مكتب المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ووزارة الخارجية يحتفلان بيوم الأمم المتحدة

مكتب المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ووزارة الخارجية يحتفلان بيوم الأمم المتحدة

الدوحة - المكتب الإعلامي - 15 ديسمبر

نظم مكتب المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، بالتعاون مع وزارة الخارجية، احتفالية بمناسبة "يوم الأمم المتحدة"، وذلك في إطار الاحتفال بالذكرى السنوية لتأسيس المنظمة الدولية، والذي يصادف الرابع والعشرين من أكتوبر من كل عام، كما تأتي هذه الفعالية في إطار التحضير للاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس المنظمة والذي سيقام في العام المقبل، والذي سيؤسس "لحوار عالمي شامل لتعاون دولي، ويركز على إيجاد جوانب إيجابية في الإختلاف".

حضر الحفل الذي أقيم اليوم بالنادي الدبلوماسي، سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية، وسعادة الدكتور أحمد بن محمد المريخي المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، وسعادة السيد تيجاني محمد باندي رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعدد من أصحاب السعادة رؤساء البعثات الدبلوماسية والمكاتب المعتمدين لدى الدولة، بجانب ممثلي مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات العمل الاجتماعي والخيري.

وفي كلمته في بداية الحفل، أكد سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية على الدور المهم والواضح الذي تلعبه الأمم المتحدة في الكثير من المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية والبيئية والثقافية والتعليمية، والتي أسهمت في استقلال دول كثيرة وحل العديد من الخلافات السياسية، مما مكن الدول من الحفاظ على سيادتها الدولية مستندة بذلك إلى النهج الذي تتخذه الأمم المتحدة لتحقيق الأمن والسلم الدوليين.

ولفت سعادته إلى أن ذلك يجعل من الواجب على الجميع كأفراد من أسرة هذا البيت التعاون الجماعي لخلق حلول مناسبة وفعالة تعمل على ترجمة ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه لتحقيق النهضة الحضارية المنشودة، والتي تدعو إلى تبني سياسة توحيد الصفوف ونبذ أوجه الانقسام لتحقيق المصالح المشتركة لشعوب المجتمع الدولي.

كما أشار سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية إلى تواصل الشراكة الاستراتيجية بين دولة قطر والأمم المتحدة لتحقيق أهداف ميثاق المنظمة، من خلال دعم جهود التنمية الدولية وتعزيز حقوق الإنسان وترسيخها، بالإضافة إلى المشاركة الفاعلة في الجهود والمبادرات الجماعية للتصدي للتحديات التي تواجه عالمنا لتصبح دولة قطر بذلك ضمن قائمة أكبر الشركاء الداعمين لهذه المنظمة في مختلف المجالات.

وسلط سعادته الضوء الى عدد من المشاريع التي تأتي في إطار الشراكة الاستراتيجية والجهود التي تبذلها دولة قطر في دعم أهداف الأمم المتحدة، ومنها /بيت الأمم المتحدة/ والذي ستستضيفه الدوحة في المستقبل القريب، وهو يضم مكاتب لمختلف أجهزة المنظمة الدولية المعنية بالسلام والتنمية وحقوق الإنسان وسيادة القانون والعمل الإنساني ومكافحة الإرهاب والتطرف، بهدف تمكين تلك الأجهزة من أداء مهامها على الوجه الأمثل.

وتابع سعادته، مستعرضا تلك المشاريع: " بان دولة قطر قد أعلنت في سبتمبر الماضي عن تقديم دعم إضافي للموارد الأساسية للأمم المتحدة بمبلغ 500 مليون دولار، بجانب استمرار دولة قطر في مشاركتها الفاعلة في الجهود الدولية لمكافحة التطرف العنيف، مما أسفر عن عقد شراكة مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب وتقديم مبلغ 75 مليون دولار من أجل تعزيز قدرة المكتب، بالإضافة إلى فتح مركز الأمم المتحدة لتطبيق الرؤى السلوكية ومكافحة الإرهاب".

كما أشار سعادته لتعهدات دولة قطر في قيادة التحالف المعني بتمويل الأنشطة المناخية وتسعير الكربون بالشراكة، بالإضافة إلى إعلان حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله"، عن مساهمة دولة قطر بـ100 مليون دولار لدعم الدول الجزرية النامية والدول الأقل نموا للتعامل مع تغير المناخ، وذلك خلال مشاركة الدولة في قمة الأمم المتحدة للمناخ في نيويورك على هامش اعمال الجمعية العامة في دورته الـ74.

