المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية: نرحب دائما بالوساطة الكويتية ونأمل في خطوات جدية من دول الحصار لتفعيلها

المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية: نرحب دائما بالوساطة الكويتية ونأمل في خطوات جدية من دول الحصار لتفعيلها

جنيف – المكتب الإعلامي - 03 مارس

أكدت سعادة السيدة لولوة راشد الخاطر المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، ترحيب دولة قطر الدائم بالوساطة الكويتية لحل الأزمة الخليجية، كما أعربت عن أملها في استجابة وتفاعل دول الحصار مع تلك الوساطة بخطوات جدية للخروج من الأزمة.

وقالت سعادتها، في مؤتمر صحفي بجنيف في سويسرا على هامش اجتماعات مجلس حقوق الإنسان، إن تأكيد دول الحصار في المجلس التابع للأمم المتحدة على أن الطريق الوحيد للخروج من هذه الأزمة يكمن في العودة إلى الوساطة الكويتية، يمثل تطوراً جيداً وتقدماً من جانب دول الحصار.. مؤكدة أن دولة قطر ترحب بالوساطة الكويتية وتحترم الدور الإيجابي والنشط لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة.

وأضافت أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى هو الوحيد من ضمن أطراف الأزمة الخليجية الذي حرص على حضور قمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الكويت تقديرا للوساطة الكويتية.

كما حثت سعادتها دول الحصار على اتخاذ خطوات جدية، والاستجابة لمناشدات الوساطة الكويتية للعودة لطاولة الحوار.

ومن جهة أخرى، قالت سعادة المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية إن الحصار المفروض على دولة قطر من كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر بإغلاق الممرات البرية والبحرية والجوية غير مشروع، مشيرة إلى أن حوالي 90% من المواد الغذائية والأدوية كانت تأتي إلى قطر عبر السعودية والإمارات.

كما لفتت إلى طرد الطلبة القطريين من جامعات دول الحصار، ومنع مواطني هذه الدول من القدوم إلى قطر مع بعض الاستثناءات بعد تقديم أدلة على وجود أقارب وأسر للحصول على موافقة للذهاب إلى قطر.. مؤكدة أن قطر لم تتعامل بالمثل مع دول الحصار ولم تتخذ تدابير مماثلة، مشيرة إلى وجود نحو 200 ألف مصري يعملون في قطر رغم وجود مصر ضمن دول الحصار.

كما ركزت سعادة المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية على تجاوز قطر للحصار الاقتصادي في غضون 48 ساعة تقريباً بإيجاد وإنشاء طرق جديدة وبديلة عبر ممرات جوية أو بحرية جديدة من خلال الكويت وسلطنة عمان والهند وباكستان ودول أخرى.

وقالت إن قطر ما زالت أسرع اقتصاد متنامٍ بين بلدان مجلس التعاون الخليجي برغم الحصار، مشيرة إلى أن قطر لا تزال الأولى عالمياً في تصدير الغاز المسال، والثانية عالمياً في تصدير غاز الهيليوم. وأضافت "اقتصاد قطر قوي"، لكنها بينت أن ما يقلق دولة قطر في الأزمة الخليجية هو ثلاثة أبعاد: انتهاكات حقوق الإنسان، والتأثير على الأمن الإقليمي، وإصرار دول الحصار على اللجوء إلى سياسة الأبواب الخلفية بدل التعامل بالقنوات الدبلوماسية والسياسية المتعارف عليها.

كما أشارت إلى أن الحصار يأتي في إطار سلسلة أزمات أطلقتها نفس الأطراف.. منبهة إلى وجود استقطاب متفاقم في المنطقة من هذه الدول يستخدم خطابا طائفيا، وقالت" يساورنا القلق تجاه الخطاب الطائفي المستخدم في الاستقطاب في المنطقة".

ولفتت سعادة السيدة لولوة الخاطر المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية إلى إن دول الحصار تمكنت من إدخال عدم الاستقرار إلى منظومة مجلس التعاون الذي كان ينظر إليه، لا سيما بعد الربيع العربي، باعتباره العنصر المساهم في تحقيق الاستقرار والكتلة المستقرة في الإقليم.

وتابعت" إن انشغالنا وقلقنا الأساسي يكمن في الأمن الإقليمي وتداعيات الحصار على هذا الأمن برغم تجاوزنا لآثاره الاقتصادية".. مضيفة "نحن قلقون أيضا من استخدام دول الحصار خاصة أعضاء مجلس التعاون لتكتيكات الباب الخلفي التي تعمل على تشويه سمعة قطر والإضرار بها في الدول الغربية".

وأشارت إلى أن دول الحصار تجاوزت الطرق الدبلوماسية وذهبت إلى تكتيكات الباب الخلفي وتحفيز الاحتفالات القبلية التي قررت تنظيمها.. ورأت وجود تناقض كبير بين الإعلان عن أجندة إصلاحية كبيرة ثم اللجوء إلى خطاب طائفي وقبلي، مشددة على أن إغلاق العملية الدبلوماسية أمر مقلق.

كما قالت" إن تكتيكات ومساعي التلاعب بالعملة القطرية في بعض البلدان سيواجهها مصرف قطر المركزي قانونيا لوجود أدلة تربط هذه المسألة بإحدى دول الحصار من مجلس التعاون".

ودعت سعادة السيدة لولوة الخاطر إلى العودة لتقرير البعثة الفنية للمفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة الذي صدر في ديسمبر 2017، قائلة إن البعثة زارت دولة قطر وأرادت زيارة دول الحصار للتعرف على مواقفها لكن هذه الدول رفضت الترحيب بالبعثة.

وتابعت "قامت البعثة بإعداد تقريرها وتواصلت مع دول الحصار مرة أخرى للإدلاء بآرائها حول التقرير لكن دول الحصار رفضت أيضا، ثم بعد نشر التقرير قررت دول الحصار التشكيك في البعثة ونزاهة وموضوعية التقرير"، متسائلة : "لماذا لم تسمح دول الحصار للبعثة بدخول أراضيها؟".

كما أشارت إلى أن التقرير الفني وثق 504 انتهاكات للحق في التعليم بحق طلبة قطريين طردوا من جامعات دول الحصار، و 1174 انتهاكا لحق التملك الخاص، و629 انتهاكا لعملية لم شمل الأسر، و1261 انتهاكا للحق في التنقل.. مبينة وجود 6500 زواج مختلط بين مواطني دولة قطر ومواطني دول الحصار، وقالت إن "هذه الأسر محرومة الآن من الحق في لم الشمل في بلد واحد".

واعتبرت أن هناك تناقضا من دول الحصار بادعاء إنشاء مناطق تجارية حرة في حين تسيس البعد الاقتصادي بحرمان رجال ونساء الأعمال القطريين من الوصول إلى ممتلكاتهم واستثماراتهم جراء الحصار.. مشيرة إلى أن اللجنة الوطنية للتعويضات وثقت حوالي 4500 شكوى لأفراد غير قادرين على الوصول إلى استثماراتهم وممتلكاتهم في دول الحصار.

ولفتت إلى أن تقرير البعثة الفنية خلص إلى أن الحصار استهدف دولة قطر والمواطنين القطريين، وأن التدابير المتخذة من دول الحصار كانت أحادية في حين أن قطر لم تتعامل بالمثل بفرض تدابير مماثلة تجاه مواطني هذه الدول.. مؤكدة أن تقرير البعثة الفنية يصف التدابير المتخذة ضد دولة قطر بأنها حرب اقتصادية، كما أن خطاب وسائل الإعلام في دول الحصار يمكن أن يوصف بأنه خطاب كراهية ضد قطر والمواطنين القطريين.

وقالت" إن البعثة الفنية منحت دول الحصار الفرصة مرتين للرد لكنها رفضت ولجأت بعد نشر التقرير، في ديسمبر ويناير الماضيين، إلى وصفه بالمتحيز والاستجابة المسيسة عوضاً عن التصدي للقضايا المطروحة ".

وأوضحت سعادة السيدة لولوة الخاطر المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية أن سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية تحدث أمام مجلس حقوق الإنسان، فردت دول الحصار ببيان لا يتطرق إلى الانتهاكات الفعلية، حيث وصفت الانتهاكات في التقرير بأنها "مسألة ثانوية" وإن المجتمع الدولي غير معني بهذا الأمر أبدا.

