دولة قطر تعرب عن القلق إزاء خطابات الكراهية تجاه اللاجئين بحجة الإرهاب

دولة قطر تعرب عن القلق إزاء خطابات الكراهية تجاه اللاجئين بحجة الإرهاب

جنيف/المكتب الإعلامي/ 30 مارس 2016/ أعربت دولة قطر عن القلق إزاء خطابات الكراهية وردود الفعل الصادرة من قبل بعض الدول والأشخاص تجاه اللاجئين بحجة الارهاب، مؤكدة أن هؤلاء اللاجئين هم ضحايا الحكومات الدكتاتورية والجماعات الارهابية، الذين شردوهم من منازلهم وأجبروهم على ترك مناطقهم للبحث عن الأمان والعيش الكريم، وأن القوارب التي ترسو على شواطئ البحر الأبيض المتوسط تحمل أشخاصا يائسين، وليسوا إرهابيين. جاء ذلك في كلمة دولة قطر التي ألقاها سعادة السيد فيصل بن عبدالله آل حنزاب المندوب الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف اليوم، خلال الاجتماع الرفيع المستوى الذي نظمته المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بخصوص:" المسؤولية العالمية المشتركة من خلال توفير مسارات لقبول اللاجئين السوريين". وقال سعادته إن الاجتماع يأتي انعقاده في ظل أكبر مأساة إنسانية في العصر الحديث، يعيش فصولها يومياً الشعب السوري الشقيق والتي تتجسد في الظروف المعيشية الصعبة في مخيمات اللاجئين، والموت غرقا في البحار على أيدي تجار البشر، وتعرضهم للإهانات والاعتقال والطرد وانتهاك حقوقهم الانسانية، وهو أمر لا يمكن للضمير الانساني الحر ان يقف عاجزاً وصامتاً حياله. وعبر عن أمله ،إزاء هذا الوضع الإنساني المروع، أن يثمر الاجتماع عن نتائج ملموسة تعزز الجهود الرامية للتخفيف من معاناة الشعب السوري، وترسل له رسالة إيجابية تطمئنه بأن المجتمع الدولي الانساني لن يخذله وسيقف الى جانبه حتى يتجاوز محنته. وأشار إلى أن دولة قطر حكومة وشعباً وقفت إلى جانب الشعب السوري منذ بداية اندلاع الأزمة السورية، وذلك انطلاقا من التزاماتها الانسانية والاخلاقية والأخوية، عبر تقديم مختلف المساعدات الإغاثية الى اللاجئين والنازحين السوريين، فبلغ حجم المساعدات الخارجية القطرية لصالح الشعب السوري ما يقارب 1,6 مليار دولار امريكي خُصصت لتحسين أوضاع النازحين في الداخل السوري واللاجئين في مناطق اللجوء. ولفت سعادة السيد فيصل بن عبدالله آل حنزاب إلى أن إجمالي عدد الجالية السورية في دولة قطر يبلغ 54 ألف سوري، ويُقدر عدد السوريين الذين وصلوا إلى دولة قطر منذ بداية الأزمة السورية بأكثر من 25 ألف سوري، جميعهم تم منحهم تصاريح إقامة ورعاية صحية مجانية، وعلى خلفية زيادة أعداد السوريين الوافدين، فقد خصصت دولة قطر مدرسـتين للأطفال السوريين، ويجري في الوقت الحالي الإعداد لمشروع بناء مدرســة ثالثة. ونوه بأن مبادرة "علم طفلا" نجحت في إلحاق 600 ألف طفل سوري بالمدارس، ومن المتوقع من خلال هذه المبادرة أن يصل العدد إلى مليون طفل سوري بحلول نهاية هذا العام، كما تبنت دولة قطر تعليم 100 طالب سوري من اللاجئين في جامعة السوربون بفرنسا وفي جميع الاختصاصات المتاحة، كما تقوم مؤسسة "التعليم فوق الجميع" بدعم تعليم اللاجئين في مناطق اللجوء، حيث قدمت مؤخرا دعما بمبلغ 2.3 مليون