واختتم سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية كلمته بالتأكيد على ان الشراكة المستمرة بين دولة قطر و الأمم المتحدة تعكس إيمان دولة قطر الراسخ بتجسيد مبادئ الأمم المتحدة لتشكل واقع ملموس قادر على تجاوز الأزمات الدولية من خلال العمل على تحقيق السلم والأمن الدوليين ومكافحة الإرهاب وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومواجهة التحديات المشتركة، بهدف تحقيق آمال وتطلعات الشعوب في خلق عالم ينعم بالسلام.

من جانبه، قدم سعادة الدكتور أحمد بن محمد المريخي المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، خلال كلمته، الشكر لدولة قطر على الدعم المستمر الذي تبديه في دعم جهود الأمم المتحدة، مشيراً الى أن دولة قطر تعد من المانحين الكبار لمنظمات الأمم المتحدة، كما أنها من الداعمين للنظام متعدد الأطراف لتكوين العلاقات مع منظمات الأمم المتحدة.

وقال سعادته إن "يوم الأمم المتحدة" هو يوم للاحتفال وللمناقشة والعمل، كما أنه يعد فرصة لعرض جهود الأمم المتحدة والتجمع حول أهداف ومبادئ المنظمة، في وقت يحتاج فيه العالم إلى عمل جماعي أكثر من أي وقت مضى "حيث يتضاءل دعم التعاون العالمي، بجانب تراجع ثقة العامة في كثير من البلدان بالمؤسسات التقليدية، كما تتعرض العلاقات بين البلدان للتوتر".

وأشار سعادة الدكتور احمد بن محمد المريخي إلى أن معالجة القضايا مثل أزمة المناخ وعدم المساواة وأنماط العنف الجديدة والتغيرات الرئيسية التي نراها في السكان والتكنولوجيا ومن أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة والتي تتلخص في شعار/ الرؤية المشتركة للمستقبل/ يتطلب التعاون عبر الحدود والقطاعات والأجيال.. مؤكدا أن هذا الحوار العالمي من شأنه أن يؤدي إلى دفع المحادثات على كافة المستويات من قاعات الدراسة إلى قاعات مجالس الإدارة والبرلمانات وصولا إلى القرى كما سيسلط الضوء على أصوات من يتم تهميشهم في الغالب بمن فيهم الشباب.

بدوره اعرب سعادة السيد تيجاني محمد باندي رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، عن شكره لدولة قطر لما يجمعها من علاقة استراتيجية مع الأمم المتحدة، كما عبر عن سعادته بالمشاركة بهذه الاحتفالية والتي تزامنت مع انعقاد "منتدى الدوحة"، والذي ناقش قضايا مهمة، مشددا على أهمية "منتدى الدوحة" وأهمية المناقشات التي دارت خلاله، واصفاً إياها بالنقاشات "المعمقة والواسعة".

وأوضح سعادة رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن محور "منتدى الدوحة" الذي ركز على الحوكمة والشباب ينبع من الأهمية الكبيرة للشباب لأنهم طاقة المستقبل، مشيراً في ذات السياق الى حاجة العالم للطاقة والحوكمة لمواجهة القضايا التي تؤرقه، وهو ماتم مناقشته بالفعل خلال المنتدى.

وشدد سعادته على أهمية التعاون والشراكة بين قطر والأمم المتحدة، مشيداً بجهود دولة قطر في مختلف المجالات كتمكين الشباب ودعم التعليم والصحة والاهتمام بقضايا المرأة والطفولة وذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين، مؤكداً على ان التعليم من القضايا المهمة والتي من خلال التركيز عليها يمكن للعالم تجاوز الكثير من العقبات والمشاكل التي تؤرقه.

وعلى هامش الاحتفال بيوم الأمم المتحدة، عقدت جلسة نقاشية تناولت الشراكة بين دولة قطر والأمم المتحدة، وتجربة مؤسسات المجتمع المدني في التعاون القائم بينها وبين وكالات الأمم المتحدة خصوصاً في المجال الانساني والتنموي. تحدث فيها السيد يوسف أحمد الكواري الرئيس التنفيذي لقطر الخيرية، و السيدة آمال المناعي الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي، والسيد يوسف محمد الجيدة الرئيس التنفيذي لهيئة مركز قطر للمال، والسيدة صباح الهيدوس الرئيس التنفيذي لمؤسسة صلتك.

