نجاحات مشهودة للدبلوماسية القطرية "حاصرت" دول المقاطعة

نجاحات مشهودة للدبلوماسية القطرية

الدوحة – المكتب الإعلامي – 15 يونيو

حققت الدبلوماسية القطرية بأدائها الرصين وحضورها اللافت نجاحا كبيرا في شرح وجهة نظر دولة قطر والحقيقة الغائبة وراء الاتهامات الباطلة التي وجهت إليها بدون سند أو برهان والتي أدت إلى قرارات وفرض إجراءات جزافية لحصار قطر في سابقة تاريخية بل إن النجاحات المشهودة للدبلوماسية القطرية "حاصرت" دول المقاطعة ووضعتها في خندق الدفاع عن النفس في أكثر من مناسبة.

وعلى مدار عشرة أيام حشدت دولة قطر بفضل تلك الدبلوماسية الواعية وبتوجيهات من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى تأييدا دوليا واسعا وتفهماً من مختلف دول العالم الصديقة والشقيقة الأمر الذي ساهم في إزالة كل ما من شأنه تعكير صفو النجاحات التي راكمتها قطر على مدار سنوات طويلة كعضو فاعل في المجتمع الدولي وشريك يعتمد عليه في حل الخلافات وإرساء مبادئ السلم والأمن الدوليين.

ومنذ بداية الأزمة شكلت الاتصالات التي جرت بين حضرة صاحب السمو وعدد من قادة دول العالم مرجعية سارت على إثرها التحركات الدبلوماسية القطرية بنجاح لشرح الحقائق ووضع الأمور في نصابها الحقيقي.. ولا شك أنه حين تتحرك دول كبرى للاستماع إلى أمير دولة قطر فإن الأمر يعطي دلالة قوية عن تأثير الدوحة وثقلها ليس فقط في الإقليم ولكن في العالم بأسره.

ومع الأيام الأولى للحصار تلقى سمو الأمير المفدى اتصالات من قادة كل من (فرنسا وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا) أبدوا جميعهم استعدادهم لبذل ما يمكن لاحتواء الأزمة الخليجية حفاظا على أمن واستقرار المنطقة.. كما تركزت الاتصالات التي تلقاها سموه من كل من قادة الكويت وتركيا وإندونيسيا حول سبل الوساطة الممكنة وعبرت عن التعاضد واللحمة ما بين شعوب هذه الدول العربية والإسلامية وما بين شعب قطر بل ومبادرتهم بتقديم كافة أوجه العون والدعم اللامحدود لقطر حكومة وشعبا.

كما جددت ألمانيا موقفها حيال الأزمة الخليجية وضرورة حلها عبر الحوار وذلك خلال الاتصال الذي تلقاه سمو أمير البلاد المفدى من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي أكدت خلاله على ضرورة حل الأزمة الخليجية عبر الحوار وأشارت إلى سعي برلين لرفع الحصار الذي تفرضه كل من: السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين على دولة قطر معربة عن قلقها إزاء العواقب المحتملة لأي تصعيد على المنطقة برمتها.

جنبا الى جنب مع تلك الاتصالات كانت الدوحة محطة مهمة للقادة وكبار المسؤولين في الدول الصديقة والشقيقة الحريصة على إيجاد حل للازمة وكسر الحصار المفروض على دولة قطر وما ترتب عليه من آثار حيث جاءت الزيارة التي قام بها سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت إلى الدوحة لتؤكد أهمية حل الخلاف داخل البيت الخليجي الواحد والأمر ذاته عززته زيارة معالي السيد يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بسلطنة عمان.

وتأكيدا على الموقف التركي الداعم دائما لقطر وشعبها جاءت الزيارة الأخيرة لسعادة السيد مولود جاويش أوغلو وزير الخارجية وسعادة السيد نهاد زيبكجي وزير الاقتصاد بالجمهورية التركية الشقيقة لتبرهن على عمق العلاقات القطرية التركية والدور التركي الفاعل في احتواء الأزمة ورفض الحصار المفروض على دولة قطر.

