وزير الخارجية يؤكد عمق العلاقات القطرية الروسية

وزير الخارجية يؤكد عمق العلاقات القطرية الروسية

موسكو/ المكتب الإعلامي/ 20 يناير 2016/ أكد سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية، أهمية الزيارة التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لروسيا، مشيدا بالعلاقات الروسية القطرية.. وقال: "لا شك أنها علاقة قديمة وتحتاج من فترة لأخرى إلى التجديد عن طريق التواصل، وأنا كنت مؤخراً موجوداً في موسكو، والتقيت بنظيري الروسي سيرغي لافروف، وبحثنا العلاقات الثنائية، حيث تُوج هذا التواصل بلقاء سمو الأمير بفخامة الرئيس الروسي". وقال سعادة وزير الخارجية، في حوار مع قناة /روسيا اليوم/ الروسية، "صحيح أن الزيارة أُجلت لظروف خاصة في ذلك الحين، ولكن نحن لدينا قناعة بأن روسيا لاعب كبير في المنطقة، وتستطيع بما لديها من علاقات مع الوطن العربي أن تكون عاملا مساعدا لحل الأزمات التي تعيشها المنطقة". وأكد العطية أن "قطر لا تبني علاقاتها مع الدول على أساس التكهنات، فنحن لدينا طريقة في التعامل مع الدول التي نتفق أو نختلف معها، ألا وهي الجلوس والمصارحة والمكاشفة، وهذا بالنسبة لنا في قطر هو أسهل وأقصر طريق لإيجاد حلول لهذه المشاكل، لا أخفيك أننا فوجئنا بالتدخل الروسي في شهر سبتمبر الماضي، وكنا دائماً نحرص على أن تبقى روسيا في صف الشعب السوري، وكما نأمل أن تبقى دائماً في صف الشعب السوري، ولكن مع ذلك نحن على يقين بأن روسيا التي بما تملك من علاقة تاريخية مع الدول العربية، تستطيع أن تجد حلاً لهذه الأزمة السورية التي راح ضحيتها كثير من الأبرياء لمجرد أنهم طالبوا بحريتهم وببعض من العدالة المفقودة على مدى خمسين عاما". وشدد على أن "التدخل العسكري لم يكن يوما مفتاحاً لحل الأزمات، فعلى مدى التاريخ، نعلم أن أي تدخل عسكري يعقد (الأمور) أكثر مما يحلها، ونحن لدينا ثوابت، أو أمور متفق عليها مع روسيا، وليس لدينا شك بأن روسيا مع وحدة وعروبة ومدنية سوريا وهذه ثوابت نتفق عليها الآن". وأوضح أن الاختلاف يكمن في تعريف خيار الشعب السوري، لكن من خلال الحوار مع المسؤولين الروس وتبادل الزيارات، سنصل إلى تعريف رغبة الشعب السوري، مضيفا "أننا لدينا في قطر تعريف لرغبة الشعب السوري، قد نتفق أو نختلف عليه مع الأصدقاء في روسيا، لكن تعريفنا هو برحيل النظام الذي هو سبب الإرهاب، حيث عمل كمغناطيس لجذب الإرهابيين من ناحية.. ومن ناحية أخرى، عمل هذا النظام على قتل الأمل لدى الشباب الذي يتظاهر بسلمية، وسأضرب لك مثلا بسيطا، وهو الشاب السوري غياث مطر خرج في بداية الثورة، إذا لم تخني الذاكرة، في 8 سبتمبر عام 2011، إلى الشارع وبدأ يوزع الورود على الجيش السوري، وبعد يوم واحد من التعذيب، سلموه جثة هامدة إلى أهله، مشيرا إلى أن هذه قصص يجب ألا تغيب عن أذهاننا عندما نتكلم عما يريده الشعب السوري، أو أن نترك الخيار لهذا الشعب حتى يقرر". وأكد سعادة وزير الخارجية أن "قطر لم تدخر أي وسيلة لإقناع رئيس النظام السوري باتخاذ خطوات إيجابية تجاه شعبه، حيث بدأت قطر فعلياً بتاريخ 27 مارس عام 2011 بالتواصل المباشر على كافة المستويات مع رئيس النظام السوري، وكانت هناك اتصالات وزيارات على أعلى مستوى، في محاولة لإثنائه عن طريقة التعامل مع المتظاهرين