءات الملموسة للتحقيق والقيام بما يلزم، دولة قطر لن تسمح أن يكون هناك أفراد يتحركون بحرية ويمولون الإرهاب، إن محاربة الإرهاب هو جهد ومسار طويل المدى، ففي كل مرة نقوم بتوقيف شخص أو بوضع حد لأعمال مشبوهة، يتمكن الإرهابيون من إيجاد وسائل للالتفاف على الإجراءات المعتمدة، إن هذا الأمر من شأنه أن يستمر طالما لم نقم بمعالجة الشر من جذوره، أي طالما لم نتمكن من إيجاد حل للأزمة السورية". وفي سؤال يتعلق بموقف قطر من جبهة النصرة، أكد سعادة السفير أن جبهة النصرة في سوريا هي منظمة إرهابية وأن دولة قطر لا تقدم الدعم للمنظمات الإرهابية. وردا على سؤال حول مزاعم تمويل السعودية وتركيا ودولة قطر لأحرار الشام، جيش الفتح، وأنهما يحاربان في بعض الأحيان إلى جانب جبهة النصرة في سوريا، قال سعادة السفير: أحرار الشام منظمة مشكلة من مقاتلين سوريين تهدف إلى رحيل الأسد وإقامة حكومة ديمقراطية، إن الوضع في سوريا معقد، إن السوريين يقاتلون على عدة جبهات في نفس الوقت ضد النظام وضد داعش وضد الميليشيات الأخرى الحليفة للنظام، قد يحصل أحياناً أن يقاتل أحرار الشام مع المنظمات الأخرى من أجل توحيد قواهم في معركة مشتركة. وردا على سؤال إن كانت دولة قطر تشكل جزءاً من التحالف ضد داعش من خلال الوسائل العسكرية، قال سعادته: إن قيادة هذا التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة موجودة على الأراضي القطرية، لدينا إمكانيات عسكرية موضوعة بتصرفها إذا طلبت ذلك منا، وفيما يتعلق بدعم المعارضة السورية فإننا نقدم لها دعماً سياسياً ولوجستياً لكي تتمكن من الدفاع عن نفسها، في إطار ما تقرره مجموعة "أصدقاء سوريا". وحول رأيه في المباحثات التي استؤنفت في فيينا حول مستقبل سوريا قال سعادته: نعتقد أن مقررات مؤتمر جنيف الشهير، التي طلبت رحيل الأسد، يجب أن تطبق، ونرى أن عناصر النظام، التي لم تتلوث أياديها بالدم والتي لم تشارك في المجزرة التي أودت بحياة 300 ألف سوري، يمكنها الجلوس مع ممثلي المعارضة لتنظيم المرحلة الانتقالية. وردا على سؤال حول تأييد دولة قطر الرئيس فرنسوا هولاند في محاولته إقامة تحالف موجه حصرياً لمحاربة تنظيم داعش قال سعادة السفير: إنها فكرة عظيمة، نحن نعتقد أن داعش يشكل تهديداً للعالم بأسره، بما في ذلك نحن، المسلمون. لا ننسى أن المسلمين هم أولى ضحايا داعش، إن روسيا بلد صديق للعالم العربي ولكن لا يمكن أن تكون طرفاً في هذا التحالف الموحد إلا إذا استهدفت داعش وحده. وردا على سؤال هل من الطبيعي غداة الهجمات التي تعرضت لها تركيا ومصر وباريس أن يسأل مذيع بقناة الجزيرة عمن هو المستفيد من الجريمة؟ قال الشيخ مشعل: دولة قطر أدانت جميع الهجمات ونحن نعلم أن داعش هي التي أمرت بتنفيذها. وأوضح سعادة السفير أن قناة الجزيرة لا تتحدث باسم دولة قطر، رغم أن مقرها الرئيسي موجود في الدوحة، فإن هذه القناة، على غرار قناتي بي بي سي وفرانس 24، هي وسيلة إعلامية مستقلة ولا تمثل وجهات نظر الحكومة القطرية. وردا على سؤال حول تأييد قرار قيام الحكومة الفرنسية منذ إعلان حالة الطوارئ في فرنسا بإغلاق مساجد ووضع أئمة يؤيدون الأطروحات السلفية والراديكالية تحت المراقبة، قال سعادة الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني :إننا نتبنى في دولة قطر قراءة معتدلة للإسلام، لأن الإسلام دين سلام، لكن بعض الأئمة، ليس عندكم فقط، لديهم وجهات نظر متطرفة، ويحق لحكومة فرنسا اتخاذ جميع الإجراءات التي تراها ضرورية للحفاظ على أمن الشعب الفرنسي. وشدد سعادة السفير على أن دولة قطر لا تموّل أي مسجد أو أية منظمة مؤكداً أن دولة قطر لا تريد التدخل في الشؤون الداخلية الفرنسية أو في النقاش القائم في فرنسا حول الإسلام.