سفير قطر في إثيوبيا: زيارة أبي أحمد للدوحة تعزز استقرار الوضع في القرن الإفريقي

سفير قطر في إثيوبيا: زيارة أبي أحمد للدوحة تعزز استقرار الوضع في القرن الإفريقي

الدوحة - المكتب الإعلامي - 19 مارس 2019

أكد سعادة السيد حمد بن محمد الدوسري سفير دولة قطر لدى جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، أن زيارة دولة الدكتور أبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي الرسمية إلى الدوحة اليوم تأتي في إطار تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بين دولة قطر وبلاده.

وأضاف سعادة السفير الدوسري في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ ، أن المباحثات ستتناول أهم الموضوعات والقضايا ذات الاهتمام المشترك لاسيما التعاون والتنسيق من أجل استقرار الوضع وضمان السلم والأمن في القرن الإفريقي ومكافحة الإرهاب بجميع ظواهره.

وأوضح أن هذه أول زيارة لرئيس الوزراء الإثيوبي الدكتور أبي أحمد عقب توليه السلطة، مشيرا إلى أن جهوده الاصلاحية في المجالين السياسي والاقتصادي، قد عززت من تطلع المجتمع الدولي الإيجابي تجاه إثيوبيا ومنطقة القرن الإفريقي بصورة عامة.. ولفت إلى حرص رئيس الوزراء الإثيوبي على بناء علاقات قوية مع دول صديقة وشقيقة تشمل التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية، وهو ما يتسق مع رؤية دولة قطر خصوصا في ظل ما يشهده القرن الإفريقي والشرق الأوسط من حراك وتقلبات سياسية خطيرة.

وتابع أن لإثيوبيا ثقلا سياسيا واقتصاديا في منطقة القرن الإفريقي، فهي من أبرز الدول الحليفة لصناع القرار الدوليين، وتلعب دورا سياسيا وأمنيا محوريا في المنطقة خاصة بعد اتباع رئيس الوزراء الإثيوبي سياسة قائمة على الانفتاح وتحقيق الاستقرار والتكامل الإقليمي.. مبينا أن تركيز الحكومة الإثيوبية على جذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز دور القطاع الخاص يفتح آفاقا جديدة للتعاون بين البلدين بالنظر إلى أن إثيوبيا تعد أحد أسرع الاقتصادات نموا في إفريقيا والعالم، ولها حراك دبلوماسي تسعى من خلاله إلى تعزيز التكامل الإقليمي في جميع المجالات، ولا شك أن هذه الزيارة سوف ترتقي بالعلاقات القطرية- الإثيوبية لأعلى المستويات.

وأكد سعادة سفير دولة قطر لدى إثيوبيا أن الاستثمارات القطرية في إثيوبيا في تزايد مستمر ومعظمها مشاريع مشتركة مع رجال أعمال محليين أو دوليين، وتنشط معظمها في قطاعات الصناعة والزراعة والهندسة، كما بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2016 نحو 4.73 مليون دولار أمريكي (3.99 مليون صادرات قطرية إلى إثيوبيا و 730 ألفا واردات تتمثل معظمها في المنتجات الزراعية)، مشيرا إلى أن الواردات الإثيوبية من قطر شهدت زيادة بنسبة 5.76 بالمائة عام 2017 لتبلغ 4.23 مليون دولار أمريكي.

ونبه سعادة السيد حمد بن محمد الدوسري إلى أن هناك زيارات متبادلة بين الشركات القطرية والإثيوبية، فخلال العام الماضي قام وفد من 16 شركة قطرية بزيارة إلى أديس أبابا، حيث عقدوا لقاءات مع نظرائهم من الشركات الإثيوبية وتم بحث فرص التبادل التجاري وسبل تعزيز العلاقات فيما بينهم، ومن المتوقع ترتيب زيارة ثانية للشركات القطرية خلال المرحلة المقبلة.

وأشار سعادته إلى التعاون القائم بين غرفة قطر وغرفة تجارة أديس أبابا لتعزيز دور القطاع الخاص من كلا البلدين، حيث سيقوم وفد من غرفة قطر بزيارة إلى إثيوبيا قريبا، لبحث فرص الاستثمار والتعاون بين البلدين... منوها بالزيارة التي قام بها سعادة الشيخ فيصل بن ثاني آل ثاني مدير إدارة المحافظ المحلية في جهاز قطر للاستثمار، مؤخرا إلى إثيوبيا، حيث عقد لقاءات مع المسؤولين الإثيوبيين لبحث فرص إنشاء مشاريع استثمارية وتطويرية في أديس أبابا.

