وزير الخارجية: قطر ستتصدى للحملة الإعلامية التي تستهدفها

وزير الخارجية: قطر ستتصدى للحملة الإعلامية التي تستهدفها

الدوحة – المكتب الإعلامي - 25 مايو

شدد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية على أن دولة قطر ستتصدى للحملة الإعلامية التي تستهدفها، وذلك على خلفية اختراق الموقع الالكتروني لوكالة الأنباء القطرية (قنا) ونسب تصريحات مغلوطة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى.

وقال سعادة وزير الخارجية، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الصومالي سعادة السيد يوسف جراد عمر أحمد عقداه اليوم، "إنه من الواضح ان هناك حملة إعلامية تستهدف دولة قطر وسوف نتصدى لها بكل تأكيد".

وأضاف سعادته "أنه من الملاحظ أن قطر كانت لا تذكر مثلا في مقالات الرأي في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن في الخمسة أسابيع الماضية تفاجأنا بوجود 13 مقال رأي عن قطر لكتاب مختلفين في الولايات المتحدة، كما كان هناك في نفس يوم الهجوم الالكتروني على موقع وكالة الأنباء القطرية، مؤتمر يتحدث عن قطر في الولايات المتحدة ، ولم تتم دعوتنا إليه ، بل دُعي له جميع الذين كتبوا تلك المقالات ضد قطر وفي نفس الليلة حصل الهجوم الالكتروني"، متسائلا "ما إذا كان ذلك قد تم صدفة من عدمه..؟".

وأكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن الهجوم الالكتروني على موقع وكالة الأنباء القطرية ونسب تصريحات مغلوطة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى هو جريمة قرصنة بلا شك، وان دولة قطر لن تستعجل في إصدار النتائج إلا بعد انتهاء التحقيقات حولها.

وبخصوص علاقة دولة قطر مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أوضح سعادة وزير الخارجية أن دولة قطر حافظت على الدوام على علاقات قوية وأخوية مع الأشقاء في دول مجلس التعاون ، لأنها تؤمن بأن دول المجلس كيان واحد.

وأشار إلى أن ما يجري اليوم ليس له علاقة بـ"سوء التفاهم" الذي حدث بين دولة قطر وبعض دول مجلس التعاون في عام 2014، خاصة أن قطر كانت لها مشاركة مثمرة في القمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض وان العلاقات متميزة ومثمرة، وقال "إن كان هناك شيء مختلف ولا نعلمه فهذا أمر آخر".

وأكد سعادته أن دولة قطر حريصة دائما على علاقات طيبة مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وأن الملابسات الحالية التي تعصف بالمنطقة تحتم تضافر جهود دول المجلس.

وفي معرض رده على أسئلة الصحفيين، وصف سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني عملية اختراق الموقع الرسمي لوكالة الأنباء القطرية بأنه جريمة إلكترونية وليس اختراقا فقط، وذلك وفق كافة القوانين.. مشددا على أن ما حدث من اختراق هو جريمة يحاسب عليها القانون .

ولفت سعادته إلى أن الهجوم الإلكتروني على مواقع الوكالة هدف إلى بث تصريحات منسوبة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، لم يقلها ولم يصرح بها .

وقال إنه تم تشكيل فريق للتحقيق في هذه الجريمة، حيث يقوم الفريق المختص بتحقيق جنائي كامل لتقديم مرتكبي هذه الجريمة للقضاء، لافتا إلى أنه سيتم الكشف عن نتائج عملية التحقيق بكل شفافية سواء من حيث عملية التحقيق أو كشف نتائجه.

وأبدى سعادة وزير الخارجية استغرابه لتعامل بعض وسائل الإعلام التي تبنت هذه التصريحات الكاذبة، رغم صدور بيانات نفي واضحة من وكالة الأبناء القطرية بشأن هذه الحملة المسيئة لدولة قطر، ونبه إلى أن ما يتم في هذه الوسائل الإعلامية يعكس مهنيتها.

وأضاف "ما لمسناه من الرأي العام خصوصا في الشارع الخليجي، يؤكد أن هناك وعيا كاملا يرتقي أكثر بكثير من المستوى الذي وصلت إليه هذه الوسائل الإعلامية".