وتسير دبلوماسية دولة قطر في التعامل مع الأزمة الخليجية الراهنة بشكل متواز تتلاقى فيه جهود وزارة الخارجية مع كافة الوزارات والهيئات والمؤسسات المعنية بالدولة ليتحقق بذلك أكثر من هدف في وقت واحد تصب كلها في اتجاه التأكيد على سيادة القرار الوطني القطري والعمل على تخفيف أية آثار محتملة لإجراءات الحصار على الحياة اليومية للمواطن والمقيم على أرض دولة قطر.

ومنذ الإعلان عن قرارات الحصار صباح الخامس من الشهر الجاري نشطت الدبلوماسية القطرية في الداخل وعبر سفرائها المعتمدين بعواصم العالم المختلفة في التواصل مع نظرائهم ومع كبار المسؤولين في تلك الدول لشرح حقيقة ما تتعرض له دولة قطر حيث بدأ التواصل الدبلوماسي القطري واستمر طيلة الأيام العشرة باتصالات هاتفية بين سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية ونظرائه في الدول الصديقة والشقيقة ووصلت وجهة النظر القطرية لوزراء خارجية عدد من الدول العربية والأوروبية والإفريقية والآسيوية والأمريكية واللاتينية إضافة الى الاتحاد الأوروبي.

وقد مثلت تلك الاتصالات التحرك الأولي تبعتها بعد ذلك خطوة ناجحة في اتجاه عرض وجهة النظر القطرية على شاشات أكبر أربع محطات إخبارية عالمية (سي إن إن) الامريكية و(ار تي) الروسية وتليفزيون (بي بي سي) وقناة (الجزيرة) حيث تم التأكيد فيها على أن الإجراءات التي تم اتخاذها ضد دولة قطر كانت صادمة وتمثل عقابا جماعيا من قبل ثلاث دول في هذه المنطقة حاولت أن تفرض الحصار على دولة قطر وعلى شعبها مع ضرورة حل جميع النزاعات من خلال الحوار وفق المبادئ التي أقرها قادة مجلس التعاون.

واستمر التحرك القطري على مستوى سعادة وزير الخارجية من خلال الزيارات واللقاءات المباشرة مع نظرائه وكافة صناع القرار في خمس عواصم كبرى (برلين - بروكسل - موسكو - لندن - باريس) إلى جانب لقائه مع نظيره التركي في الدوحة.

وقد بدأت الجولة الأوروبية بزيارة إلى ألمانيا حيث تم خلالها اللقاء بوزير خارجيتها السيد زيغمار غابرييل الذي عبر عن دعم بلاده لدولة قطر بعد أن قطعت عدد من الدول علاقاتها معها وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في برلين "إن دولة قطر شريك استراتيجي في مكافحة الإرهاب".. مشددا على رفض بلاده لقطع العلاقات وفرض الحصار واصفا هذا الأمر بأنه غير مقبول.

كما أكد وزير الخارجية الألماني على ضرورة التوصل إلى حل لهذه الأزمة ورفع الحصار الجوي والبحري عن دولة قطر وقال إن "دولة قطر جزء مهم من التحالف الدولي لمواجهة تنظيم /داعش/ ولا نريد إضعاف هذا التحالف ويجب التركيز على مواجهة هذا التنظيم".

وفي بروكسل اجتمع سعادة وزير الخارجية مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي السيدة فيديريكا موغيريني التي أعربت عن أملها في حل الأزمة الراهنة بين دولة قطر وعدد من الدول الخليجية من خلال الحوار والمحادثات السياسية داعية إلى تفادي تصعيد الموقف في المنطقة.. مؤكدة أن التعاون والحوار الإقليميين هما السبيل إلى اتباع نهج تعاوني بين دول المنطقة.

وخلال زيارة سعادة وزير الخارجية إلى روسيا ولقائه مع نظيره سيرغي لافروف شددت روسيا على دعمها لحل الأزمة عبر الحوار وعدم تدخل موسكو في شؤون الدول الأخرى.. معربة عن قلقها إزاء الوضع الحالي وتدهور العلاقات بين الجيران.

وفي لندن اتفقت دولة قطر وبريطانيا على ضرورة دعم سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت في جهوده للوساطة بين دولة قطر ودول الخليج الثلاث كما اطلع وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون على تطورات الأزمة الخليجية وكافة الإجراءات غير القانونية التي اتخذت ضد دولة قطر.