السوريين وحثه على إجراء القليل من الإصلاحات التي كان الشعب السوري في ذلك الوقت مستعداً لتقبلها". ولفت إلى أنه "في بداية الثورة السورية، كانوا يهتفون باسم بشار الأسد، حيث كانوا يريدون قليلا من الإصلاحات، قليلا من الاحترام من قبل المحافظين الذين بطشوا بالشعب في المدن السورية، كانوا يريدون القليل من الإصلاحات التي كان بالإمكان أن يقوم بها بشار الأسد لكنه للأسف اعتمد على العلاج الأمني للمسائل". وأضاف سعادة وزير الخارجية "هذا النظام الآن أحرج حتى حلفاءه وأصدقاءه، حيث أحرج إيران وحزب الله، ويحاول أن يحرج روسيا الآن في تغيير علاقاتهم بالمحيط العربي، حيث يجب أن ننتبه لهذه المسألة، لأنها خطيرة جدا، لذلك يجب أن يكون أصدقاؤنا في روسيا واعون لها، لأن (النظام) استطاع أن يغير وجهة حزب الله ونظرة الشعب العربي له باعتباره حزبا مقاوما، وأصبح من منظور العرب حزبا معتديا على شعب كان قد قام بمساعدة حزب الله في محنته خلال 2006، بل تشاطر مع حزب الله منازله وطعامه وملابسه، أما المواقف والمبادئ القطرية فلم تتغير". ونفى سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية، في حواره مع قناة /روسيا اليوم/ الروسية، "بشدة ما يتم ترويجه عن أن قطر تريد التخلص من نظام كان يقف عائقا أمام مشروع استراتيجي لإيصال الغاز القطري إلى أوروبا، مضيفا أن "يتبنى هذه المقولة، أعتقد أنه يفتقد إلى الاطلاع اللازم". وأكد أن "قطر ليس لها أجندة وليس لها مصلحة في إزاحة أنظمة، وكما قلت سابقا، حاولت دولة قطر جاهدة أن تحث بشار الأسد على التعديل، لكنه لا يملك ثقافة التسوية مع شعبه، وهذا ما أدى إلى كارثة سوريا". أما بخصوص وجود أجندة في قطر، فأكد العطية أن "هذا ليس صحيحا، لأن قطر لديها أضخم أنبوب عائم للغاز في العالم، ولا نريد أن يكون لدينا أنبوب غاز ممتد في أراض أخرى، كما تملك أكبر أسطول لنقل الغاز، وهذا كلام يفتقد كثيرا إلى الدقة". وبخصوص العلاقات التركية الروسية، قال العطية "إن البلدين تجمعهما مائة عام من العلاقات المتميزة، وبالتالي لا أعتقد أن حكمة القيادتين ستسمح لهما بالعودة إلى ما قبل مائة عام، ونحن نعول كثيرا على هذه العلاقة لكي يكون الحل روسيّا تركياً، وسيتم حل الخلافات بما لدى الطرفين من دبلوماسية وحنكة في هذا المجال، من جانب آخر، تعتبر كل من روسيا وقطر أكبر مصدرين للغاز في العالم، بالتالي هما مكملان لبعضها في إمداد العالم بالطاقة، ولديهما واجب أخلاقي قبل أن يكون قانونيا باستمرار تدفق الغاز لدول العالم، حيث لا يكاد يخلو منزل في العالم اليوم من كهرباء ناتجة عن طاقة قطرية أو روسية، ونكمل بعضنا البعض ولسنا متنافسين في مجال الطاقة". ورأى سعادته أنه يجب التمييز بين استثمارات قطر في الخارج ومسألة النفوذ، موضحا "أننا في قطر، لدينا رؤية وضعها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لسنة 2030، وهذه الرؤية تهتم بالمواطن القطري، وبالتالي يجب أن تكون هناك أجهزة تستثمر للأجيال القادمة، فقطر دولة تنتج الغاز والنفط، ونحن نعلم أن الغاز والنفط ليسا سلعة تدوم للأبد، وبالتالي يجب أن نعمل لنكون جاهزين للبديل، لذلك هناك تنوع للاستثمارات القطرية في الخارج لحماية مصالح الأجيال القادمة". أما مسألة النفوذ، فقال سعادته "لدينا أيضا واجب