قطر والإمارات تؤكدان نجاح اجتماعات اللجنة العليا المشتركة وتعزيز التواصل والتنسيق بينهما

قطر والإمارات تؤكدان نجاح اجتماعات اللجنة العليا المشتركة وتعزيز التواصل والتنسيق بينهما

الدوحة/المكتب الإعلامي/ 02 مايو 2016/ أكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي بدولة الإمارات العربية المتحدة، أن اجتماعات اللجنة العليا القطرية الإماراتية المشتركة في دورتها السادسة جاءت مثمرة وناجحة وتم التأكيد خلاها على حرص البلدين على تعزيز علاقاتهما المشتركة واستمرار التنسيق بينهما في كافة القضايا الدولية محل الاهتمام المشترك. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقداه اليوم في ختام اجتماعات اللجنة العليا القطرية الإماراتية المشتركة في دورتها السادسة. وقال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إن الاجتماعات كانت مثمرة على مدى يومي انعقادها وتمخض عنها عدد من اتفاقيات التعاون التي تعزز ما يربط بين البلدين الشقيقين من علاقات. وأشار سعادته خلال المؤتمر الصحفي إلى أن الجانبين وقعا خلال اجتماعات هذه الدورة على اتفاقيات في مجالات الثقافة وتنظيم المعارض والسياحة والشباب وفي مجال تنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، معربا عن تطلعه لرؤية نتائج أعمال هذه الدورة على أرض الواقع وأن ترتقي لمستوى تطلعات الشعبين الشقيقين لتقوية هذه الأواصر وتعميقها. وأوضح سعادة وزير الخارجية أنه ناقش مع نظيره الإماراتي كافة القضايا والتحديات الإقليمية في المنطقة، معربا عن تطلعه إلى استمرار مثل هذه اللقاءات الأخوية بين البلدين. وأوضح سعادته ردا على سؤال لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن الحوار السياسي في اللجنة العليا القطرية الإماراتية المشتركة في دورتها السادسة، كان جزءا من أعمال اللجنة وتم فيه تبادل وجهات النظر تجاه قضايا المنطقة.. مضيفا أنه جرت أيضا مباحثات بشأن علاقات البلدين في المنظمات الدولية واستمرار تبادل التنسيق بينهما في المحافل الدولية، معتبرا ذلك مسألة روتينية وإحدى المسلمات في علاقات البلدين الشقيقين. وأضاف سعادة وزير الخارجية قائلا إنه بحث كذلك وبعمق أكبر القضايا الاقليمية في اللقاءات الثنائية مع سمو وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة، وتم تبادل وجهات النظر حيالها. وبخصوص دعوة قطر لانعقاد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين لبحث تطورات الأوضاع في مدينة حلب السورية، أوضح سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أنه كان هناك تنسيق مسبق من خلال مندوب قطر لدى الجامعة العربية مع مندوبي الأشقاء في دول مجلس التعاون لدى الجامعة العربية، لافتا إلى أنه فور تقدم الطلب القطري كان هناك دعم خليجي قوي لهذه الدعوة. وأضاف قائلا "إن ما يحدث في سوريا وخصوصا الجرائم الأخيرة التي ارتكبت في حلب ضد المدنيين يحتم علينا كواجب أخلاقي وإنساني أن نتخذ موقفا". وتابع سعادته "لكن التنديد والبيانات والاجتماعات قد لا تكفي لإنهاء هذه الأزمة وقد لا تكفي للأسف الجامعة العربية لإنهائها، ولكن هذه هي الوسائل المتاحة في الوقت الحالي". وأوضح سعادة وزير الخارجية أن هدف اجتماع مجلس الجامعة العربية بدعوة من دولة قطر هو لتنسيق موقف عربي مشترك للتحرك من خلال المجموعة العربية في الأمم المتحدة ومجلس الأمن لاتخاذ إجراءات من شأنها الإسهام في حل الصراع ووقف التصعيد من قبل النظام السوري في الفترة الأخيرة. وبشأن التنسيق القطري الإماراتي بخصوص الوضع في ليبيا قال سعادة وزير الخارجية "إن البعض قد يتحدث فيما يخص الملف الليبي بأن هناك اختلافات في تقييم المشهد الليبي، ولكن يوجد تواصل مستمر مع الاشقاء في الإمارات وتنسيق في بعض التحركات، وسواء اتفقنا أو اختلفنا، إلا أن جميعنا متفق على وحدة واستقرار ليبيا". ولفت إلى أن هذه هي الرؤية التي جمعت دولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة للعمل لدعم الاستقرار في ليبيا والدفع بالعملية السياسية للمضي بها قدما هناك. ونوه سعادته بأن الثورة الليبية التي قامت في العام 2011 هي ثورة شعبية، لكن كانت لها تبعات، وقال إن ذلك أمر طبيعي في كل الثورات الشعبية، لافتا إلى الخلافات القائمة بين الليبيين أنفسهم، مضيفا القول "نحن في قطر والدول التي لها علاقات بليبيا، نسعى لاستثمار هذه العلاقات في صالح الاستقرار هناك". وبخصوص اجتماعات الدوحة بشأن المصالحة الليبية، أوضح سعادة وزير الخارجية في رده على أسئلة الصحفيين، أنها