النصر يخاطب المؤتمر الدولي الأول للدبلوماسية الوقائية في حوض البحر الأبيض المتوسط

النصر يخاطب المؤتمر الدولي الأول للدبلوماسية الوقائية في حوض البحر الأبيض المتوسط

اليكانتي /اسبانيا/ المكتب الإعلامي/ 04 يونيو 2016/ أكد سعادة السيد ناصر بن عبد العزيز النصر، الممثل السامي لمنظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، أن الحوار والاحترام المتبادل بين الثقافات والديانات يمثل شرطا لا مناص منه لتقارب الشعوب، ويشكل احترام التنوع والتعددية لدى المجتمعات وأن التسامح بين مختلف الطوائف هو أحد المبادئ الأساسية. جاء ذلك في كلمة له خلال المؤتمر الدولي الأول للدبلوماسية الوقائية في حوض البحر الأبيض المتوسط الذي عقد في مدينة أليكانتي الإسبانية، والذي شارك فيه النصر بجلسة نقاشية خاصة تحت عنوان "الحوار بين الثقافات والديانات في حوض الأبيض المتوسط". كما شارك في المؤتمر وزير الخارجية الإسباني سعادة السيد خوسيه مانويل جارسيا مارجالو، وعمدة مدينة اليكانتي، وعدد من المتحدثين البارزين من بينهم السيدة إيرينا بوكوفا، رئيسة منظمة اليونسكو، والسيد انطونيو غوتيريز مفوض الأمم المتحدة السامي لشئون اللاجئين السابق . وقال سعادة السيد ناصر النصر في كلمته إنه لا يمكن لأي كان أن يتجاهل العوامل الثقافية في إذكاء أوار العديد من النزاعات والتوترات، حيث يتبلور أثر هذه العوامل على الصعيد الأمني في جوانب (التحديات المنافية للدستور في مواجهة السلطة والإرهاب ونشاط فاعلين غير الدولة وشبكات الإجرام المنظم والعنف الاجتماعي والديني والاستعمال المغرض لوسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي) وهي الأمور التي تكتسي تعقيدا متناميا عندما تجتمع فيما بينها. وأضاف أنه ينبغي بالتالي الأخذ بعين الاعتبار الجذور الثقافية والدينية في منع نشوب النزاعات وفضها، ومن الأمثلة الواضحة على ذلك النزاع العربي - الإسرائيلي والنزاعات الداخلية التي تعصف ببلدان الربيع العربي والتوترات العابرة للحدود التي تحتاج إلى إحياء الثقة والإيمان بالشراكة في المسؤوليات والمصالح. وأوضح الممثل السامي لمنظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات أن منطقة حوض المتوسط تعد مثالا واضحا على استمرارية النزاعات التي قد تتحسن بفضل تدخل الديبلوماسية الوقائية والوساطة واعتماد إجراءات وآليات فض النزاعات التي تأخذ بعين الاعتبار البعد الثقافي والديني، بناء على الحوار كأداة للتقارب. كما أشار السيد ناصر النصر، إلى أنه في مواجهة التحديات التي تجابه المنطقة، فإن الحوار بين الثقافات والديانات يشكل أقوى أداة لتسوية الخلافات والسيطرة على العنف والتطرف ، وبناء ثقافة التفاهم والاحترام المتبادل.. مبينا أن ذلك يتعلق بأداة هامة لتقريب وجهات النظر بين البلدان المطلة على ضفتي المتوسط، بما يتجاوز الفوارق الثقافية ويساعد على تحمل المسؤولية بخصوص قضايا الهجرة والاندماج الاجتماعي. تجدر الإشارة إلى أن مبادرات الحوار بين الثقافات والديانات، تلعب وظيفة فريدة من نوعها في التأثير على الطوائف وتشجيع التنوع والسلام، بحيث يجب أن تمثل عنصرا يتكامل مع استراتيجية واسعة النطاق، وعلى الأمد الطويل، تسمح بمعالجة الأسباب العميقة للأزمات السياسية والإيديولوجية والاجتماعية في المنطقة. وفي هذا السياق، أشار النصر إلى أن منظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، وإيمانا منها بأهمية هذا التواصل وانطلاقا من الدور المنوط بها كأداة للدبلوماسية الناعمة، فإنها تعمل على تعزيز هذه المبادئ من خلال مختلف الأنشطة والبرامج والمبادرات التي تنفذها، والتي تصب في المحاور الأربعة الرئيسية وهي الشباب، والتعليم، والإعلام، والهجرة، والذي يعمل على تحقيق عالم أكثر سلما وإشراكية على الصعيد الاجتماعي، من خلال الاحترام المتبادل بين الشعوب من مختلف الهويات الثقافية والدينية، مع التأكيد على رغبة الأغلبية في العالم في رفض التطرف والدفاع عن التنوع.