صندوق قطر للتنمية يدشن عددا من المشاريع التنموية في السودان

الخرطوم /المكتب الاعلامي /21 أغسطس 2017/ أقام صندوق قطر للتنمية اليوم، حفل تدشين وتوقيع عدد من المشاريع التنموية القطرية في جمهورية السودان الشقيقة بالعاصمة الخرطوم، والتي تهدف إلى مواصلة جهود دولة قطر لدعم عجلة التنمية في السودان من خلال دعم مشاريع جديدة مشتركة مع الجانب السوداني، تعكس المستوى الرفيع للعلاقات بين البلدين الشقيقين.

حضر الحفل السيد خليفة بن جاسم الكواري مدير صندوق قطر للتنمية وسعادة السيد راشد بن عبد الرحمن النعيمي سفير دولة قطر لدى جمهورية السودان، وعدد من المسؤولين القطريين وممثلي الجمعيات الخيرية والمؤسسات التنموية القطرية والمنظمات الأممية، وبحضور السيد ستيفن بلونت ممثلا عن مؤسسة /كارتر/.

وفي كلمته التي ألقاها خلال الحفل أكد السيد خليفة بن جاسم الكواري أن هذه المشاريع التنموية المشتركة مع الجانب السوداني وبالتعاون مع عدد من المؤسسات التنموية القطرية، تأتي دعماً للمرحلة الثانية بعد النجاح الذي حققته المرحلة الأولى من المشاريع بإنشاء خمسة مجمعات خدمية نموذجية في ولايات دارفور الخمس (الشمال ، الجنوب، الشرق، الغرب والوسط) بتمويل من صندوق قطر للتنمية وذلك بهدف تشجيع العودة الطوعية للسكان بالإضافة إلى مشاريع السكن الاجتماعي والتمكين الاقتصادي والوئام الاجتماعي الذي يستهدف 150 ألف مستفيد، مؤكداً أنه تم الانتهاء من المشروع وتشغيله من قبل الجمعيات الخيرية القطرية، وتعهد من صندوق قطر للتنمية بالتعاون مع الجمعيات الخيرية القطرية لتنفيذ المرحلة الثانية من برنامج تنمية وإعادة إعمار إقليم دارفور.

وأضاف الكواري أن هذه المشاريع تأتي في إطار "مبادرة قطر لتنمية دارفور" بمبلغ 70 مليون دولار أمريكي والتي تنفذ من خلاله مشاريع متكاملة في قرى وتجمعات العودة الطوعية في ولايات دارفور الخمس بواقع مشروعين لكل ولاية وتتكون من مجمع نموذجي متعدد الخدمات وبرامج لدعم سبل كسب عيش العائدين طوعيا والمجتمعات المضيفة وتمكينهم اقتصاديا، وبناء السلام والوئام الاجتماعي، ودعم المشاريع والمرافق ذات النفع العام وتقديم مؤونة مناسبة للعائدين طوعياً، مؤكداً أن هذا المشروع يعد أحد أهم وأبرز المشاريع الممولة من صندوق قطر للتنمية.

وتوقع مدير صندوق قطر للتنمية أن يستفيد 300 ألف شخص من هذا الدعم الذي يستمر تنفيذه لمدة 5 أعوام، ويتضمن المجمع الخدمي الواحد مدرستين أساسيتين للبنين والبنات، ومدرستين ثانويتين للبنين والبنات، ومركزا صحيا، ومركز شرطة، ومسجدا، و15 منزلا لموظفي المجمع، ومحطة مياه، وطرقات ومساحات خضراء، مع تزويد جميع وحدات المجمع بالطاقة الشمسية، كما سيتولى الصندوق إدارة المركز لمدة 3 أعوام قبل نقل مهام الإدارة بالتدريج إلى لجان المجتمع المحلي بعد تدريبها وتأهيلها بالتعاون مع السلطات الرسمية مثل وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة العمومية وهيئة الولاية للمياه والإصحاح البيئي.

يذكر أن هذا البرنامج يهدف إلى تسهيل حصول الأهالي والعائدين طوعيا على الخدمات الأساسية، ودعم سبل كسب العيش لهم وتمكينهم اقتصاديا في مختلف قطاعات الإنتاج ذات الصلة بالنشاط الاقتصادي لأهالي المنطقة، وتعزيز جهود بناء السلام والوئام الاجتماعي بين أهالي دارفور لمحو ما خلفته النزاعات المسلحة من آثار على النسيج الاجتماعي، وترقية السكن الاجتماعي ودعم العائدين على تحسين ظروف المأوى حفاظاً على كرامة أسرهم وتشجيعا لاستقرارهم الدائم في قراهم، وتيسير سبل العودة الطوعية باعتبارها الخيار الذي يدعم الأمن والاستقرار في الإقليم.

ومن ضمن الاتفاقيات التي تم توقيعها خلال الحفل مبادرة تدريب وتطوير القدرات في قطاع الصحة العامة في جمهورية السودان بالتعاون مع مؤسسة كارتر، والذي يهدف إلى حماية السلام والصحة حول العالم والحكومة السودانية.. حيث يركز البرنامج على صحة المرأة والطفل من خلال دعم النظام التعليمي والدعم الفني في مجال الصحة وتطوير مهارات الممرضات والمساعدين والعاملين في مجال الصحة وإعداد المواد التدريبية ووضع الأنظمة لمراقبة الأداء وتقييم البرنامج والدعم الفني في مجال الصحة، حيث يبلغ الدعم حوالي مليوني دولار أمريكي في المرحلة الأولى ومن ثم يتم تقييم البرنامج ومدى كفاءته لكي يستمر دعمه في مراحل أخرى .

