دولة قطر تطالب مجلس الأمن بالتدخل العاجل لحماية المدنيين في حلب

دولة قطر تطالب مجلس الأمن بالتدخل العاجل لحماية المدنيين في حلب

نيويورك/المكتب الإعلامي/ 20 أكتوبر 2016/ طالبت دولة قطر مجلس الأمن الدولي بالتدخل العاجل لحماية المدنيين في حلب وبقية المدن السورية ، مؤكدة أن الوضع الراهن في سوريا يُشّكل التهديد الاكبر تحديا للمجتمع الدولي. جاء ذلك في البيان الذى القته سعادة السفيرة علياء أحمد بن سيف آل ثاني المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة ، في اجتماع مجلس الأمن عن "الحالة في الشرق الأوسط بما في ذلك قضية فلسطين". وأوضحت سعادتها، أنه في ظل الفشل المتواصل لإيجاد حل نهائي وسريع للأزمة السورية، وإصرار النظام السوري على مواصلة انتهاكاته الصارخة للقانون الدولي، فإن الوضع في الشرق الأوسط سيزداد تدهوراً عمّا هو عليه اليوم ، محذرة من المزيد من الانزلاقات الخطيرة التي تُهدد بأفدح العواقب على سيادة سورية وسلامة أراضيها ووحدة شعبها، وعلى أمن واستقرار المنطقة والعالم. وتابعت "إنه رغم جهود المجتمع الدولي، ممثلا بالمجموعة الدولية لدعم سوريا، من أجل التوصل إلى اتفاق وقف الأعمال العدائية، الذي أقره مجلس الأمن في قراره 2268، إلاّ أن النظام السوري لا يزال يواصل الخروقات والهجمات ضد المدنيين والأهداف المدنية واستخدام الأسلحة العشوائية وارتكاب المجازر وعرقلة القوافل الإنسانية وسحب المستلزمات الطبية منها، ومنع دخول الاحتياجات الأساسية إلى المناطق المحاصرة، واعتماد سياسة التهجير القسري والتغيير الديموغرافي". وأضافت سعادة السفيرة علياء أحمد بن سيف آل ثاني " أنه لم يعُد خافياً بأن النظام يُعوّل اليوم أكثر من أي وقت مضى على الانقسام الراهن في مجلس الأمن لكي يواصل انتهاكاته للقانون الإنساني الدولي ضد المدنيين في سوريا"، ودون الاكتراث بالنتائج الوخيمة المترتبة على سياسته، واستغلال منابر الأمم المتحدة لحرف الانتباه عن تلك الانتهاكات والجرائم من خلال محاولات تشويه حقائق الأزمة السورية وتزييفها" ، مشيرة إلى الوضع المأساوي في مدينة حلب المنكوبة التي تدفع كل دقيقة ضحايا من المدنيين الأبرياء. وانتقدت المجتمع الدولي إزاء تعامله مع الأزمة السورية قائلة، "إن ما يدعو إلى الأسى والحيرة أن هذه الكارثة الإنسانية التي اهتز لها الضمير الإنساني لم تكن كافية للتحرك لوقف اراقة الدماء وحماية المدنيين في سوريا، فالشعب السوري بات رهينة بيد النظام ووقودا لضمان استمراره، وفي الوقت نفسه ضحية لغياب التوافق الدولي". وشددت على ضرورة أن يتحمل مجلس الأمن مسؤوليته التي حددها ميثاق الأمم المتحدة لاتخاذ الإجراءات السريعة والفعّالة أينما تقع للتدخل لوقف الانتهاكات وضمان مساءلة المسؤولين عنها احتراما للشرعية الدولية وحقوق الإنسان، قائلة "إن مجلس الأمن مُطالب اليوم بالتدخل العاجل لحماية المدنيين في حلب وبقية المناطق السورية". وأكدت سعادة السفيرة علياء أحمد بن سيف آل ثاني المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة على أن الضمان الوحيد لوقف العنف على نحو مستدام هو التنفيذ الكامل للقرار 2254 الذي أكد على أن الحل الوحيد الدائم للأزمة هو من خلال عملية سياسية جامعة بقيادة سورية تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري، بهدف التنفيذ الكامل لبيان جنيف، وإنشاء هيئة حكم انتقالية تُخوَّل سلطات تنفيذية كاملة، وإطلاق سراح المعتقلين ورفع الحصار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق. وفي هذا السياق أكدت على أن دولة قطر ستواصل جهودها في المجموعة الدولية لحل الأزمة السورية، وبما يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري، وفق أحكام الميثاق والقانون الدولي. ولفتت سعادة السفيرة في بيانها الانتباه إلى التحديات المتزايدة والمتنوعة التي يشهدها العالم والتي تفرض على المجتمع الدولي العمل بوتيرة تتناسب مع مخاطر تلك التحديات على السلم والأمن الدوليين، قائلة "إن الدروس المتحصلة من التباطؤ في العمل الدولي الفعَّال في معالجة النزاعات والأزمات كان قاسياً ومكلفاً، وها نحن اليوم ندفع ثمناً كبيراً جراء تزايد النزاعات وتعقدها، وانتشار الإرهاب". كما أشارت إلى اجتماعات مجلس الأمن الدورية حول الحالة في الشرق الأوسط بما فيها القضية الفلسطينية، معربة عن اعتقادها ، بأن تحقيق السلام في الشرق الأوسط مرهون بالتزام أطراف النزاعات بأحكام القانون الدولي والعمل على تخفيف التوترات، التي لم يجني العالم منها سوى المزيد من الآثار الكارثية على السلم والأمن الدوليين. وتابعت "إن المجتمع الدولي قد أجمع على الأسس والمعايير الواجب العمل بموجبها للتوصل إلى تسوية لقضية الشرق الأوسط"، موضحة أن تحقيق السلام في هذه المنطقة والقضاء على الإرهاب يبدأ في تطبيق قرارات الشرعية الدولية والاستجابة للمبادرات الرامية لتحقيق هذا الهدف. وشددت سعادتها على أنه لا بديل عن الحل المستند على إقامة دولتين، فلسطين وإسرائيل، تعيشان بسلام وأمن جنبا إلى جنب، والإقرار بحق فلسطين كدولة مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وبما يتوافق مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بما فيها القرارين 242 و338، ومبادرة السلام العربية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجميع الأراضي العربية المحتلة والوقف الفوري والكامل للأنشطة الاستيطانية، ورفع الحصار عن قطاع غزة، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وعودة اللاجئين، واسترجاع الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف. وأكدت سعادتها على أن إنجاح فرص السلام يتطلب التخلي عن فرض سياسة الأمر الواقع في الأرض الفلسطينية المحتلة وجميع الأراضي العربية المحتلة.. كما أشارت إلى الإجراءات والسياسات المخالفة للقانون الدولي التي هي لاغية وباطلة وليست ذات أثر قانوني، كما أنها تُقوِّض الجهود الرامية لتحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط. وعن الوضع الإنساني في قطاع غزة قالت سعادة السفيرة "إن دولة قطر تدرك أهمية معالجة الوضع الإنساني في قطاع غزة وأثره الإيجابي في دعم الجهود الرامية لتحقيق السلام، ستواصل جهودها الإنسانية للوفاء بالتزاماتها في إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار في القطاع".