مصالحة اجتماعية وليست سياسية. وقال إن "قطر هي مجرد ميسر وحاضن لهذه الاجتماعات.. وهي تستضيف الاجتماعات بسبب حالة الصراع في ليبيا والمسائل الأمنية هناك". كما لفت إلى أن قطر عرفت منذ فترة طويلة باستضافتها لاجتماعات الوساطة بين الفرقاء، مشيرا إلى أن اجتماع المصالحة الليبية بالدوحة هو الثاني، سيما وأن الاجتماع الأول كانت له نتائج إيجابية إلى حد ما، ويشهد الثاني إقبالا أكبر. وتابع سعادته قائلا في هذا السياق "إن الدور القطري في مثل هذه الاجتماعات ميسر وحاضن لهذه الاجتماعات وأن الحوار ليبي والمصالحة ليبية - ليبية". من جهته، عبر سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي بدولة الإمارات العربية المتحدة عن سعادته بزيارة الدوحة وبهذه الشراكة القائمة بين البلدين الشقيقين. وشدد سموه خلال المؤتمر الصحفي على حرص البلدين الشقيقين على الاستمرار في العمل معا لتطوير وتنمية العلاقات التي تربط بينهما والتي وصفها بالتاريخية والأخوية. وقال في هذا السياق "نحتاج في قطر وفي دولة الإمارات العربية المتحدة إلى أن نعمل سويا لننقل هذه العلاقات لمستقبل أكثر رسوخا وعمقا". وأوضح سموه أن من بين القضايا التي جرى التباحث بشأنها لدى استقبال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى له اليوم موضوع الطاقة المتجددة والتعاون بين البلدين في هذا الجانب الذي يحظى بدعمهما.. مشيرا إلى وجود إمكانيات كبيرة لتطوير التعاون في هذا المجال خاصة في ظل انخفاض التكلفة وبروز ابتكارات جديدة. وقال إن مثال التعاون في هذا الجانب يبين إمكانية تنويع العلاقة بين البلدين. وتطرق سمو وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة في المؤتمر الصحفي لمذكرات التفاهم والاتفاقيات التي جرى التوقيع عليها اليوم بين البلدين الشقيقين، مؤكدا في هذا السياق أهمية الاستفادة من الأطر القانونية السابقة والجديدة للعمل سويا من أجل فرص ومستقبل أفضل للبلدين. وعبر عن أمله في أن يستمر العمل سويا بين دولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة لأجل علاقة أفضل، مفيدة ومتطورة بينهما على جميع المستويات. وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان على مجالات التعاون العديدة بين البلدين بما في ذلك التواصل الثنائي المستمر بينهما فيما يتعلق بالقضايا الدولية وتبادل وجهات النظر في هذا الخصوص وحول تحديات المنطقة التي قال إنه "لا يمكن عزلها عن مجمل التحديات التي نواجهها". ونوه سموه بأنه من هذا المنطلق عمل البلدان سويا عبر مجلس التعاون لدول الخليج العربية أو الجامعة العربية مؤكدا الأهمية الكبيرة لكل ذلك في محاصرة هذه التحديات. وفي إجابة على سؤال حول دعم دولة الإمارات العربية المتحدة لمرشح دولة قطر لمنصب مدير عام "اليونسكو"، قال سموه إن الدعم بيننا دائما موجود على المستوى الثنائي أو على مستوى مجلس التعاون لدول الخليج العربية.. مشيرا في هذا الصدد إلى بيان مجلس التعاون الداعم للمرشح القطري. وحول أحداث سوريا وما يجري في هذا البلد، أوضح سمو وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة أن كلا من الدوحة وأبوظبي قد صدر منهما بيانات في هذا الشأن، ونبه إلى أنه من الصعوبة بمكان حل النزاع السوري من خلال بيانات حيث لابد من التحرك لأن الوضع مأساوي ويتطلب عملا جديا على مستوى مجلس الأمن و "مجموعة فيينا". ولفت سموه إلى أنه لا يمكن إنهاء التحديات التي تواجه المنطقة ومنها الإرهاب دون معالجة المشاكل السياسية في دمشق أو بغداد. وفي إجابة على سؤال يتعلق بالأوضاع في ليبيا، قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، "إن قطر والإمارات هما من بادرا بدعم الشعب الليبي عندما واجه القذافي سواء من خلال مجلس التعاون أو الجامعة العربية، فضلا عن مطالبتهما لمجلس الأمن بحماية الشعب الليبي". ومضى سموه قائلا في سياق متصل "لكننا دخلنا في إشكالية في ليبيا عندما تخلى المجتمع الدولي عن القضية الليبية قبل أن تستقر الأوضاع، بينما دخل الأخوة الليبيون من ناحيتهم في العملية السياسية بأسرع مما يلزم قبل استقرار الأوضاع وإيجاد أنظمة كفيلة بإنجاح المسيرة السياسية". وقال إن هناك عملا مستمرا بين دولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة للتواصل مع مختف الأطياف الليبية لإيجاد البيئة المناسبة للعمل تحت مظلة حكومة الوفاق الوطني. وأعرب سمو وزير الخارجية الإماراتي عن جزيل شكره للحفاوة التي قوبل بها والوفد المرافق ولكل ما وفرته دولة قطر لإنجاح هذه الدورة.