قانوني وأخلاقي في الأمن والسلم الدوليين، كون قطر عضوا في الأمم المتحدة، وبالتالي نحن دائما لدينا مبدأ المبادرة لحل الأزمات بالطرق السلمية والدبلوماسية، وقد يكون هذا هو السبب الذي لأجله تتحرك قطر لنزع فتيل الأزمة في المنطقة لأنها في النهاية سوف تؤثر علينا سواء بشكل مباشر أو غير مباشر". وأضاف سعادة وزير الخارجية "إذا كان البديل هو الطاقة الشمسية، فنحن مستعدون لتصدير الطاقة الشمسية، لأننا أغنى من لديه طاقة شمسية في العالم، بالتالي لا يقلقنا هذا الأمر، حيث نضع في الاعتبار بأن هذه الطاقة زائلة، وهذا ما يدفعنا إلى العمل وفقا للرؤية حتى يكون لدينا تنويع في مصادر الدخل لدولة قطر وبالتالي، لا قدر الله، إذا وُجدت طاقة بديلة للغاز، نكون قد مكنا الأجيال القادمة من العيش الكريم في نفس المستوى". وأكد العطية أن تركيزنا منصبّ على المواطن القطري بشكل أساسي حول الأمن والصحة والتعليم، موضحا أننا "لتوفير هذه الأمور نعمل بجد حتى ننوع المصادر والحفاظ على هذا المستوى أو تطويره". ونوه بأن "مجلس التعاون الخليجي يضم منظومة تعمل على تطوير المستوى المعيشي لأبناء المجلس من ناحية الخدمات والتعليم والارتقاء بدور المواطن الخليجي، بالتالي لدينا الكثير من المشاريع التي تؤدي في النهاية مجتمعة إلى هذه النتيجة، والتي هي الاعتماد على المصادر المتنوعة لرفاهية شعوبنا في المنطقة". وقال سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية "إننا لا نؤمن بنظرية المؤامرة، فإذا نظرنا عن بعد إلى المنطقة، ستجد أن دول مجلس التعاون الخليجي هي أكثر الدول استقرارا بفضل الله، ويوجد فيها تنمية، وهذا كله نابع عن قيادة حكيمة وتخطيط سليم". وأضاف سعادته "لكن في كل الأحوال وفي كل دولة في العالم، يبقى الأمن الأولوية الأولى، والقدرة العسكرية أو الإمكانيات التقنية الأمنية تعتبر درعاً لسيف النمو والازدهار والتطور، وبالتالي الإنفاق العسكري في المنطقة لا يؤثر ولم يؤثر في السابق على التنمية والتطوير"، مشيرا إلى أنه "إذا نظرنا إلى مستوى معيشة الفرد الخليجي وقارناه بمستوى المواطنين في دول أخرى لديها نفس الإمكانيات ونفس القدرات والخيرات إن لم تكن أكثر، نجد الكثير من سكانها يعيشون تحت خط الفقر للأسف". وبشأن العلاقات مع إيران، شدد الدكتور العطية على أن قطر ليست لديها مشكلة ثنائية مع إيران، مؤكدا أن "الخلاف مع طهران هو خلاف إقليمي وليس ثنائياً، مضيفا "أننا في دول الخليج وفي قطر تحديداً، رحبنا بالاتفاقية النووية لأننا كنا دائماً ندعو الأصدقاء في الغرب لأن يكون الحل للملف النووي الإيراني سلمياً، وندعو كي يمتد حظر أسلحة الدمار الشامل ليشمل كافة منطقة الشرق الأوسط وليس فقط في إيران، وهذا ما كنا دائما نحث عليه، أن تكون منطقة الشرق الأوسط خالية بالكامل من أسلحة الدمار". وقال سعادة وزير الخارجية "إنه يمكن للروس المساعدة في حل الأزمات في المنطقة، لذلك فدورهم معول عليه". وبخصوص القضية الفلسطينية، قال العطية إن "فلسطين هي القضية الأم بالنسبة لنا.. وكل من يتدخل في شؤون المنطقة، سواء كانت مجموعات إرهابية أو دولاً، كانت تتدخل بحجة الدفاع عن الأقصى أو للدفاع عن الفلسطينيين، بالرغم من أننا لم نجد أحداً تحرك من أجل الفلسطينيين". وشدد سعادته على أن فلسطين "تبقى بالنسبة