سفير دولة قطر لدى ألمانيا الاتحادية: الحوار أداتنا الوحيدة لحل النزاعات

سفير دولة قطر لدى ألمانيا الاتحادية: الحوار أداتنا الوحيدة لحل النزاعات

برلين – المكتب الإعلامي – 05 فبراير

أكد سعادة الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني سفير دولة قطر لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية، أن دولة قطر ترى في الحوار الأداة الوحيدة لحل النزاعات والخلافات.

وأوضح سعادته، في حوار نشرته مجلة "الدبلوماسي" الألمانية، أن قطر اعتمدت نهج الحوار في علاقاتها مع جيرانها وأشقائها، وفي ممارستها للوساطة بين أطراف النزاعات المختلفة.. مضيفا أن "إيران دولة جارة لنا، لم نخترها بأنفسنا، وإنما فرضت الجغرافيا والتاريخ وجودها بجوارنا، وهذا ما يفرض الحوار معها"، وشدد على أن الخلافات يجب أن تحل عن طريق طاولة المفاوضات، سواء مع إيران أو غيرها من الدول.

ووصف سعادته تسليم صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني راية القيادة لجيل الشباب بأنه نقطة فارقة في ذاكرة الشعوب العربية، وليس في ذاكرة الشعب القطري لوحده، وقال "إن هذه الخطوة الشجاعة أتت من قائد وهو في عز عطائه وقمة إنجازاته الوطنية، إلى قيادة شابة أُهِّلت لعشر سنوات متتالية في الحكم والإدارة".. لافتا إلى أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى أكد منذ اللحظة الأولى لتوليه الحكم "أن تغيير شخص الأمير في دولة قطر لا يعني أن التحديات والمهام قد تغيّرت بالنسبة للدولة".

وأضاف أن "هذا ما تم ترجمته على الأرض بالاستمرار في بناء دولة المؤسسات، وإعادة هيكلة الوزارات، وهو الأمر الذي بدأ في عهد صاحب السمو الأمير الوالد".. موضحا أن صاحب السمو أمير البلاد المفدى رسخ نهج سمو الأمير الوالد وشقّ طرقاً جديدة لتجديد روح الدولة ومؤسساتها، وانتهاج إجراءات إصلاحية تعمق الإيجابيات وتعمل على تلافي السلبيات وفق رؤية وطنية محورها الإنسان الذي يشكّل أساس التنمية البشرية.

ونوه سعادة الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني إلى أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى انتهج خطا سياسيا ثابتا، منطلقاً من المبادئ والقيم التي تحكم السياسة القطرية في التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية.. معتبرا أن انحياز قطر إلى خيارات شعوب دول الربيع العربي خير مثال على انتماء السياسة القطرية إلى قيم العدالة والكرامة والإنسانية والحرية.

وأشار سعادته إلى أن قطر تتجه إلى إجراء أول انتخابات تشريعية لمجلس الشورى، مضيفا أن المرأة القطرية تلعب دوراً مهماً في المجلس الحالي.

وأوضح أن رؤية قطر الوطنية 2030 حددت الحاجة للارتقاء بظروف المعيشة والعمل للعمالة الوافدة قبل شروع المقاولين في الأعمال بالمواقع التي ستستضيف مباريات كأس العالم 2022، مضيفا أن وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية شرعت في وضع برنامج جديد وشامل لتحسين مساكن العمّال بما يتوافق مع المعايير الدولية.

كما قال في هذا السياق "إن القسم الأكبر من المساكن قد أنجز"، مشيرا إلى أنها موزعة في أماكن مختلفة من البلاد وتتسع لأكثر من 340,000 عامل".

وأوضح أيضا أن الحكومة عملت لزيادة مرافق الرعاية الصحية للعمال بإنشاء ثلاثة مستشفيات حديثة وأربعة مراكز صحية جديدة.. لافتا إلى أن الاهتمام بأوضاع العمال شمل أيضا تدشين نظام تعاقد جديد وتطبيق نظام لحماية الأجور بهدف تسهيل تسليم رواتبهم عبر الحوالات المصرفية.

وأكد سعادة السفير أن دولة قطر عملت جنباً إلى جنب مع منظمات دولية غير حكومية مثل العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش، واتحاد النقابات الدولي لصياغة أفضل الممارسات في سياسات العمل وتعهدت بتطبيق أعلى المعايير فيما يتعلق بالعمّال الوافدين للمنطقة.

وشدد على أن قطر لم تدّخر جهداً في إرساء حرية التعبير انطلاقا من إيمانها العميق بحق الناس في الحصول على المعلومات الصادقة من مصادرها الموثوقة، معتبرا شبكة الجزيرة من أكثر الشبكات الإعلامية تضحية في سبيل إرساء الحقوق، وهو ما يجسده استشهاد عدد من مراسليها أثناء أداء واجبهم الإعلامي.

وذكر سعادة الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني سفير دولة قطر لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية، أن هناك أفرادا من 190 دولة بديانات مختلفة يعيشون على أرض قطر، ويتمتعون بحرية تامة في ممارسة شعائرهم الدينية دون أي تضييق أو عوائق.. مشيرا إلى أن قطر تتمتع بعلاقات واسعة مع العديد من الشركاء إدراكاً منها لأهمية تنويع علاقاتها وشراكاتها مع مختلف الأطراف.

وأكد سعادة الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني سفير دولة قطر لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية، أن العلاقات الاقتصادية مع أوروبا وخاصة ألمانيا تلعب، اليوم، دوراً محورياً في تعميق العلاقات القوية وتعزيزها في مختلف الميادين الاستثمارية والتعليمية والصحية والصناعية والسياحية، واصفا الفعاليات الغنية والمكثّفة التي شهدها العام الثقافي القطري- الألماني عام 2017 بأنها "تتويج للعلاقات الاستراتيجية المهمة التي تجمعنا مع ألمانيا حكومة وشعبا، كما أن فعاليات العام الثقافي خلقت حالة من التقارب الحقيقي بين الثقافتين العربية والألمانية، وهو ما تعمّق عن طريق تأسيس بيت للثقافة العربية في برلين".

وبين سعادته أن تعرّف كل بلد على ثقافة البلد الآخر وتقاليده وثقافته وعاداته يسهم في التخلّي لاحقاً عن الصور النمطية التي يملكها طرف ما عن الآخر "بما يجعل الحوار بين أنداد لا أضداد"، مؤكدا أن تحقيق التطور والتقدم في أي مجال يعتبر عملية مستمرة وطويلة الأمد.

كما لفت إلى أن قطر احتلت المرتبة الأولى عربياً والرابعة دولياً في جودة التعليم لعام 2016 ، بحسب مؤشر جودة التعليم الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، من بين 140 دولة حول العالم، موضحا أنها تخصص 3,2 % من ناتجها القومي وأكثر من 12 % من إنفاقها الحكومي للتعليم، قائلا في هذا الصدد "إن هذا الاهتمام الكبير يتماشى مع رؤيتها الوطنية لعام 2030 ، والتحضير لفترة ما بعد النفط بإنشاء بنية أكاديمية وصناعية ملائمة لتنمية اقتصاد المعرفة".

وأشار سعادة السفير إلى أن استعدادات قطر لاستضافة كأس العالم 2022 تسير وفقاً للخطة التي وضعتها منذ فوزها بحق التنظيم، موضحا أنها وضعت اللمسات الأخيرة على خمسة استادات، وهي تعمل بهمة للانتهاء من الاستادات الثلاثة الباقية.

ونوه إلى أن شركة قطر للسكك الحديدية (الريل) انتهت من أعمال حفر الأنفاق للبنية التحتية وأنجزت قدرا كبيرا من عمليات إنشاء المحطات لتكون قادرة على العمل بدايةً من عام 2020، مشددا على أن التزام دولة قطر بسرعة إنجاز مشاريع المونديال "نابع من إدراكها بأن هذا الحدث سيكون فرصة استثنائية لتحفيز عملية التنمية وإطلاق القدرات وتشجيع ثقافة الابتكار والإبداع في منطقتنا، وهو ما دفعنا في المقام الأول للتقدم بملف الاستضافة".

كما رأى سعادة الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني أن أي حدث في العالم مهما بلغت أهميته "يبقى حدثًا عابرًا، إن لم نستثمر الفرص التي يقدمها لترك إرث يستمر طويلًا بعد انتهائه"، مشيرا إلى أن ثلاثا من مبادرات قطر الإقليمية الرائدة حققت خلال السنوات الست الماضية أثرًا إيجابيًا في المنطقة.

وأوضح أن معهد جسور للتفوق الرياضي درّب حتى الآن مئات من أبناء المنطقة العاملين في المجال الرياضي، وفي مجال استضافة الأحداث الكبرى.. مضيفا أن برنامج المسؤولية الاجتماعية (الجيل المبهر) ساهم في تحقيق تغيير إيجابي في حياة الآلاف من الأطفال والفتيان في دول عدة حول العالم مثل نيبال وباكستان ولبنان والأردن من خلال استثمار الطاقة الإيجابية لكرة القدم وتطوير وصقل المهارات القيادية للمشاركين فيه.

وبين أن ( تحدي22 ) أتاح الفرصة أمام مبتكري ومبدعي العالم العربي لمواجهة التحديات التي تواجه تنظيم مونديال 2022 وسائر الأحداث الرياضية الكبرى حول العالم، لافتا إلى أن الفائزين في البرنامج تقدموا بأفكار لامعة لمنتجات فعلية وتطبيقات يجري تطويرها الآن في مجموعة من حاضنات الأعمال في قطر، لتغدو حلولًا واقعية يراها العالم عام 2022.

وأشار سعادة الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني سفير دولة قطر لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية، إلى أن دولة قطر واحدة من أكثر الأماكن أمناً في العالم، قائلا في هذا السياق "إن السائح لا يشعر فيها بالغربة أبداً، بسبب طبيعة شعبها الطيب المضياف، وتمتعها بالبنية التحتية لخدمة السياحة".