وفي مداخلته خلال الجلسة تحدث السيد يوسف الكواري عن تجربة قطر الخيرية في التعاون مع الأمم المتحدة، واصفاً تلك العلاقة بالثرية، كما تناول تاريخ تأسيس قطر الخيرية والتاريخ الطويل للعلاقة بين قطر الخيرية والأمم المتحدة، والتي بدأت باعتماد قطر الخيرية كعضو مراقب في المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، كما تطرق لمكاتب قطر الخيرية حول العالم والتي تصل لـ30 مكتب وهو ما يعزز التعاون الثنائي بين الجانبين، كما تناولت المداخلة الاتفاقيات الاستراتيجية التي عقدتها قطر الخيرية مع المنظمة وبالاخص في مجال اللاجئين والإغاثة.

بدورها اكدت السيدة آمال المناعي الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي خلال مداخلتها في الجلسة ضمن محور "دور الشراكة بين مؤسسات المجتمع المدني ووكالات الأمم المتحدة" أن تلك الشراكة تؤسس لعلاقة قوية تشكل مظلة وشبكة للعلاقات الدولية تؤدي دورا هاما في بناء مؤسسي للمراكز الاجتماعية والمؤسسات المحلية.

وأوضحت أن المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي تنضوي تحت مظلتها 8 مراكز اجتماعية، وهو مايحتم عليها البحث عن شركاء يسهمون في البناء المؤسسي وتعزيز الخبرة، بجانب ما تحققه الشراكة مع وكالات الأمم المتحدة من اطلاع وانفتاح على أساليب وسبل حوكمة وتطوير الأداء والانتقال إلى مراحل متقدمة في خدمة الانسان.

من جهته تطرق السيد يوسف الجيدة الرئيس التنفيذي لهيئة مركز قطر للمال في مداخلته خلال الجلسة، للعلاقة بين الهيئة والأمم المتحدة والتي تعد شراكة جديدة، موضحاً انها تهدف لحشد وتسهيل مساهمة القطاع الخاص في الجهود الانسانية والتنموية، بجانب التعريف بالقضايا المحلية وكيفية مواجهتها.

وفي مداخلة السيدة صباح الهيدوس الرئيس التنفيذي لمؤسسة /صلتك/، التي تمحورت حول التعليم والتدريب، ودور /صلتك/ في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بالتعاون مع الأمم المتحدة، أوضحت أن الشراكة مع الأمم المتحدة شراكة أساسية واستراتيجية، لتأهيل الشباب وتدريبهم وبناء قدراتهم، موضحة أن الشباب هم محور أغلب الاهداف والمبادرات الانسانية.

وأشارت السيدة الهيدوس خلال مداخلتها اثناء الجلسة الى ان اهداف مؤسسة صلتك تنسجم مع أهداف وكالات الأمم المتحدة، مشددة على ان الشراكة بين المؤسسة ووكالات المنظمة لاتقتصر على الاتفاقيات فحسب، بل انها شراكة يتم ترجمتها على ارض الواقع بشكل عملي من خلال توفير فرص للشباب، وتمكين الشباب اقتصادياً واجتماعياً، بجانب جهود المساواة بين الجنسين، فضلاً عن بناء القدرات البشرية في مجال الصحة، وهو ما ترمي اليه رؤية قطر الوطنية .

كما تناولت الجلسة عددا من القضايا المهمة المتعلقة بالشراكة مع وكالات الأمم المتحدة والتحديات التي تواجه تلك الشراكة، وقضايا المرأة والتنمية البشرية والتنمية المستدامة، كما تناولت الجلسة التحديات التي تواجهها وكالات الأمم المتحدة وبالاخص العاملة في الحقل الانساني والاغاثي، ومن تلك التحديات ازمة الثقة التي تواجهها من قبل المجتمع المدني، وكيفية التغلب على تلك الإشكالية والوسائل والآليات الكفيلة بإعادة الثقة للمنظمة وللجهود التي تبذلها لتحقيق اهدافها.