لنا في قطر هي من الأولويات، لذا نعمل بجد كي نحتوي قطاع غزة ونجنّبه الانفجار، بعد أن تم عزله عن العالم ومحاصرته من كل جهة، وبالتالي لم يكن في مصلحة أحد أن تنفجر غزة، لذلك تجدنا في قطر نسعى دائما للعمل على التنمية في غزة وإقامة المشاريع التي تفيد المواطن الغزي مباشرة". وأضاف "نعمل دائماً جاهدين لرفع الحصار ووقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس، كما نرجو دائماً من أصدقائنا ومن روسيا أن يكون لهم دور فاعل في موضوع رفع الحصار ووقف الاستيطان ووقف تهويد القدس، ونعتقد أن حل المسألة في فلسطين، سوف يؤدي لحل الأزمات في الشرق الأوسط، ولن يكون هناك عذر لمن يتدخل في منطقتنا بحجة الدفاع عن فلسطين". وأشار إلى أن هناك العديد من الدول العربية التي لديها مشاغلها وتبذل مجهوداً في أماكن أخرى، وباعتقادي لو تم التركيز على القضية الأم، لحُلت جميع القضايا بما فيها القضايا الداخلية لبعض الدول العربية؛ لأن الحل يكون بحل القضية الفلسطينية، لأننا أقرب إلى فلسطين وإلى القضية الفلسطينية. وقال سعادته "إننا لدينا مبادرة قُدمت عام 2003 بواسطة المملكة العربية السعودية، لم تتجاوب معها إسرائيل لحل تلك القضية، الأمر الذي فتح الباب أمام كل من أراد التدخل في منطقتنا للادعاء بأحقيتها في فلسطين"، مؤكدا أن الدول العربية أحق بقضية فلسطين، ونعلم أن نزع فتيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو بداية حل مشاكل منطقة الشرق الأوسط. وأكد وزير الخارجية "أننا لسنا دعاة حرب، نحن دائما دعاة سلام، ولكنه سلام عادل وشامل ويعيد الحقوق لأصحابها، وهذا هو مفهومنا للسلام"، مشددا على أن أي مبادرة تؤدي لهذا السلام، نحن ندعمها في الوطن العربي". وأكد سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية، في حواره مع قناة /روسيا اليوم/ الروسية، أنّ قطر يهمها أن تكون علاقة موسكو بأنقرة مزدهرة ومستقرة لعدة أسباب "لعل أهمها هو استقرار المنطقة، حيث نعول كثيرا على تركيا وروسيا في منطقة الشرق الأوسط، لأنهما دولتان لهما وزن، وتقاربهما سينعكس إيجابا على الشرق الأوسط"، مشيرا إلى أن "قطر لا تنتظر أحدا أن يطلب منها التدخل، إذا رأت أن المسألة فيها مصلحة للمنطقة، فستبادر دائماً لمحاولة تقريب وجهات النظر". وأعرب سعادته عن تفاؤله "نظراً لما يتميز به القائدان التركي والروسي من حنكة دبلوماسية، بأنهما سيجدان طريقة لإزالة هذه الغمة، وأننا على يقين بأن ما يربط روسيا بتركيا لن تؤثر عليه سحابة صيف، وهذا ليس كلاماً دبلوماسياً، هذا كلام من واقع عملي ونظري". وأضاف "أننا أخذنا بعين الاعتبار مائة سنة من تطوير هذه العلاقات.. فلا يمكن لحادثة عرضية أن تؤدي إلى عزلة أو فرقة بين الجانبين الروسي والتركي". من جانب آخر، قال سعادته "إذا رأينا التشابك في العلاقات الاجتماعية بين الروس والأتراك سندرك أن الحل مؤكد قريبا، لأنه لا يمكن لدولتين بهذا الوزن، تعلمان أنهما العامل الأساسي في استقرار هذه المنطقة وبما لهما من حنكة دبلوماسية، إلا أن يذهبا في الاتجاه الصحيح في مسعى للتقارب وتبديد هذه المخاوف ورمي الماضي خلفهما". وبخصوص تطبيع العلاقات بين مصر وتركيا، قال سعادة الدكتور العطية "ما ينطبق على روسيا وتركيا ينطبق على مصر وتركيا، لكن حقيقة لا علم