كما أعلن سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية من العاصمة الفرنسية باريس أن دولة قطر لا تقبل أي إملاءات خارجية وأنها بصدد اتخاذ إجراءات ضد الحصار غير القانوني عليها وذلك بعد اجتماع مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان.

ويستمر الجهد والتحرك الدبلوماسي القطري على كافة الاتجاهات فمن لقاءات لسعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية في قارة أوروبا إلى جولة في إفريقيا لسعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية لتكتمل الصورة وتغطي دولة قطر بدبلوماسيتها البعدين الأوروبي والإفريقي.

وعلى مدار ثلاثة أيام مثل الحضور القطري على الصعيد الإفريقي نجاحا كبيرا من خلال جولة وزير الدولة للشؤون الخارجية الى القارة السمراء حيث تعكس تلك الزيارة حرص دولة قطر على التواصل مع الدول الصديقة والشريكة في الدائرة الإفريقية التي باتت تتمتع بتأثير على المستوى الدولي.

ويتناغم ذلك التحرك مع تواصل سفراء دولة قطر مع المسؤولين وصناع القرار في عواصم الدول المعتمدين لديها ليكتمل المشهد ويعزز الجهد المبذول لتوضيح حقيقة ما تتعرض له دولة قطر من حصار وإجراءات جاوزت حدود المقبول ومثلت خرقا لكافة القوانين الدولية.

وتمكنت دولة قطر عبر دبلوماسيتها "الرصينة" من الرد على كافة الاستفسارات والشواغل التي دارت حولها الاتهامات الباطلة الملقاة عليها وفندت كافة الادعاءات وكشفت إلى أي مدى تفتقر تلك الادعاءات لدليل واحد يرجحها وعززت دولة قطر عبر تلك التحركات من مكانتها في وجه دعوات المقاطعة والحصار وكشفت للرأي العام لعالمي حقيقة ما يراد بها.

وقد ترجمت كل ذلك الجولة الأوروبية للدكتور علي بن صميخ المري رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في كل من لندن وجنيف لشرح الآثار الإنسانية السلبية التي يخلفها الحصار على دولة قطر أمام كل من المفوضية السامية لحقوق الإنسان ومكتب الإجراءات الخاصة المعني بكافة المقررين الخواص بالأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية والفدرالية الدولية للصحفيين وغيرها.

وأيد العديد من المنظمات الدولية وجهة نظر دولة قطر ورفضت رفضا باتا الضغوط التي تمارس عليها حيث أكد سعادة السيد سليل شيتي الأمين العام لمنظمة العفو الدولية أن الإجراءات التي اتخذتها الدول الثلاث لمعالجة تداعيات الحصار وتأثيره على الأسر المشتركة غير كافية ومبهمة وتفتقر للآليات كما لا يمكن أن تنزع الحقوق ثم تمنح جزءا منها باستثناء.. مشددا على أن الحقوق أصيلة في الإنسان ولا يمكن التنازل عنها أو تجزئتها.. وأكد أن هذه الإجراءات تمس كافة الحقوق الأخرى التي ينتهكها هذا الحصار وطالب برفعه بقوله " إن منظمة العفو الدولية مستمرة في تحركاتها الدولية لتحقيق هذه الغاية".

وأعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين عن قلقه من التأثير المحتمل على حقوق الإنسان لعديد من الأشخاص وقال "إن التدابير التي تم اتخاذها واسعة بشكل مفرط في نطاقها وتنفيذها وتعرقل بشكل خطير حياة الآلاف من النساء والأطفال والرجال".

كما عبرت الفدرالية الدولية للصحفيين عن استنكارها الشديد لما يحدث من مضايقات حدّت من الحق في حرية الرأي والتعبير وأكدت على ضرورة التدخل السريع لوقف الإجراءات التعسفية التي طالت القنوات الفضائية الرافضة للحصار وإغلاق مكاتب قناة (الجزيرة) الفضائية ومنع بث القنوات القطرية والقنوات المتضامنة مع دولة قطر فضلاً عن حجب الصحف القطرية عن مواطني الدول الثلاث الأمر الذي يعتبر خرقا واضحا لحرية الرأي والتعبير والحق في الحصول على المعلومات.