دولار أمريكي في مشاريع بالشراكة مع اليونيسيف والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين. وقال سعادة السيد فيصل بن عبدالله آل حنزاب المندوب الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف إن دولة قطر أطلقت في مؤتمر المانحين الثالث لصالح الشعب السوري في الكويت عام 2015 مبادرة بتأسيس صندوق يعنى بالتعليم والتدريب المهني للسوريين، ويتم تنفيذها على المستوى الدولي مع شركاء من الدول والمنظمات الدولية. كما تعهدت دولة قطر خلال مؤتمر الدول المانحة لسوريا الذي عقد في لندن الشهر الماضي، بمبلغ 100 مليون دولار أمريكي، سيتم تخصيص 20 مليون دولار منه لتمويل هذا الصندوق. ونوه بأن دولة قطر قدمت مبلغ 20 مليون دولار أمريكي للصندوق الإنساني المشترك التابع للأمم المتحدة في تركيا. كما دعمت بمبلغ 15 مليون دولار لتوفير الأمن الغذائي داخل سوريا. وأوضح أنه "بالإضافة إلى الدعم الحكومي، قامت المؤسسات الخيرية في دولة قطر بتقديم مختلف انواع الدعم والإغاثة الانسانية للنازحين واللاجئين السوريين في الدول التي تستضيفهم، ومنذ عام 2014 ينفذ الهلال الاحمر القطري عن طريق منحة حكومية شهرية، بقيمة مليون دولار أمريكي خطة لتنفيذ برامج دعم في مجالات الصحة وبرامج إغاثة النازحين في الداخل السوري ودول الجوار بالإضافة الى المناطق التي يصعب الوصول إليها". وأكد أن غياب التوافق الدولي بسبب تضارب المصالح والحسابات السياسية الضيقة، يُعد من أهم العوامل التي عَقدت من فرص الوصول إلى حل سلمي للأزمة السورية، وأسهمت في مزيد من تدهور الأوضاع وتزايد الانتهاكات والجرائم بحق هذا الشعب الأصيل، وتسببت في انتشار حالة الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة وفي العالم بأسره. وقال سعادته :" وبعد مرور أكثر من خمس سنوات على هذه المأساة المتفاقمة يوماً تلو الآخر، لم يعد أمام المجتمع الدولي إلا أن يتحلى بالإرادة الصادقة ويتحمل مسؤولياته القانونية والانسانية والاخلاقية تجاه الشعب السوري لوضع حد سريع لهذه الأزمة، والتوصل الى حل سياسي بناء على بيان جنيف 1، بما يحقق المطالب المشروعة للشعب السوري ويحافظ على وحدة واستقلال سوريا". وشدد على إدانة دولة قطر لأية ممارسات تهدف إلى إحداث تغيير ديمغرافي في سوريا وتهجير الأهالي من مناطقهم الأصلية ونشر المذهبية والطائفية، لافتا إلى أن الخيار المناسب بعد انتهاء الأزمة، هو تشجيع العودة الطوعية للاجئين والنازحين السوريين إلى مدنهم وقراهم. واختتم المندوب الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف ،الكلمة، مؤكدا الموقف الثابت لدولة قطر في نصرة الشعب السوري ودعم الجهود الرامية لحمايته، ومساندة مطالبه المشروعة في كافة المحافل الإقليمية والدولية، ومواصلة تعاونها مع الأطراف المعنية بالأزمة الإنسانية في سوريا وتقديم يد العون والمساعدة من أجل إنهاء تلك المأساة الإنسانية الكبرى، وضمان العودة الآمنة للشعب السوري الى بلده وتمتعه بالحرية والكرامة والعدالة، وتمكينه من إعادة بناء سوريا المستقبل التي لا مكان فيها للذين تلطخت أيديهم بدماء