سفير قطر لدى روسيا : التزام قطر بمبادئها الإنسانية أربك دول الحصار

سفير قطر لدى روسيا : التزام قطر بمبادئها الإنسانية أربك دول الحصار

موسكو – المكتب الإعلامي - 26 يونيو

أوضح سعادة السيد فهد بن محمد العطية سفير دولة قطر لدى الاتحاد الروسي أن ‎ الدول المقاطعة لدولة قطر اتخذت قرارات مجحفة تمثلت خاصةً في الحصار البري والجوي والبحري وهو ما ترك آثارا سيئة جدا على حياة المواطنين القطريين والمقيمين في قطر ومواطني دول مجلس التعاون والمقيمين فيها بشكل عام مشيرا إلى إنه يوجد انتهاك للقانون الدولي يخرق قوانين النقل الجوي، وقد قدمت قطر شكوى للمنظمة الدولية للطيران المدني بالخصوص.

 وقال سعادته في حوار مع صحيفة " نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية إن هناك انتهاك لحقوق المواطنين بالتنقل بين الدول الخليجية وكذلك حرمانه من حق العمل وحق التعليم والتملك والأخطر من كل ذلك انتهاك حقوق الأسرة الخليجيّة المتداخلة حيث تشتت العديد من الأسر الخليجية نتيجة قوانين الحصار الغير قانونية وغير إنسانية.

وأضاف " لم تكتف الامارات والسعودية ومن معهما بالحصار بل أصدرت قرارا غريبا يقضي بفرض عقوبة على كل من يتعاطف مع قطر، وَلَو بكلمةٍ على مواقع التواصل الاجتماعي، بالسجن من 3 إلى 15 سنة ودفع غرامة مالية قدرها 500 الف درهم. وهذا انتهاك سافر لحقوق حرية التعبير عن الرأي في دول تدّعي الحرية واحترام حقوق الانسان. ولذلك أعلنت منظمة العفو الدولية بأن إجراءات الحصار وتكميم الأفواه في الدول المحاصرة لقطر تنتهك بشكل كبير حقوق المواطنين في التعبير عن الرأي.  وهو ما استنكره مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.

وبين سعادة السفير العطية أن مسلسل الحصار لا ينتهي هنا فقد بل أعلنت دول الحصار عن قائمة طويلة من أفراد ومنظمات تتهمها بالإرهاب وهي إجمالاً من مشمولات الأمم المتحدة ومجلس الأمن موضحا أن تصفّحَ هذه الأسماء يدل أنّ القائمة مليئة بالمغالطات والتناقض، فهناك منظمة قطر الخيرية التي تتعاون مع الأمم المتحدة ويشيد العالم بجهودها في الدعم الإنساني والإغاثي ، وهناك أسماء لأشخاص غادروا الحياة وآخرين ليسوا مقيمين في قطر، حيث أصدرت حكومة قطر بيانات توضح فيها المغالطات وتفنّد الادّعاءات الكاذبة.

وقال "في المقابل أكّدت قطر بأنها لن تردّ بالمثل ولن تحدّ من حرية التنقل والإقامة والعمل لأيّ شخص من أي دولة كانت، ولم تصعد قطر من خطابها بل التزمت بالتأكيد عل وحدة دول الخليج وأن الخلافات يجب أن تحل بالجلوس إلى طاولة الحوار ورحبت قطر بالوساطة الكويتية من قِبَل صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة.

وأوضح سعادة السفير أن التزام قطر بمبادئها الإنسانية أربك دول الحصار التي بدت مواقفها متناقضة ففي محاولةٍ فاشلة لتبديل المفاهيم أعلن وزير الخارجية السعودي بأن ما يجري هو مقاطعة وليس حصار وأن السعودية مستعدة لدعم قطر بالمواد الغذائية وكأنّ المشكلة في الغذاء في حين أنّها تمسّ الإنسان عائلةً وعواطفاً وأخوّةً، وردت الدوحةُ على هذا الأمر مذكّرةً بأنّ قطر ليست بحاجة لمعونات حيث أنّها دولة مانحةّ باعتراف الجميع تقدم مساعدات للدول المحتاجة، لكن المطلوب هو رفع الحصار غير المبرر. هذا الارتباك والتراجع تحت ضغط الرأي العام في العالم ومنظماته الإنسانيّة يبيّن هشاشة موقف الدول المحاصرة ويجعل المتّهِم في قفص الاتِّهام.

وبين سعادته أن غياب أيّ دعم شعبيّ داخل قطر لهذا الهجمة بيّنت للجميع وفي مقدّمتهم الدول المحاصرة تكاتف الشعب القطريّ مع قيادته والتفافه حولها وهذا أهمّ سبب في فشلهم وتكسّر مخططاتهم على صخرة التماسك القطريّ.

وشدد على أن قطر ترفض الوصاية والتدخل في سياستها الداخلية والخارجية بالمطلق وتفنّد الاتهامات الواهية بتهمة الإرهاب الجاهزة ، في المقابل تدعو قطر إلى الحوار البنّاء وتدارس الأمور المتعلقة بأمن الخليج داخل مجلس التعاون دون الخضوع لأيّ مخططات غريبةٍ

وقال سعادة السفير العطية "  تلمّسنا من القيادة والمجتمع الروسيين موقفا بنّاءً وايجابيا ينتقد إجراءات المقاطعة والحصار ضد دولة قطر فالشعب الروسيّ معروف بتعاطفه الفطريّ مع المظلوم ناهيك عن وعيه قيادةً وشعباً بأنّ مثل هذه الأزمات المختلقة في الخليج العربي تعيق في ما تعيق محاربة الإرهاب وتعرقل التسوية في بؤر التوتّر مثل ليبيا وسوريا واليمن وغيرها.