المعهد الدبلوماسي ينظم ندوة حول مناهضة التطرف العنيف

المعهد الدبلوماسي ينظم ندوة حول مناهضة التطرف العنيف

الدوحة – المكتب الإعلامي - 04 ديسمبر

نظم المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية اليوم ندوة حول مناهضة التطرف العنيف على هامش الاجتماع السابع لمجلس إدارة الصندوق العالمي لإشراك المجتمعات ومساعدتها على الصمود الذي تستضيفه الدوحة غدا لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط.

شارك في الندوة سكرتارية الصندوق وجميع الجهات الفاعلة ذات العلاقة في مناهضة التطرف العنيف والإدارات والمكاتب المعنية في وزارات الدولة ومنها وزارة الخارجية والمؤسسات الأكاديمية والبحثية وعدد من مؤسسات المجتمع الحكومية وغير الحكومية.

هدفت الندوة للتنسيق وتوحيد الجهود في مكافحة التطرف العنيف والاستفادة من الخبرات الدولية في هذا المجال وكذلك التعريف بجهود دولة قطر في مجال منع التطرف ومساعدة المجتمعات المحلية على الصمود ومساهمات الدولة المادية في دعم الصندوق العالمي لإشراك المجتمعات ومساعدتها على الصمود.

ناقشت الندوة على ثلاث جلسات مناهضة التطرف العنيف والتعريف بجهود مؤسسات المجتمع المدني في دولة قطر وأهمية خلق فرص العمل للمساهمة في منع انتشار التطرف العنيف بين الشباب وبحث سبل الوقاية منه ودور التعليم في المساهمة في منع التطرف العنيف ودور ونشاطات المؤسسات القطرية في مناطق الصراع والنزاعات الدولية.

وأكد المشاركون في الندوة على أهمية "السلام وجهود الاستجابة السريعة والتنمية والمصالحة الوطنية والعدالة الاجتماعية والانتقالية والتعليم والوئام الاجتماعي" في مناهضة التطرف العنيف، مشددين على أن التعليم هو صمام الأمان لأي مجتمع لما له من دور كبير في حفظ السلام وتحصين المجتمعات ضد التطرف والعنف وهو حل جذري لكل ما تعانيه المجتمعات.

وفي هذا الإطار أوضح الدكتور مطلق بن ماجد القحطاني المبعوث الخاص لوزير الخارجية لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات، دور دولة قطر والجهود الكبيرة التي تقوم بها على المستويين الإقليمي والدولي في الوساطات والوقاية من الصراعات وتمكين الشباب وتوفير فرص التعليم والقضاء على البطالة.. مشيرا إلى دور المؤسسات القطرية ومبادراتها مثل /برنامج الفاخورة/ و /مبادرة علم طفلا/ و /مؤسسة التعليم فوق الجميع/ في نشر التعليم وتوفير فرص العمل في مناطق الصراع، حيث تسهم الدولة في توفير فرص تعليمية لأكثر من 7 ملايين طفل في أكثر من 47 دولة من خلال مساهماتها في هذا الصندوق وفي جميع المؤسسات الفاعلة في منظومة مناهضة التطرف العنيف.

وأوضح أن التهميش الاجتماعي والاقتصادي والافتقار إلى الحوكمة الرشيدة ونشوب الصراعات وعدم حلها بالطرق السلمية من الأسباب الرئيسية المؤدية للتطرف العنيف.. لافتا إلى أن دولة قطر تركز في سياستها الخارجية على الدبلوماسية الوقائية والوقاية من الصراع ومنع نشوبه، كما تلعب دورا أساسيا ورياديا في الوساطة لحل النزاعات.

وقال الدكتور القحطاني إن الأمم المتحدة وضعت خطة عمل لمكافحة التطرف العنيف في العالم اشتملت على عدة توصيات منها، إلزام الدول ببناء استراتيجياتها الوطنية لمكافحة هذه الظاهرة على أساس هذه التوصيات.. مشيرا إلى أن استراتيجية دولة قطر في هذا الإطار تركز على الوقاية من الصراع والدبلوماسية الوقائية من خلال التعليم وإيجاد فرص عمل وتمكين الشباب.

من جانبه أكد اللواء عبدالعزيز بن عبدالله الأنصاري رئيس لجنة مكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية عدم وجود تطرف عنيف داخل دولة قطر، وأرجع ذلك إلى عدة عوامل أهمها الاستقرار الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والتواصل الجيد بين جميع فئات المجتمع وارتفاع مستوى التعليم والدور الكبير الذي تلعبه مؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام في الوقاية من هذه الآفة.