وأضافت: "ليست هناك مفاجأة في رد دول الحصار بالنظر إلى سجلاتها في حقوق الإنسان ليس ضد المواطنين القطريين فقط بل ضد مواطنيها أيضا" .

وتابعت : "ليست هناك غرابة أبدا، لأنهم ليسوا مهتمين بانتهاكات حقوق الإنسان ضد المواطنين القطريين في ظل الحصار.. هذا أمر عادي لهم لكن بالنسبة لنا فإن أي انتهاك ضد مواطن قطري يعني لنا أهمية كبيرة جدا، ونحن حريصون وسنسعى ليحصل كل مواطن على حقوقه ويتسلم تعويضاته المناسبة".

ولفتت إلى أن دول الحصار أشارت في ردها إلى أن هذه أزمة دبلوماسية تسببت فيها قطر، لكن الحقيقة هي أن هذه الدول قررت في 5 يونيو الماضي قطع العلاقات وإغلاق حدودها مع قطر التي تدخل منها 90% من المواد الغذائية والأدوية.

وقالت : "هذا ادعاء وسوء تمثيل للواقع ولكننا غير متفاجئين بذلك بالنظر إلى أنهم من قبل كانوا قد خططوا للقرصنة الإلكترونية لموقع وكالة الأنباء القطرية لتبرير الحصار لاحقا".

وردا على سؤال لمراسلة وكالة الأنباء الإسبانية، نوهت سعادة السيدة لولوة الخاطر بأن الدبلوماسية القطرية كانت نشطة جدا مؤخرا.

وأشارت في هذا الصدد إلى انعقاد الحوار القطري الأمريكي في نهاية يناير الماضي بواشنطن إلى جانب الجولات المتعددة للدبلوماسية القطرية في مختلف القارات.

كما شددت على أن دولة قطر تجاوزت الحصار من الناحية الاقتصادية وأنها تتطلع إلى تعزيز علاقاتها الثنائية مع جميع الدول.. لافتة الى اتفاقيات متعددة وقعتها دولة قطر مع المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية ، ودول أخرى .

وبشأن الشكوى التي تقدمت بها دولة قطر إلى منظمة التجارة العالمية ضد دول الحصار، أوضحت سعادتها، ردا على سؤال لمراسل وكالة أنباء /الأناضول/ التركية، أن دولة قطر ما زالت تواصل على عدة أصعدة اتخاذ خطوات قانونية في هذا الاتجاه.

وأضافت أن الضرر وقع على مستويات مختلفة على مستوى الأفراد وعلى مستوى الشركات وعلى مستوى المؤسسات الحكومية، وسيتم النظر إلى ذلك عبر قنوات مختلفة.. موضحة أن حقوق الأفراد تتابعها اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان عبر مجموعة محامين وقانونيين.

وبخصوص الشركات المتضررة من الحصار، بينت سعادتها أن عملية التوثيق للأضرار تمضي قُدُما لكنها تستغرق وقتا على صعيد إعداد الوثائق وجمع الأدلة.. مؤكدة أن الأمور تمضي قدما في هذا الصعيد في ما تريد أن تقوم به الأطراف الأخرى".

وردا على سؤال لوكالة الأنباء الإماراتية حول لماذا لا تتقدم قطر بخطوة لإزالة هواجس ومخاوف الدول الأربع إن كانت حريصة على حل الأزمة، تمنت سعادة المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية من دول الحصار أن تجلس مع قطر وجها لوجه لإدارة حوار ونقاش حضاري وأن تطرح على قطر هذه المخاوف كما يجلس الآن هذا المراسل ليطرحها.

وأضافت " إن كانت لدى دول الحصار ملاحظات على قطر، فإن لدى دولة قطر ملاحظات على تلك الدول، كما لعدد من دول المنطقة مثل لبنان واليمن ودول عربية أخرى ملاحظات على دول الحصار".

