نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: النزاع الخليجي يعيق قدرة مجلس التعاون على المساهمة في عمليات تحقيق السلام

نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: النزاع الخليجي يعيق قدرة مجلس التعاون على المساهمة في عمليات تحقيق السلام

دافوس – المكتب الإعلامي - 22 يناير

أكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن النزاع الخليجي يعيق قدرة مجلس التعاون على المساهمة في عمليات تحقيق السلام وفي أن يكون قوة استقرار كما توقع الجميع، وقال: إن دولة قطر تتبع أسلوباً مختلفا في سياستها الخارجية حقق نجاحا كبيرا خلال العقد الماضي في مختلف النزاعات والمناطق.

وأوضح سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في مداخلة خلال جلسة بعنوان: "السلام والمصالحة في عالم متعدد الأقطاب" في المنتدى الاقتصادي العالمي في مدينة دافوس السويسرية، إن المنطقة تعيش حاليا في وضع غاية في التعقيد، مشيرا إلى نجاح دولة قطر في تحقيق السلام في دارفور والتوافق اللبناني والوساطة في أفغانستان.

وأكد سعادته أن قطر تحظى بهذا الوضع المتميز بسبب حجمها ومقدرتها على الحركة والتحدث إلى جميع أطراف النزاعات، مضيفا: "نحن حاولنا أن نستخدم هذه القدرات لتحقيق المصلحة العامة والسلام والمصالحة في تلك الدول، ولكن إذا كانت الدول المعنية نفسها لا تشارك في عمليات السلام بنية صادقة فإنك لا تستطيع أن تفرض السلام".

وتابع سعادته قائلا: "نحن نعمل فقط كوسطاء ومسهلين، لكن تبقى الأطراف الفاعلة هي أطراف النزاع نفسها. ما تحصل عليه من المسهل سواء كان منظمة إقليمية أو شبه إقليمية أو عالمية لا يتعدى كونه دعما وتسهيلا أما العملية الرئيسية فيجب أن تكون مدفوعة من الداخل، وهذا ما حدث في لبنان".

وأوضح سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أن النجاح كان بسبب أن العملية كانت مدفوعة من الداخل وجرى تسهيلها بواسطة أصدقاء وحلفاء آخرين والآن عند النظر إلى الأمر من زاوية أخرى ستجد أن لهذه النزاعات أبعادا داخلية أيضا.

وقال سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إن قطر تعاني نزاعا جيوسياسيا حاليا مع ثلاث دول خليجية، وهذا النزاع يعيق قدرة مجلس التعاون الخليجي على المساهمة في عمليات تحقيق السلام وفي أن يكون قوة استقرار كما توقع الجميع، وذلك لأن قوة واستقرار مجلس التعاون يتراجع بسبب هذا الحصار.

وأضاف: "إذا عملت كل دولة بشكل منفرد فإنها لا تستطيع أن تؤثر. وبالرغم من أن مجلس التعاون نفسه كمنظمة إقليمية أثبت أنه نموذج ناجح للعمل المشترك في المنطقة العربية، إلا أنه يبدو لسوء الحظ أنه قد فشل في حل مشاكله الخاصة".

وقال سعادته: "نحن نحتاج أيضا أن ننظر إلى تلك الآليات الإقليمية التي من شأنها أن تساعد في دعم السلام والمصالحة في الدول الأخرى، ولكننا يجب أيضا أن نتأكد من أن هذه المناطق تبقى متماسكة وأن يكون لدينا فهم واضح لوسائل التعاون ووسائل حل النزاعات".

ولفت سعادته إلى مرور نحو 20 شهرا حالياً منذ فرض الحصار على دولة قطر ولم يتحقق أي تقدم، ولم يحقق مجلس التعاون أي شيء كمنظمة "لذلك أصبح الوضع شديد التعقيد، لذلك كنا نحتاج أن نتصرف بحسن نية منذ البداية".

ورداً على سؤال حول نموذج التغيير الديمقراطي، شدد سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية على أن دولة قطر لم تدعم التغيير بالقوة بفرض الديمقراطية أو غيرها، وقال: "نحن نعزز ما تريده الشعوب في دول المنطقة، وقطر نفسها ليست بلدًا ديمقراطيًا بحسب النموذج الغربي، ولكن لديها ديمقراطية تعنى بإشراك الشعب في السلطة".

وأشار سعادته إلى أن قطر اتخذت هذه السياسة منذ البداية ولقد بدأت في عملية إدماج الشعب في القرارات الهامة، فقد شارك الشعب في التصويت على الدستور القطري وفي انتخاب مجلس البلدية، والذي شاركت به النساء منذ أول انتخابات، ولدينا حرية للصحافة، بالإضافة إلى أدوات أخرى للديمقراطية تمارس يوميا في قطر، وما فعلته قطر في المنطقة هو أنها وقفت ضد القادة الذين يقمعون شعوبهم، فذلك هو ما فعلته قطر أثناء ثورات الربيع العربي حيث ساندت قطر الشعوب، وهي لم تتخذ هذا الموقف إلا بعد أن مارس أولئك القادة المتسلطون العنف ضد شعوبهم.

وحول وساطة الولايات المتحدة في الأزمة الخليجية، قال سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إن الولايات المتحدة يمكن أن تقوم بدور الوساطة في المنطقة، فالولايات المتحدة هي القوة العظمى والأكبر في العالم، هذه حقيقة، نعم، ومع غياب آلية الإنفاذ من قبل الأمم المتحدة، هناك قوى عظمى، وتلك القوى العظمى بحاجة إلى استخدام نفوذها من أجل فرض السلام والمصالحة.

وحول النزاع الخليجي واتخاذ قطر خطوات نحو الأمام، قال سعادته: "لقد خطت قطر خطوات مضاعفة إلى الأمام منذ بداية الأزمة بينما لا تزال الدول الأخرى غير راغبة في القيام بذلك، وما زالت دولة قطر على موقفها بالرغم من العداء الذي تعرضت له، وتبذل قصارى جُهدها لعزل هذه الأزمة عن الشعوب، لأن لدينا عائلات مترابطة ببعضها البعض، ويمكن السماح لها بالقدوم إلى الدوحة دون إجراءات تصعيبية".