وأوضح أن دولة قطر إيمانا منها بأهمية الوقاية ونظرا للظروف التي تمر بها المنطقة فقد دشنت الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التطرف العنيف والإرهاب التي تركز على الوقاية وحماية المجتمع من الداخل، ومعاقبة القائمين بهذه الأفعال في حالة إدانتهم.. مشيرا إلى أنه تم التواصل مع الجهات المعنية بهذا المجال ومناقشتهم في بنود الاستراتيجية ومن ثم إرسالها إلى منظمة الأمم المتحدة لوضع ملاحظاتها عليها.

وشدد رئيس لجنة مكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية على أهمية حماية المجتمع داخليا وخارجيا عن طريق سرعة تبادل المعلومات وتوفير الأنظمة التي تسهل ذلك بين الدول المختلفة، خاصة فيما يتعلق بموضوع عودة المقاتلين الأجانب الذي فرض نفسه في الآونة الأخيرة.

في السياق ذاته استعرضت السيدة صباح إسماعيل الهيدوس الرئيسة التنفيذية لمؤسسة صلتك جهود المؤسسة في مكافحة البطالة وتوفير حياة كريمة لأعضاء المجتمع.. مشيرة إلى أن المؤسسة وفرت أكثر من 500 ألف وظيفة في الوطن العربي، ما كان له الأثر في تجفيف منابع الإرهاب وتوجيه الشباب ومنع تهميشهم، خاصة أن معظم هذه الجهود كانت في مناطق مهمشة وحدودية وقريبة من النزاع.

وأوضحت أن المؤسسة استطاعت الوصول إلى الأسر الفقيرة وتدريبها وتأهيلها ودعمها بالتعاون مع منظمات دولية وأممية في مناطق هربت منها منظمات إنسانية عديدة في اليمن والسودان وليبيا والصومال وغيرها، وذلك من خلال ما وفرته المؤسسة من قروض ميسرة ومنصات إلكترونية وغيرها من الوسائل التي تعتمد عليها المؤسسة.

وأضافت الهيدوس بأن صلتك تقوم بدراسات معمقة لمعرفة أسباب تطرف الشباب لتوفير برامج مساعدات وفق الحالة، كما تسهم المؤسسة من خلال هذه الدراسات في تعديل سياسات بعض الدول لمواجهة البطالة.. منوهة بأن صلتك استطاعت حشد أكثر من 150 شريكا حول العالم يتم اختيارهم بعناية من مؤسسات مجتمع مدني وحكومية.

من ناحية أخرى أشادت السيدة كارول بلامي رئيسة مجلس إدارة الصندوق العالمي لإشراك المجتمعات ومساعدتها على الصمود بجهود دولة قطر الكبيرة في دعم التعليم وتحقيق الأمن والأمان في العالم، وكذلك دورها في تدريب وتأهيل وتطوير مهارات الشباب في المناطق المهمشة.

وتحدثت عن دور الصندوق وسياسته وجهوده في مختلف دول العالم لتوفير فرص العمل ودور هذه الجهود في منع انتشار التطرف العنيف.. مؤكدة أن البطالة والفساد والتمييز تمثل محفزا كبيرا للتطرف وجعل الشباب هدفا سهلا لقبول الانتماء لعالم الجريمة والعنف.

في الإطار نفسه، شدد السيد سكوت ويبر مدير منظمة إنتربيس على أهمية توافر الثقة بين المؤسسات الأمنية والمجتمع وتجنب الاحتكاك بينهما، وكذلك تصحيح الثقافة الخاطئة السائدة بين الشباب في العالم الثالث بأن الحياة في الدول الغربية وردية، وأن العنف يحقق لهم ما يعجزون عن تحقيقه بالعمل الشريف مع إلقاء الضوء على النماذج المشرفة والناجحة في بلاده، وذلك لتجنب الانجرار إلى مستنقع التطرف.

وأشار إلى أن العنف لا يختفي من أي مجتمع لكنه قد يأخذ أشكالا أخرى مثل توفير خدمات التطرف.. مؤكدا على ضرورة دراسة الأشكال المختلفة للتطرف ومعرفة العناصر التي تصنع العنف وتحوله مع التركيز على معالجة العوامل التي تزعزع الثقة بين الأمن والمجتمع ودراسة الدوافع التي تجعل الشباب ينخرطون في عالم الجريمة والقضاء على عمليات الإقصاء والعنف تجاه طائفة أو عقيدة بعينها، مع النظر بعدالة وتوازن مع جميع المجتمعات في العالم.

أدار الندوة السيدة نادية أحمد الشيبي مساعدة مدير المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية.