مدير مكتب الاتصال الحكومي: علاقات قطر الاستثمارية والاقتصادية تطورت بعد الأزمة الخليجية

مدير مكتب الاتصال الحكومي: علاقات قطر الاستثمارية والاقتصادية تطورت بعد الأزمة الخليجية

الدوحة – المكتب الإعلامي - 12 فبراير

أكد سعادة الشيخ سيف بن أحمد بن سيف آل ثاني، مدير مكتب الاتصال الحكومي، على أن علاقات دولة قطر الثنائية الاستثمارية والاقتصادية تطورت بشكل ملحوظ عقب الأزمة الخليجية، وأصبحت قطر ذات حضور دولي كبير من خلال مشاركات وزرائها ومسؤوليها في فعاليات خارجية عديدة بمختلف دول العالم.

وأوضح سعادته خلال جلسة نقاشية عقدها المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية اليوم حول "الإعلام الجديد في النزاعات والتحولات السياسية في منطقة الخليج الأزمة الخليجية نموذجا"، أن دولة قطر لا تتحسس من وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد بل تتعامل معها وتهتم بها لأن ليس لديها ما تخشاه أو تخاف منه.

وردا على سؤال عن تواجد أَي ذباب إلكتروني، شدد سعادة مدير مكتب الاتصال على أن إنشاء الفرق الإلكترونية المعروفة إعلاميا بالذباب الالكتروني مبدأ مرفوض سواء في الوقت الحاضر أو المستقبل في سياسة قطر المبنية على الشرف والأخلاق.

ولفت سعادته إلى أن الإعلام التقليدي يسهل التعامل معه والتواصل مع رجاله بينما وسائل الإعلام الجديد يصعب التعاطي مع ما يصدر عنها فهي تتحرك وتتطور بسرعة مذهلة وتركز على الجوانب الاجتماعية أكثر من أي مجال آخر.. مشيرا إلى أن التعامل مع هذا الإعلام يحتاج إلى السرعة والدقة والتركيز والمصداقية وكذلك لا يكون الرد إلا على القضايا الكبرى والمسائل التي تحتاج وليس الانجرار إلى مسائل فرعية ومماحكات جانبية.

وبين سعادة الشيخ سيف بن أحمد بن سيف آل ثاني، أنه خلال الخمسة أشهر الأولى من الأزمة نظم المكتب أكثر من 500 مقابلة تلفزيونية وصحفية داخلية وخارجية مع وزراء ومسؤولين بالدولة لعرض وجهة النظر القطرية وإطلاع الرأي العام القطري والعالمي على آخر مستجدات الأزمة وتداعياتها، منوها إلى دور المكتب في التنسيق التام بين الجهات الإعلامية وجميع الوزارات والمسؤولين الرسميين بالدولة.

من جانبها تحدثت سعادة السيدة لولوة الخاطر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية عن وسائل التواصل وتطور الإعلام وعلاقة ذلك بطبقات المجتمع المختلفة والمجال العام، مستعرضة مراحل تطور وسائل الإعلام منذ نشأة الصحف المطبوعة والصالونات الثقافية والتي كانت تهدف في بداياتها إلى "عقلنة" الخطاب وتوفير المعلومة وتطوير الفكرة من خلال طبقة المثقفين.

وأشارت إلى أنه مع انتشار الإعلام المرئي بدأت المعلومات في الوصول إلى قطاعات أخرى من غير المثقفين ينحسر دورها في التلقي فقط مما حفز الطبقة الرأسمالية للاستحواذ على هذه الوسائل ومحاولة إنتاج معلومات وأخبار تتماهى مع رغباتهم وأهدافهم.

وتابعت السيدة لولوة الخاطر بالقول "ثم جاءت مرحلة الإعلام الاجتماعي الذي غير هيكليا في المجال العام فأصبحت هناك مجالات عامة متعددة /تويتر وفيسبوك وسناب شات ... وغيرها/، مشيرة إلى أن هذه الوسائل الجديدة خلقت حالة من "التشظي" في المجال العام فأصبح بمقدور أي شخص التماهي مع مجتمعات بديلة منفصلة عن مجاله الاجتماعي والديني والمكاني والزماني مما خلق تغيرا في البيئة الثقافية داخل المجتمع الواحد، كما أصبح بمقدور أي إنسان إهدار السياق الزماني والظرفي والمكاني لتحقيق أغراضه الشخصية من خلال "فبركة" الصور والفيديوهات والمقاطع الصوتية وإلصاقها بمجتمعات أخرى على غير الحقيقة.. مشيرة إلى أن مثل هذه الأمور تحدث حاليا مع دولة قطر خلال الأزمة الخليجية الحالية.

بدوره فرّق الإعلامي عبد العزيز آل إسحاق بين وسائل التواصل والإعلام الجديد، مشيرا إلى محاولات تغيير الوعي المجتمعي الذي انتهجته بعض الدول في المنطقة العربية من خلال إنشاء فضائيات وإذاعات وصحف ومواقع إلكترونية مستعرضا تجربة المملكة العربية السعودية في إنتاج الوعي المجتمعي وتغييره في المنطقة الخليجية وكذلك دور الإمارات الذي يسعى للاستحواذ على التجارب الناجحة في هذا الإطار مع تسييس هذه المواقع والوسائل وتسخيرها لخدمة أهدافهما.

وتحدث آل إسحاق عن الأخبار الكاذبة وكيفية كشفها، مشددا على ضرورة التعامل مع وسائل التواصل بحرفية ومهنية لإنتاج إعلام جديد، والتعامل معه، من خلال رفع الوعي السياسي وجعل الشعب القطري قادرا على التصدي لأي قضية محلية أكبر وأخطر مع رفع الجاهزية لتقبل النقد والتعامل مع الواقع.

يذكر أن هذه الحلقة النقاشية التي أدارها الإعلامي جابر الحرمي جاءت في إطار سلسلة الحلقات والفعاليات التي ينظمها المعهد حول العديد من القضايا المحلية والإقليمية والدولية.