كما تم خلال الحفل تقديم عرض يوضح المراحل النهائية لمشروع العمل في الخط الناقل لكهرباء "أبو حمد عطبرة" بولاية نهر النيل، الذي يموله صندوق قطر للتنمية بدعم بأكثر من 218 مليون دولار لتزويد الكهرباء في منطقة أبو حمد، وقد تم تنفيذ المشروع بالتعاون والشراكة مع الجهات واللجان الفنية لكل من شركة حصاد ومؤسسة كهرماء ووزارة الموارد المائية والكهرباء السودانية والشركة السودانية لنقل الكهرباء المحدودة والشركة الصينية HEI كمقاول للمشروع وشركة /لامير/ الألمانية كاستشاري للمشروع، حيث يتكون المشروع من خط الناقل للكهرباء يبلغ طولة 387 كلم و 5 محطات تحويلية، وتوسعة محطتي كهرباء قائمتين.

ويعد مشروع عطبرة - أبو حمد الكهربائي بولاية نهر النيل من أكبر المشاريع الاستثمارية لصندوق قطر للتنمية في المنطقة ويغطي مساحات شاسعة لزراعة محاصيل مختلفة، ولإنتاج الحبوب الغذائية والعلف والثروة الحيوانية ومنتجات أخرى وذلك لتأمين عدد من الاحتياجات الغذائية الهامة مثل الحبوب الزيتية والذرة الرفيعة والأعلاف .

كما تم خلال الحفل تقديم عرض لتعاون الصندوق مع المنظمات الأممية كبرنامج الأمم المتحدة للتنمية UNDP وذلك لتنفيذ 12 مشروعاً بمبلغ قدرة 88.5 مليون دولار أمريكي.

وقد تم بدء العمل في تنفيذ تلك المشاريع في شهر فبراير من العام الماضي، ومن المتوقع الانتهاء من تنفيذها في أواخر العام الحالي وسوف تبلغ أعداد المستفيدين حوالى 8.3 مليون مستفيد في 47 قرية محلية. وهي عبارة عن مشاريع تأسيسية وقصيرة الأجل تشكل النواة الأولية والعاجلة، كمشاريع التعايش السلمي، مشاريع الطرق، مشاريع البناء والاستخدام المستدام للمياه، برامج التعليم، والصحة، برامج التعليم، المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ومشاريع الزراعة وإعادة تأهيل وادماج النازحين واللاجئين في دارفور. حيث تم توقيع عدد من الاتفاقيات مع برنامج الأمم المتحدة لتمكين المرأة، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، ومفوضية نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج في برنامج الاندماج المجتمعي والاستقرار في دارفور لتنفيذ تلك المشاريع.

ومن أحد المشاريع الاثني عشر مشروع بناء الثقة بين المجتمعات ومؤسسات القطاع الأمني وبناء قدرات المؤسسات الحكومية، حيث يسعى المشروع إلى تحقيق إدماج اجتماعي واقتصادي لـ 3000 من مسرحي القوات المقاتلة من الذكور والنساء ومعالجة انعدام الأمن المحلي وبناء الثقة بين المجتمعات وبناء قدرات المؤسسات الحكومية وإعادة الدمج لتوفير سبل العيش وتوليد الدخل وخلق فرص العمل حيث بلغت تكلفة هذا المشروع 11.6 مليون دولار أمريكي.

ومن ثم قامت مؤسسة قطر الخيرية بعرض المشاريع الخيرية والتنموية المقامة في جمهورية السودان، كما تم عرض مجهودات الأعمال الصحية والمياه والاصحاح المقدمة من قبل الهلال الأحمر القطري للأخوة في جمهورية السودان الشقيقة.

واستعرضت متاحف قطر بعضا من المجهودات المقدمة من قبلها وبالتعاون مع الجامعات والمعاهد الدولية في التنقيب والترميم للمواقع الأثرية في جمهورية السودان.

كما قدمت مؤسسة /التعليم فوق الجميع/ من خلال برنامجها /علم طفلا/، عرضا توضيحيا حول أهم المشاريع الممولة من قبل صندوق قطر للتنمية في قطاع التعليم وهو من أهم القطاعات التي يستهدفها الصندوق بالتمويل والدعم تماشيا مع سياسة دولة قطر في مجال المساعدات الخارجية والتنموية.

وفي الختام توجه الصندوق بالشكر والتقدير لهذا التعاون المثمر في توفير سبل الحياة الآمنة الكريمة لأهالي دارفور، الذين اضطرتهم ويلات النزاع المسلح إلى هجر منازلهم ومتاجرهم وترك الأطفال لمدارسهم، كما لفت الكواري الى أن المنح المقدمة من الصندوق ستساهم في تنمية المجتمعات المحلية المتضررة من النزاع المسلح في إقليم دارفور السوداني، وذلك من أجل تشجيع النازحين على العودة إلى ديارهم وإتاحة الفرصة أمامهم للاستقرار وإقامة المشاريع الإنتاجية لكسب الدخل وعيش حياة مطمئنة كريمة، مؤكدا التزام صندوق قطر للتنمية بالمساهمة في مساعدة الدول العربية وغيرها من الدول النامية الأخرى في تطوير اقتصادياتها وتنفيذ برامج التنمية فيها .