لدي بزيارة وفد مصري لأنقرة، وكما ذكرت في البداية، قطر تسعى دائماً لأن تكون المنطقة مستقرة، وهذا الاستقرار لن يتأتى إلا إذا كانت هناك علاقات جيدة بين كل الأطراف". وبشأن التقارير الدولية حول انتهاك حقوق الإنسان في قطر، قال سعادته "من يعرف الشعب القطري، يعرف طبيعته.. فالشعب القطري شعب محافظ ومضياف، ولا يمكن أن يعامل من أتى للبلد لمساعدته في التنمية معاملة غير إنسانية، من ناحية ثانية، نحن لا نعتقد أن مسألة حقوق الإنسان ظهرت من أجل حقوق العمالة، وأغلب الناس يعلمون أنه بعد فوز روسيا باستضافة مونديال 2018 ، وقطر باستضافة مونديال 2022، لم يرق لكثير من الدول أن تحصل دولة مثل روسيا على كأس العالم ولا دولة مثل قطر عربية وشرق أوسطية مسلمة، هم لم يستطيعوا هضم هذه المسألة، بالتالي بدأت تظهر من هنا وهناك مسائل حقوق العمال". وأكد سعادته أن "قطر لديها أفضل القوانين لحماية حقوق العمال، وعندما يكون هناك انتقاد، نستفيد من هذا الانتقاد إن كان بناء، ونعمل على تصحيح الأخطاء إن وجدت، وبالتالي في خلال العامين المنصرمين، قامت قطر بكثير من الإجراءات لتحسين وتطوير القوانين التي تراعي حقوق الوافدين إلى قطر للمساهمة في التنمية". وشدد على أن قطر لم تمنع أحدا من الحضور، سواء تعلق الأمر بالإعلاميين أو المنظمات الحقوقية "لكن المنظمات التي تريد أن ترى الحقيقة والتي ترى الواقع كما هو وليس كما تريده هي أن يكون". وأكد سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية، في حواره مع قناة /روسيا اليوم/ الروسية، أن هناك لجانا مشتركة بين روسيا وقطر ستبدأ العمل قريبا على التعاون في المجال التقني والاستفادة من الخبرات المشتركة. وأضاف سعادته "أن قطر معروفة باستضافتها للكثير من البطولات ونفس الشيء ينطبق على روسيا، ولديها الكثير من الناحية التقنية لكي تقدمه لقطر والعكس صحيح، كون قطر تمتلك خبرة كبيرة أيضا في التنظيم وسيكون هناك تعاون كبير لإنجاح هاتين البطولتين".. مؤكدا أن "أفضل بطولتين ستكونان في 2018 و2022". ولفت إلى أن المنشآت الرياضية القطرية تم تصميمها على أساس تفكيك أجزاء من الملاعب التي تفيض عن حاجة الجمهور القطري بنهاية البطولة ليتم إرسالها إلى الدول الأكثر احتياجاً، وسنقوم ببناء ملاعب في الدول التي تحتاج إلى الدعم على أساس تنموي وغير تجاري، وأنا متأكد من أن لجنة الإرث المشرفة على مونديال عام 2022 قد بدأت العمل مع الدول المستفيدة من هذه المنح، فنحن في قطر لا نبادر للعمل الإنساني من أجل الحصول على عائد، حيث فزنا بكأس العالم على اعتبار أننا قدمنا أفضل ملف وانتهى الأمر، لكن قطر معروفة بأياديها البيضاء وهي دائماً عضو فاعل في المجتمع الدولي من خلال مد يدها إلى الدول والشعوب التي تحتاج إلى الوقوف بجانبها ومساعدتها بقدر المستطاع". وبخصوص القطريين المختطفين في العراق، قال سعادة الدكتور العطية "حقيقة نحن نأسف لما جرى لمواطنينا في العراق لأنهم لم يذهبوا إلى هناك إلا حبّاً في العراق بالرغم من أنه كان بإمكانهم الذهاب إلى أماكن أخرى، ولكن نتيجة حبهم للعراق كونه دولة عربية اعتادوا على الذهاب إليها وزيارتها سنويا، قرروا الذهاب إلى ذلك البلد وحصلوا على التراخيص الرسمية من السفارة العراقية في قطر تحت إشراف وزارة الداخلية العراقية في