وبين سعادة السيد حمد بن محمد الدوسري سفير دولة قطر لدى جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديموقراطية أن العلاقات السياسية والدبلوماسية بين البلدين شهدت تطورا ملحوظا منذ زيارة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لإثيوبيا في ابريل 2013، والتي شكلت انطلاقة لعهد جديد من العلاقات المتميزة بين البلدين ، وأسفر عنها توقيع عدد من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات.

وأكد أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى أديس أبابا في أبريل 2017 رسخت هذه العلاقات المتميزة وأفضت إلى اتفاق الحكومتين على بناء علاقة قوية مبنية على الاحترام والتعاون المتبادل ودفع عجلة التنمية بين البلدين الصديقين.. كما أن زيارة رئيس وزراء إثيوبيا السابق هيلي ماريام ديسالين إلى الدوحة في نوفمبر 2017 ، عززت مستوى هذه العلاقات وحظيت باهتمام كبير من الجانبين، وتضمنت التوقيع على ثلاث اتفاقيات إضافية: اتفاقية للتعاون الدفاعي بين وزارتي الدفاع الإثيوبية والقطرية، واتفاقية حول إلغاء متطلبات التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة، واتفاقية التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات. إلى جانب زيارات متبادلة بين الجانبين على المستويات كافة.

وأضاف سعادته أن إنشاء اللجنة الفنية القطرية - الإثيوبية المشتركة تسهم في توطيد العلاقات الثنائية، حيث عقدت الدورة الأولى لاجتماعات اللجنة بالدوحة في اكتوبر2014 لمراجعة وتقييم الاتفاقيات الموقعة بين البلدين وتبادل وجهات النظر في فرص التعاون المشتركة في قطاعات الزراعة والثقافة والسياحة والتعدين والطاقة، ثم انعقاد الدورة الثانية بأديس ابابا في فبراير 2016.

وأوضح سعادة السيد حمد بن محمد الدوسري أن العلاقات بين البلدين في أفضل مساراتها على المستويين السياسي والاقتصادي، وتشهد زخما مطردا بفضل تقارب الرؤى، والتفاهمات المشتركة في كثير من المجالات إلى جانب الانفتاح السياسي بين البلدين وتبادل الزيارات بين المسؤولين واعتماد خارطة طريق يتم عبرها ترجمة البرامج والمشاريع المشتركة على الأرض.

ونوه إلى أن العلاقات الثنائية بين قطر وإثيوبيا تستند إلى الوعي والادراك السياسي والاقتصادي للمصالح المشتركة التي تضمن ترسيخها، ومن هذا المنطلق ، يمكن استشراف مستقبل واعد للعلاقات يحمل الكثير من الايجابيات ويخلق توازنا في معادلة المصالح الإقليمية ، والاستفادة من الإمكانيات الاقتصادية القطرية عبر استغلال الفرص الاستثمارية الواعدة في إثيوبيا.

وقال سعادة السفير القطري لدى إثيوبيا "توفر اديس ابابا مناخا استثماريا مواتيا لرجال الأعمال القطريين من حيث العمالة الرخيصة والأراضي الزراعية البكر والمجمعات الصناعية.. لافتا إلى أن موقعها يمنحها بعدا استراتيجيا ونقطة انطلاق في القرن الإفريقي ، نظرا لقربها من منطقة الشرق الأوسط وأسواقها، كما ينعكس تركيز الحكومة على استقطاب الاستثمار الأجنبي المباشر من خلال الحوافز الضريبية الممنوحة للاستثمارات في القطاعات ذات الأولوية إلى جانب الاعفاءات الضريبية على استيراد المواد الخام وكذلك على الصادرات ومنح الأراضي لإنشاء المصانع بنظام التأجير لعقود من الزمن مقابل أسعار اسمية ، وتقليص البيروقراطية في المعاملات الورقية..وغير ذلك الكثير، حيث من المتوقع أن تزيد الاصلاحات الاقتصادية التي شرع بها الدكتور أبي أحمد من تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة

.