دولة قطر تؤكد التزامها بتقديم كل أشكال الدعم لتحقيق أهداف منظمة التعاون الإسلامي

دولة قطر تؤكد التزامها بتقديم كل أشكال الدعم لتحقيق أهداف منظمة التعاون الإسلامي

نيويورك - المكتب الإعلامي - 29 سبتمبر 2018

أكدت دولة قطر أنها لن تتوانى عن تقديم أي دعم يساهم في تحقيق أهداف منظمة التعاون الإسلامي.. مشددة على ضرورة أن تكون المنظمة البيت الجامع للمسلمين دولا وشعوبا..داعية الأجهزة التنفيذية للمنظمة إلى الالتزام بولايتها ومهامها، وعدم الزج بالمنظمة في خلافات وقضايا مفتعلة وتخلو من أي أساس، مما يشتت جهود المنظمة ويضعف إمكانياتها ويلهيها عن دورها في القضايا المصيرية التي تهم العالم الإسلامي.

جاء ذلك في البيان الذي أدلى به سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية، في الاجتماع التنسيقي السنوي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي الذي عقد على هامش أعمال الدورة الـ 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأوضح سعادة وزير الدولة، أنه يتعين على الأمانة العامة للمنظمة أن تعكف على بلورة رؤية بآليات تنفيذية واضحة لحل الأزمات المتفاقمة ومخططات الاستنزاف والتهميش والتجزئة والتقسيم والنزاعات الإقليمية والمذهبية التي تعصف بالعديد من الدول الإسلامية، مما حدا بالعديد من الدول إلى اللجوء إلى المنظمات الدولية والأطراف الدولية المؤثرة للبحث عن حلول انطوت على تكلفة مرتفعة ومخاطر كبيرة.

وأكد سعادته أهمية تعزيز أواصر التعاون والأخوة بين أعضاء المنظمة وتعزيز دورها، متسائلا في هذا السياق قائلا "هل من المقبول أن توضع العراقيل للحيلولة دون مشاركة وفود دولة قطر في الاجتماعات التي تعقد في مقر المنظمة؟!".

وقال سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية ،" إن المهام الملقاة على منظمة التعاون الإسلامي لمواجهة المخاطر المحدقة بالعالم الاسلامي، والتي تجعل التعاون بين دولنا السبيل الوحيد لتحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها المنظمة، تدعونا للنظر بشكل جاد وعملي في السبل الكفيلة لتعزيز دور المنظمة في مواجهة التحديات المتزايدة في العالم الإسلامي وإيجاد الحلول الجذرية للأزمات التي تنخر العلاقات بين الأشقاء".

ودعا سعادته ،الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي إلى استذكار الأسباب والمبررات التي أوجبت إنشاء المنظمة قبل ما يقارب الخمسة عقود، حيث كان الضعف والوهن يحيط بالعالم الإسلامي، وجاء إنشاء المنظمة للنهوض به، وكانت الآمال معقودة أن تصبح المنظمة تكتل دولي قوي وناجح على غرار التكتلات الأخرى التي تمكنت من مواجهة التهديدات القائمة والمحتملة.. معربا عن أسفه لعدم تمكن منظمة التعاون الإسلامي القيام به.

وشدد سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية ، على الحاجة إلى منظمة جادة تمثل جميع الدول الإسلامية، وتساهم في الدفاع عن قضايا العالم الإسلامي، وليس منظمة بروتوكولية يقتصر دورها على عقد الاجتماعات وإلقاء البيانات، مؤكدا على الحاجة إلى منظمة جامعة وليس مفرقة، من أجل أن لا تكون عبئا على الدول الإسلامية ومصدرا للخلافات.

وأضاف سعادته" أن حجم المخاطر التي تعصف بالدول الإسلامية توجب على منظمتنا مستوى من العمل يرقى إلى تلك المخاطر، وهو ما يستلزم إحياء الجهود الرامية لإصلاح المنظمة ورفع قدراتها، لكي تتمكن من النهوض بالمهام الملقاة على عاتقها خدمة للشعوب الإسلامية ولقضايا العالم الإسلامي العادلة".

ولفت سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي ، إلى " أن ديننا الحنيف وشريعتنا السمحاء، يلزمنا بعدم الإضرار بعلاقات الأخوة التي تربط الشعوب الإسلامية والتفكير مليا بنتائج الإجراءات والسياسات التي تؤذي المسلمين بناء على مزاعم وأزمات مختلقة".

ودعا القائمين بتسيير أعمال المنظمة إلى النأي عن أي موقف يتعارض مع أهدافها، ولا يخدم وحدة صف الدول الإسلامية، ويعمق الفرقة بين الأشقاء، ويضر بمصداقية المنظمة التي أنشئت من أجل تقريب المواقف وليس تعميق الخلافات والأزمات.

وأشار سعادته إلى القضية الفلسطينية التي لا تزال تشغل الاهتمام الأكبر لمنظمة التعاون الإسلامي، كما تعد قضية القدس أحد الأهداف التي أنشئت من أجلها المنظمة طبقا للمادة الثانية من ميثاقها ..وقال" إن المخاطر التي تتعرض لها مقدساتنا في القدس الشريف، تلقي علينا مسؤولية خاصة لحمايتها وصونها من اية اعتداءات، واستخدام كافة الوسائل التي يتيحها القانون الدولي لوقف تلك الانتهاكات".

وجدد تأكيد دولة قطر على دعم كافة الجهود الرامية لتوفير بيئة مواتية لعملية السلام، وضرورة انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي الفلسطينية والعربية إلى حدود ما قبل عام 1967، ودعم الحل المستند على إقامة الدولتين، تعيشان بسلام وأمن جنبا إلى جنب، والإقرار بحق فلسطين كدولة مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وفيما يتعلق بالأزمة السورية، قال سعادة وزير الدولة، إن الوقت قد حان لإنهاء معاناة الشعب السوري الشقيق، من خلال دعم الجهود الدولية للتوصل إلى حل سياسي وفق بيان جنيف-1، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالحالة في سوريا، وبما يحفظ وحدتها واستقلالها وسيادتها وسلامتها الإقليمية.

وفي ختام بيانه أفاد سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية بأن دولة قطر آلت على نفسها الوقوف مع الدول الإسلامية الشقيقية، وبذل ما تتمكن عليه من أجل مساعدتها وإعادة اللحمة بين أبنائها، كما أنها ستواصل هذا النهج الذي يتماشى مع مسؤولياتها والتزاماها حيال الأشقاء في العالم الإسلامي، وبما يساهم في تحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها منظمة التعاون الإسلامي.

وفي هذا السياق قال سعادته، إن دولة قطر بصفتها رئيس فريق الاتصال المعني بالصومال، تقوم بالتنسيق لعقد الاجتماع القادم للفريق في مقديشو دعما للصومال الشقيق وتنفيذا لقرارات المنظمة.