وبخصوص الأمن السيبراني في قطر، قال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إن نظام الأمن المعلوماتي والحواجز الإلكترونية في دولة قطر تعتبر من أعلى المستويات وتتسم بالقوة والصلابة وان جميع الجهات بالدولة تستخدم أحدث التكنولوجيات في العالم وتتعاون فيما بينها بهذا الخصوص تحت إشراف المظلة الحكومية، لكنه أوضح أن الهجمات الالكترونية وعمليات القرصنة متطورة بطبيعتها وليس من الضروري أن تواكب أنظمة الحماية نفس سرعة تطور الهجمات الالكترونية.

وأكد أن دولة قطر ستتخذ عددا من الخطوات الإضافية لتعزيز أكثر من الأمن المعلوماتي، مجددا التأكيد على أن الحواجز ووسائل الحماية الموجودة في جميع قطاعات الدولة على أعلى مستوى ويصعب جدا اختراقها وأن مسألة اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية لا يزال التحقيق جار حولها واكتشاف الفجوة التي دخل من خلالها الهجوم لتفادي حصول ذلك.

وعن الإجراءات والخطوات التي اتخذتها وزارة الخارجية بشأن التصريحات المغلوطة المنسوبة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، أوضح سعادة وزير الخارجية أن ما حدث كان هجوما إلكترونيا على وكالة الأنباء القطرية وفور حصول الهجوم صدر توضيح من مكتب الاتصال الحكومي وكذلك من وكالة الأنباء القطرية أعقبهما توضيح من وزارة الخارجية.

وأشار إلى أن الاتصالات مع الأشقاء في دول مجلس التعاون لدول الخليج مستمرة ولا تنقطع ولكن بشأن موضوع الهجوم لم يجر أي اتصال لأن هناك صورة واضحة لما حدث، مبينا أن ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام فهو شأن يخص تلك الوسائل ولم يأتنا من قنوات رسمية.

وفيما يتعلق بالجهة التي تقف وراء اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية، أفاد سعادة وزير الخارجية بأنه لا توجد أي أدلة حاليا ما إذا كان الهجوم الالكتروني من خارج قطر أو داخلها.. مؤكدا أنه فور الإلمام بخيوط القضية وجمع الأدلة "وهذا سيستغرق وقتا" فإن دولة قطر ستتخذ ما تراه مناسبا في هذا الخصوص، أما إذا كان هذا الهجوم من داخل قطر فهو يدخل ضمن الجرائم الإلكترونية وسوف تتم مقاضاة الفاعل وفق القانون.

وفي معرض رده على سؤال حول العلاقات القطرية الأمريكية، شدد سعادته على أن العلاقات بين البلدين كانت ولا تزال قوية واستراتيجية وأن الإدارة الأمريكية تثمن هذه العلاقة عاليا.. مشيرا في هذا الصدد إلى المباحثات التي أجراها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في الرياض مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيث تحدث الرئيس الأمريكي عن دور قطر في مكافحة الإرهاب وكشريك استراتيجي مهم في هذا الخصوص.

كما أشار في سياق ذي صلة إلى أن وجود قاعدة العديد العسكرية، تحكمه اتفاقية بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية.. مبينا أنه عند حدوث شيء يتعلق بهذا الأمر سيكون منوطا ببنود الاتفاقية.

وفي رد على سؤال حول علاقة قطر بالإخوان المسلمين، أوضح سعادة وزير الخارجية أن مثل هذه الأمور لا تثار على المستوى الرسمي، لأنه لا يوجد دليل يفضي إلى أن دولة قطر لها علاقة مع حركة الإخوان المسلمين سواء في مصر أو تونس، وقال إن هذا الأمر تتناوله وسائل الإعلام فقط.

وأوضح أن دولة قطر تعلن دائما وأبدا وبوضوح، أنها لا تعنى بالأحزاب السياسية، وأنها تتعامل مع الحكومات "فحينما كان الإخوان المسلمون في الحكم كان التعاون معهم مستمرا سواء في تونس أو مصر، كونهم يمثلون الحكومة الشرعية أما بعد أن أصبحوا خارج السلطة، فالتعامل يتم مع الحكومات المنتخبة".