حماية وضيافة محافظ المثنى بالعراق". وأضاف أن "القطريين المختطفين في العراق ذهبوا إلى أهلهم لكن حصلت الحادثة وخُطفوا وأمر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى فوراً بالتوجه إلى العراق فجر يوم /الأربعاء/، حيث تم اختطافهم، وفي نفس اليوم بعد الظهر كان هناك فريق رسمي قطري في بغداد". وقال سعادة وزير الخارجية "إننا اتصلنا بالحكومة العراقية لنتعامل معهم على أساس أن سلامة المخطوفين هي من مسؤولية الحكومة العراقية، كما اتصلنا بأصدقاء كثر للحصول على الإمكانيات والتقنيات المطلوبة ولدينا فكرة عن الخاطفين ومازلنا ننتظر جوابا من الحكومة العراقية حول الخطوات التي قامت بها لتأمين سلامة المواطنين القطريين وإعادتهم إلى قطر". وقال سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية، في حواره مع قناة /روسيا اليوم/ الروسية، "إنه في العادة، يكون للخاطف الجرأة للتعريف عن نفسه وتقديم طلباته، لكن حتى الآن لم يتقدم أحد بأي إعلان يتحمل فيه مسؤولية الخطف أو المطالبة بأي شيء آخر، ولاشك أن الجهات الخاطفة أصبحت معروفة لدينا بطريقة أو بأخرى". وأكد العطية أنه "حفاظا على سلامة مواطنينا لن نفصح عنهم، كما أننا ننتظر من الحكومة العراقية أن تقدم لنا هذه الأسماء وتطلعنا على الإجراءات التي اتخذتها بشأن سلامة وإعادة المواطنين القطريين إلى قطر"، واصفاً عملية الخطف بأنها "عمل خسيس، لأن المواطنين القطريين كانوا في ضيافة أهل العراق، ونحن عرب ومن شيم العرب إكرام الضيف والسهر على سلامته، وأن تعيده إلى بلاده سالماً غانماً، وليس من شيمة العرب أبداً أن تخطف ضيوفك". وبخصوص جرأة القطريين على زيارة العراق في هذه الظروف الصعبة، قال سعادة الدكتور العطية "أهل قطر يذهبون إلى العراق نتيجة حبهم لهذا البلد، حيث لديهم ارتباط بالعراق، كونه دولة عربية شقيقة، وبالتالي لا يستطيعون أن يتخيلوا أن هناك أرضاً قد تكون بديلاً للعراق حتى يكونوا متواجدين فيها". وأكد سعادته أن "هذه ليست أول سنة يذهبون فيها إلى هناك، بالنسبة لهم من الصعب أن تقنعهم بوجود بديل لدولة عربية، حصل ما حصل للأسف، ومازلنا نعول على أن تقوم الحكومة العراقية بواجبها وأن تفيدنا بآخر مستجدات التحقيق، ولدينا ثقة بأنهم سيعودون سالمين إن شاء الله". وبخصوص الوساطة الإيرانية في هذا الموضوع، قال العطية "لاشك أن إيران لها دور في المساعدة في حل هذا الملف، لاسيما أن قطر وقفت مع إيران في المواقف السابقة كثيرا للإفراج عن جنود إيرانيين تم اختطافهم، وساعدت قطر إيران وتم الإفراج عنهم، بالتالي نحن نتوقع أيضاً من الحكومة الإيرانية أن يكون لها دور في الإفراج عن المواطنين القطريين، كما نتمنى على الإخوة في الحكومة العراقية أن يبذلوا جهودا في هذا المجال بأن تتحرك الحوامات والطائرات ليثبتوا أنهم مهتمون بالمواطنين القطريين". وبالعودة إلى الملف السوري، لفت سعادة وزير الخارجية إلى أنه "تم التطرق خلال الحديث مع الجانب الروسي، إلى تعريف من يمكن التعامل معهم ومن لا يمكن التعامل معهم في المسألة السورية، حيث ذكّرنا الجانب الروسي بأن من يعرّفون كإرهابيين هم من ذُكروا في قائمة العقوبات أو مجلس الأمن الدولي، أما من دون ذلك فيعدّون معارضة معتدلة يمكن الحديث معها، ولدينا الكثير من الثوابت المتفق