المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية: دولة قطر منفتحة على العالم

المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية: دولة قطر منفتحة على العالم

الدوحة – المكتب الإعلامي - 16 أكتوبر

أكدت سعادة السيدة لولوة الخاطر المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، أن دولة قطر دولة منفتحة على العالم، وتفتح أبوابها للحقوقيين ومنظمات حقوق الإنسان بعكس دول أخرى في المنطقة.

وانتقدت سعادة السيدة لولوة الخاطر، خلال نقاش مفتوح جرى ضمن فعاليات منتدى الأمن العالمي 2019، سياسة المحاور في المنطقة قائلة إن دولة قطر دائما ما تحاول أن تخفف من تلك السياسة، نظرا لأن تلك السياسة تنتهج مواقف متحيزة تضر بمن يعيش في المنطقة.

وأضافت أن هناك 3 أمور يجب أخذها في الاعتبار لتكون هناك موضوعية في التعامل، أولها التحقق من الأحداث عند وصول المعلومات، والثاني تقبل اختلاف الآراء وتنوعها كما يحدث في جولات النقاش، والأمر الأخير هو عدم تعمد نشر الأخبار المضللة، حيث أن معرفة هذا الأمر ستحدد المنهجية التي سيتم اتباعها للرد على هذا السلوك.

وشككت سعادتها في إمكانية استمرار الأنظمة الاستبدادية وإمكانية سيطرتها بشكل كامل على الرسائل الموجهة والمعلومات في الدول التي تحكمها تلك الأنظمة.

وحول من يمتلك الرواية الحقيقية، أفادت سعادة السيدة لولوة الخاطر بأن دول الحصار توجه الكثير من التهم الباطلة إلى دولة قطر، وبالتالي العديد من المعلومات التي يرددونها غير حقيقية.

أما فيما يتعلق بإمكانية توحيد كل السياسات والرؤى مع دول الخليج الأخرى، فأكدت سعادتها أن ما يجب الاتفاق عليه هو المبادئ الأساسية المنظمة للعلاقة بين تلك الدول، فلا يمكن أن يكون هناك تطابق كامل في جميع السياسات والرؤى، وفي حال نشوب خلاف يجب أن يتم اتباع الآليات التي من شأنها أن تعمل على مناقشة تلك الخلافات وحلها، فالقانون الأساسي لمجلس التعاون على سبيل المثال به فصول توضح التعامل مع مثل هذه الخلافات، مثل المفاوضات التي تقوم على احترام الأطراف لبعضها البعض.

وحول إمكانية وجود تحرك نحو المفاوضات حاليا من أجل حلحلة أزمة الحصار المفروض على دولة قطر، قالت سعادة السيدة لولوة الخاطر،" إن دولة قطر تشكر المساعي الكويتية في هذا الإطار إلا أنه في كل مرة يظهر فيها أفق لبداية حلّ للأزمة نجد أنه سرعان ما تقوم إحدى دول الحصار بإرسال رسالة عدائية تجاه تلك الجهود دون أي مبرر، بغرض إفشالها".

وحول أسباب جهود الوساطة التي قامت بها قطر في العديد من الأزمات الدولية وقدرة قطر على المحافظة على علاقات متميزة مع جميع أطراف هذه الأزمات، أوضحت السيدة لولوة أن لدى قطر رؤية أن تقدم نفسها وسيطا في العديد من الأحداث السياسية، وقد نجحت قطر في ذلك لكونها شريكا موثوقا ويمكن الاعتماد عليه من ناحية ولمحافظتها على الحياد تجاه جميع الأطراف، وهو الأمر الذي فشلت فيه بعض دول الحصار التي حاولت من خلال دور الوسيط أن تفرض برنامجها على هذا الطرف أو ذاك والتي كانت تحاول أن تحمل تلك الوساطة أجندات خاصة.

وبشأن موقف قطر بشأن النزاع بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية إيران وإمكانية نشوب مواجهات عسكرية بينهما وما هو موقف قطر في هذه الحالة، قالت "إننا يجب أن نأخذ خطوة للوراء وننظر للموقف بشكل عالمي أشمل، لو سارت الأمور في اتجاه التصعيد العسكري فإن العالم كله سيتأثر، فقطر وحدها تسهم بـ 30% من سوق الغاز المسال ولنتخيل أن تصدير الغاز توقف فجأة، فما الذي سيحدث لأسعار النفط ولأسعار الغاز المسال ؟ ما الذي سيحدث لليابان التي تشتري من قطر 60 بالمئة من احتياجاتها من الغاز المسال ؟ وماذا سيحدث للمملكة المتحدة التي تعتمد على الغاز القطري بنسبة 30 ؟ وماذا عن باقي الدول مثل الهند وسنغافورة والصين وكوريا الجنوبية وغيرها؟".. مضيفة أن عواقب وانعكاسات أي تصعيد عسكري سوف تكون على الجميع، ومتسائلة :" لماذا يتم السؤال دائما عن موقف قطر في حين أن هذه قضية ستؤثر على المجتمع الدولي ككل؟"

وتابعت سعادتها في هذا الشأن:" عند الاستماع لتصريحات وزارة الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض من جانب، ووزارة الخارجية الإيرانية من الجانب الآخر، كلها تقول بوضوح أن لا أحد منهم يريد تصعيدا عسكريا حتى دول الجوار التي كان لها خطاب ضد إيران ما إن رأت بوادر هذا الأمر (التصعيد العسكري) حتى تغير موقفها بشكل كبير"، مؤكدة أن دولة قطر تتعامل مع هذا النزاع بطريقة عقلانية.

وردا على سؤال عما إذا كانت قطر قد طلبت من الولايات المتحدة أن لا تطلق هجوما على إيران من أرضها، أجابت السيدة لولوة: "المسؤولون لم يقترحوا ذلك ومن الصعب أن نرد على قضايا افتراضية لم تطرح بعد".

وحول التطورات الأخيرة في سوريا والتحركات العسكرية التركية هناك، أعربت سعادة السيدة لولوة الخاطر المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية عن اعتقادها بضرورة النظر إلى الوضع من خلال عاملين، أولهما أن سوريا ليست بلدا عاديا يمر بظروف اعتيادية، بل بلد مزقته الحرب على مدار 7 سنوات وفيه وجود لمجموعات عديدة وقوى دولية وإقليمية، وهذا يجعل الحدود السورية غير محكومة وغير آمنة، أما العامل الثاني فهو تصورات الدول المجاورة لسوريا حول ما تعتبره مهددات ومخاطر على أمنها القومي.

وأضافت أنه ما لم تتم قراءة المشهد في هذا السياق، فمن الصعب جدا تقييم العملية التركية على الحدود مع سوريا.

وردا على سؤال عن كون قطر عضوا في تحالف ضد تنظيم /داعش/ وأن التطورات الأخيرة من جراء التحرك العسكري التركي قد تسهم في دعم التنظيم مرة أخرى، أفادت السيدة لولوة الخاطر بأنها غير متأكدة من مدى صحة هذا التوصيف، بأن من شأن هذا التحرك دعم تنظيم /داعش/، وأن التقارير الإعلامية هي تقارير غير رسمية ولا تعكس بالضرورة حقيقة الوضع.

وأضافت :" لا أريد أن أتكلم باسم تركيا، إذ أن لديها من يتحدث باسمها، إلا أننا يجب أن نذكر أن تركيا لعبت دورا في محاربة تنظيم/ داعش/ واجتثاثه، وبالنسبة لعلاقاتها بالولايات المتحدة فكلتاهما عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وقد كانت هناك العديد من العمليات المشتركة بين الجانبين في تلك المنطقة من أجل الحفاظ على الأمن".

وردا على سؤال بشأن حقوق المرأة في قطر ومدى تحقيق المساواة مع الرجل، قالت إن قطر قطعت شوطا كبيرا في مسألة المساواة بين الجنسين، وإنه إذا تم رسم مؤشر يصف هذا التطور فإن المؤشر آخذ في التصاعد..وأشادت سعادتها بالدور الذي لعبته صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع في هذا الصدد.. مضيفة أن الوضع الآن مختلف كثيرا عما كان عليه قبل عشرين عاما، وأنها لم تكن لتطمح في أن تكمل تعليمها بالخارج ومن ثم تتقلد هذا المنصب لولا التطور الذي حدث في حقوق المرأة في قطر، وأن العديد من النساء اللواتي يتقلدن مناصب مرموقة في الدولة لم تكن لديهن إمكانية لتحقيق ذلك لولا السياسات التي بدأها صاحب سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخة موزا بنت ناصر من أجل الارتقاء بتعليم المرأة وتأسيس الجامعات الدولية داخل المدينة التعليمية.

كما استعرضت السيدة لولوة الخاطر المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية خلال العرض الذي قدمته بالمنتدى ما يعرف بأزمة المعلومات، قائلة إنه بحكم منصبها الرسمي كمتحدثة لوزارة الخارجية دائما ما ترد عليها أسئلة عن حقيقة العديد من الأحداث على الساحة، معتبرة أن هذا أمر مثير للاهتمام نظرا لأن العصر الحالي هو عصر غير مسبوق في سهولة الحصول على المعلومات ومع ذلك تواجه هي هذه النوعية من الأسئلة، مضيفة أنه بالرغم من توفر الوسائل للحصول على المعلومات أو الحقائق إلا أن الكثيرين لا يثقون بتلك المصادر وهنا تكمن المشكلة.

وأضافت أن هناك العديد من الدوافع وراء إخفاء الحقيقة والخلط بين المعلومات والآراء، منها التحيز الفكري أو العقلي وهو أمر فطري يصعب على المرء أن يتجنبه، وظهور وسائل التواصل الاجتماعي، وتغير بيئة المعلومات وكذلك العبء على المنظومة التعليمية والاستقطاب السياسي والاجتماعي.

وأشارت إلى أن هذه الظاهرة لا تقتصر على المنطقة العربية، بل تمتد أيضا إلى أوروبا وأمريكا الشمالية .. مضيفة أن التكنولوجيا أصبحت عاملا يحدد كيف يتفاعل البشر مع بعضهم البعض وكيفية تبادل المعلومات والمعرفة.

كما استعرضت تطور وسائل المعلومات من وسائل مجرد مقروءة إلى وسائل مسموعة ومرئية ثم لعصر وسائل التواصل الاجتماعي ووصول المعلومات للشرائح غير المتعلمة وغير المثقفة وهو ما أثر على ديناميكيات النقاش المطروح، كما أثرت تلك الوسائل على طريقة التواصل مع بعضنا البعض.

واعتبرت أن واحدة من أبرز مشاكل وسائل التواصل الاجتماعي هو انعدام السياق في تلك الوسائل، سواء السياق المكاني أو حتى الزماني او حتى الظروف مثلما تم الترويج لحادثة قتل غير صحيحة لجندي في قطر تم الادعاء أنها حدثت في دولة قطر تم خلالها الترويج لصورة حقيقية ولكن كان بها مشكلتان الاولى ان الصورة لم تكن في قطر، والثانية أنها صورة كانت منذ 25 عاما ومتعلقة بدولة أخرى، قائلة إن أي مؤرخ يريد أن يؤرخ لهذه الحقبة فإنه سيصعب عليه هذا الأمر.

كما تساءلت السيدة لولوة الخاطر :"عمّن تصدر المعرفة؟" مجيبة بأن أي شخص يحمل بيده هاتفا مزودا بالإنترنت فهو ينتج المعرفة أيا كانت طبيعة هذا الشخص، وهو ما يعني تفكيكا كاملا لهياكل القوة والسلطة فكل من يمتلك هاتفا وتطبيقات يستطيع أن ينتج المعرفة.

كما تحدثت عن دور العديد من وسائل الإعلام في التجاذبات السياسية مستشهدة بما تم من ثورات للربيع العربي والدور الذي لعبه "فيس بوك" خلالها وكذلك الأمر بالنسبة لأزمة الحصار على قطر ودور "تويتر" في تداعيات الأزمة.

وقالت إن دولة قطر عانت بسبب المعلومات المضللة مثلما حدث مع اختراق الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، ففي 24 مايو 2017 تمت عملية الاختراق في وقت متأخر، وكانت وسائل الاعلام جاهزة للتعليق على هذا التضليل، وبعدها بأسابيع قليلة تم فرض الحصار ووقتها أدرك المسؤولون في دولة قطر أن هذا الاختراق وهذا التضليل المعلوماتي كان يراد له أن يستخدم كذريعة لما تم اتخاذه من إجراءات غير قانونية على الشعب القطري.

كما استعرضت بعض الاحصاءات التي أجرتها شبكة/ الجزيرة/ والتي قالت إنها تظهر حجم الحسابات المزيفة التي تم اكتشافها على وسائل التواصل الاجتماعي والهدف من تلك الحسابات لم يكن تحقيق اجماع وإنما كان بشكل أساسي يهدف لتشوية المعلومات، ولبث الشك والاضطراب، كما نوهت لحادثة اغلاق إدارة موقعي "فيس بوك" و" تويتر" لآلاف الحسابات الوهمية والمزيفة والتي كان كثير منها في دول مجلس التعاون الخليجي وتحديدا في دول الحصار.