وفي تعليق على ما ذكره مراسل وكالة الأنباء الإمارتية عن ما تبثه قناة/ الجزيرة/، قالت سعادتها" إنه إذا بثت قناة إعلامية محتوى لا يعجب بعض الأطراف فإن على هذه الأطراف أن ترد إعلاميا كما يحدث في الدول المتحضرة التي لديها إعلام ينتمي إلى أطياف متعددة ولكنهم يديرون الحوار إعلاميا فيما بينهم، وكما أن لدى دول الحصار ملاحظات على/ الجزيرة / فإن لدى قطر أيضا ملاحظات مهنية على إعلام دول الحصار".. مؤكدة في الوقت ذاته أنها لن تدافع عن/ الجزيرة/ "وهم موجودون في القاعة ويستطيعون أن يدافعوا عن أنفسهم إن شاءوا".

وأضافت أن كل ملاحظة ومشكلة لا بد أن تحل عبر قنواتها الطبيعية، فالملاحظات قد تكون ذات طابع سياسي أو دبلوماسي أو اقتصادي وتلك تحل عبر قنواتها الطبيعية. وقالت: ما حصل أنه في هذه الأزمة قتلت القنوات الدبلوماسية والسياسية وذبحت ذبحاً، ثم تم تسييس غير السياسي.

كما عبرت عن استغرابها لتسييس الدين واستخدام رجاله في الهجوم على قطر.. مبينة أن التسييس طال الرياضة والعلاقات الاجتماعية، قائلة "ما هكذا تورد الإبل".

وانتقدت سعادة السيدة لولوة الخاطر ازدواجية خطاب دول الحصار التي تتحدث في خطابها للمشاهدين المحليين عن علاقات قطر بإيران، وللمشاهدين الغربيين عن علاقة قطر بالإرهاب.. مستشهدة في هذا الصدد بحديث وزير الدولة بالخارجية الإماراتية السيد أنور قرقاش في محاضرة ببريطانيا عن أن الأزمة مع قطر لا علاقة لها بإيران بل بالإرهاب، متسائلة عن" سبب هذا التناقض في الخطاب المحلي والعالمي؟".

كما تساءلت : "لماذا لم تقدم دول الحصار حتى اليوم ورقة واحدة للوسيط الكويتي أو الجانب الأمريكي تثبت دعم قطر للإرهاب؟" .. مشيرة إلى توقيع دولة قطر اتفاقيات مع عدة دول لمكافحة الإرهاب.

كما نوهت، في هذا الصدد، إلى تأكيد الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر رأس الحربة في مكافحة الإرهاب في البيان المشترك المنبثق عن الحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي الصادر في 30 يناير الماضي أن قطر تعدّ شريكا في مكافحة الإرهاب .

ولفتت إلى أنه حتى الدول التي انضمت في البداية إلى رباعي الحصار بقطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر بادرت بإعادة علاقاتها الدبلوماسية مع قطر مثل جمهورية السنغال وجمهورية تشاد .

وردا على سؤال لمراسل وكالة /رويترز/ حول الأوضاع في سوريا، أوضحت سعادة السيدة لولوة الخاطر أن دولة قطر ظلت تؤيد /جنيف 1/ منذ البداية.

كما أعربت عن قلق قطر من العمليات العسكرية في /الغوطة الشرقية/، واصفة الأوضاع فيها بالكارثية.

وقالت إن قطر تناشد كل الأطراف وقف العمليات العسكرية والسماح بوصول المساعدات للشعب السوري.. مذكرة بمناداة قطر الدائمة لضرورة وجود العدالة الانتقالية، "فعدم تحقيق العدالة يعني أن الجماعات الإرهابية يمكن أن تجد من مظالم الناس ذريعة للعنف".

كما حذرت سعادتها في هذا السياق من عودة نسخة جديدة من تنظيم /داعش/ والمجموعات المتطرفة.

وبشأن محادثات السلام بين حركة /طالبان/ وحكومة أفغانستان أكدت السيدة لولوة الخاطر أنه ليس هناك أمر جار حاليا .. مشيرة إلى أن قطر تنسق دائما مع الولايات المتحدة في هذا الصعيد .

وعن المحاولات الرامية لحرمان قطر من تنظيم مونديال 2022 لكرة القدم، أعربت المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية عن أملها في ألا يكون هذا هو الهدف من وراء الحصار .. مؤكدة أن قطر ماضية في إنشاء البنى التحتية اللازمة للمونديال.

وأكدت أن المونديال سيقام في قطر، داعية وسائل الإعلام الدولية للقدوم إلى قطر ومشاهدة التقدم الحاصل على صعيد تنفيذ مشاريع المونديال.