عليها مع روسيا، وهي ثوابت رئيسية مثل عروبة سوريا ووحدتها ومدنيتها، وهذه أمور لا نختلف فيها مع الأصدقاء في روسيا". وقال سعادته "إن الأمر يعود للشعب السوري للاختيار، أما نحن فنعكس فقط وجهة نظر الشعب الذي يثق بنا ولديه أمل في أننا ندافع عن مصالحه، وهو يرفض رفضا قاطعا وجود بشار الأسد، علما منه بأنه هو من جلب هذه الكوارث لسوريا، اليوم نتحدث عن 400 ألف قتيل في سوريا، ونتحدث عن وجود مجموعات إرهابية لم يكن لها وجود لولا التغاضي عنها من قبل النظام، كما لم تعالج الأسباب التي أدت إلى ظهور هذه الظواهر وهي إعطاء الشعب حقوقه، ولكن، هذا لا يعني بأننا لا ننسق مع روسيا الاتحادية للوصول إلى حل ينقذ الشعب السوري مما هو فيه". وأكد سعادته أهمية الحوار وتبادل وجهات النظر بين روسيا وقطر، مشيرا إلى أن اللقاءات المستمرة مهمة لما لدينا من قناعة بأن روسيا وقطر تستطيعان لعب دور لإيجاد حل لهذه الأزمة. وقال العطية إنه "بطلب من مجموعة الحل في سوريا خلال آخر لقاء في /فيينا/، وُجّه إلى السعودية طلب مباشر وصريح بأن تجمع المعارضة وتخرج بفريق مفاوض، وقامت مشكورة بجهد كبير، ونتج عن اجتماعات /الرياض/ الهيئة العليا للتفاوض"، مؤكدا أنه "يجب اعتماد ما أثمرت عنه اجتماعات الرياض في قوائم الهيئة العليا للتفاوض كي لا نضيّع الوقت". وأضاف "يوجد الكثير من الأسماء التي طُرحت من القائمة الروسية وكثير أيضا من الأسماء التي طُرحت من القائمة المصرية وكلها حصلت على التوافق بوجودها في الهيئة العليا للتفاوض، ونتج عنها هذا الجسم الذي نتمنى أن يلقى كل الدعم ليكون هو ممثل الشعب السوري في التفاوض مع النظام". وحول اشتراط بعض المشاركين باجتماعات الرياض توقف الغارات الروسية وتوقف العمليات العسكرية لقوات النظام وفك الحصار، قبل الذهاب إلى جنيف، أجاب العطية "هل هذه المطالب جاءت من فراغ أم بناء على قرار مجلس الأمن الدولي، فقرار مجلس الأمن الدولي 2245 في الفقرة /12 و13 و14/ منه يتضمن وقف الغارات الجوية ووقف البراميل من قبل النظام السوري وفك الحصار ومساعدة اللاجئين، يعني أن هناك ثلاث فقرات جاءت في قرار مجلس الأمن وهو قرار ملزم، يشترط تطبيق هذه البنود قبل بدء المفاوضات، كل الإخوة السوريين وتحديدا رئيس الهيئة العليا للتفاوض لما أخطروا المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي مستورا بهذا الطلب، أخطروه بناء على قرار أممي، قرار دولي صادر عن مجلس الأمن". وشدد سعادته على أن قطر ليست صاحبة القرار، مضيفاً "أننا نحاول تقريب وجهات النظر بقدر ما نستطيع لأننا جادون في إيجاد حل سياسي، ومؤمنون بأنه لا يوجد حل في سوريا سوى الحل السياسي، الذي يتطلب بناء ثقة، ويتطلب الحد الأدنى من العدالة في تطبيق القرارات، بالتالي نحن ندفع في اتجاه التفاوض، ولكن في النهاية الخيار للشعب السوري الذي ننادي به نحن والأصدقاء في روسيا". ورجح سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية، في ختام حواره مع قناة /روسيا اليوم/ الروسية، "أن يكون موعد 25 يناير مثمراً إذا كان أصحاب القرار في تسيير شؤون العالم لديهم الرغبة ولديهم النية في تطبيق قراراتهم"، موضحا أنه "يتحدث هنا تحديدا عن مجلس الأمن، إذا وجدت الإرادة في تطبيق قرار صادر عنه أعتقد أنه ممكن أن يكون هناك تطور".