سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، بسم الله الرحمن الرحيم، في البداية يسعدني أن أرحب بالسيد موسى فكي رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي ويسعدنا زيارته لنا في دولة قطر، حيث التقى حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى يوم أمس، وكان هناك بحث للعلاقات بين دولة قطر وبين القارة الأفريقية وتم أيضا بحث كافة الملفات التي تخص القرن الإفريقي سواء كان في جهود دولة قطر في دارفور وأيضا الوساطة القطرية في ملف جيبوتي وإريتريا وكافة شؤون القرن الأفريقي، كما بحثنا أيضا ملف الهجرة غير النظامية والتي تشكل اليوم هاجساً بالنسبة للعالم أجمع سواء كان في القارة الأفريقية أو القارة الأوربية أو لدينا كدول منطقة.
وفي إطار التعاون بين دولة قطر والاتحاد الإفريقي، وجه سمو الأمير للعمل على مبادرة لحل جذري لظاهرة الهجرة غير النظامية وتم عمل من قبل فريق من الاتحاد الإفريقي ودولة قطر لإنشاء صندوق لإعادة إدماج المهاجرين من غير النظاميين العائدين إلى دولهم حيث إن الاتفاق السابق بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوربي يضمن عودة المهاجرين إلى أوطانهم عودة طوعية ولكن وجدنا أن هناك فجوة في مسألة إعادة الإدماج حيث تم الاتفاق على وضع آلية وتطوير استراتيجية لإعادة دمج العائدين.
نتطلع لاستكمال العمل معا في الاتحاد الإفريقي، كما نتطلع أن تكون هذه الخطوة في سبيل إنشاء نموذج ناجح أيضا لحشد الدعم الدولي حوله ولاستكمال هذه المبادرة وسيتم العمل أيضا من خلال شركاء دوليين ومنظمات دولية أخرى بالتنسيق طبعا بين دولة قطر والاتحاد الإفريقي. أشكرك سيدي الرئيس على حضورك إلى دولة قطر ونتطلع أن نعمل معاً ونتطلع إلى أن تكون هناك نجاح لهذه المبادرة في المستقبل.
سعادة رئيس الاتحاد الإفريقي: بسم الله الرحمن الرحيم، شكرا أخي العزيز صاحب السعادة، أصحاب السعادة أيها الحضور الكريم، أسمحوا لي في مستهل هذه الكلمة أن أتقدم إلى صاحب السمو ومن خلاله إلى الشعب القطري بوافر الشكر على الاستقبال وكرم الضيافة.
إن المبادرة الإفريقية حول المهاجرين الأفارقة جاءت في الوقت المناسب ولأناس في أمس الحاجة إليها، لا يخفى على أي متابع أو مراقب لأوضاع المهاجرين الأفارقة في مناطق عديدة من العالم.
إن سوء المعاملة ورداءة الظروف المعيشية والصحية التي يعانون منها هي مصدر اشتغال كبير لنا ولكافة الأفارقة رسميا أو شعبيا، وفي هذا السياق تشكل مبادرة صاحب السمو أمير قطر جزءاً هاماً من مسلسل الرد الإفريقي والدولي على تلك الأوضاع المزرية وما رافقها من انتهاك صارخ لحقوق الإنسان الإفريقي وكرامته وشرفه.
إن المناسبة جلها لأتقدم فيها إلى قطر أميرا وحكومة وشعبا، بأخلص عبارات الشكر والامتنان كما أتطلع إلى أن تكون هذه المبادرة بداية عمل دولي شامل ومستدام لحل هذه الظاهرة عبر مبادرات جوهرية للتصدي للأسباب الحقيقية للظاهرة، والعمل على اقتلاع جذورها المرتبطة بالفقر والتخلف والإقصاء.
إن الكفاح ضد كل تلك المعوقات هو في صلب اهتمامات القارة وخاصة في إطار أجندة 2063. مرة أخرى أتقدم بالشكر لقطر على هذا الجهد المحمود وإن شاء الله ستكون هذه المبادرة بداية عمل جماعي. إن شاء الله سيكون في أفريقيا والعالم العربي وفي المجتمع الدولي بصفة عامة لحل هذه الظاهرة التي تؤثر في الشباب الإفريقي الذي اضطر إلى الهجرة وغالبا الهجرة غير الشرعية، وكثير من المنظمات الإجرامية انتهزت هذه الفرصة واجترت هذا الشباب في عمل خارج القانون. شكرا
سؤال صحفي: هل نعرف عدد الأشخاص المتأثرين بهذه المسألة والتي ستغطيهم هذا المبالغ المتبرع به من قبل دولة قطر. 20 مليون دولار؟
رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي: إذن منذ السنة الماضية، وبالتعاون مع الاتحاد الأوربي والأمم المتحدة لقد قمنا بإرجاع ما يقارب الثلاثين ألفاً من ليبيا إلى بلدانهم ولكن أعتقد أن الرقم أكبر من ذلك. أعتقد أن هذه بداية ونأمل ذلك للتوصل إلى حل لهذه القضية الصعبة جدا.
في أفريقيا نحن نقدر المبادرة القطرية، مبادرة أمير دولة قطر لمساعدة هؤلاء الناس حتى يتمكنوا من العودة إلى ديارهم.
سؤال صحفي: أمس بومبيو وزير خارجية الولايات المتحدة قال إن الحل للأزمة الخليجية هو بعيد خلال جولته لدول الخليج.. هل تتفق مع تقييمه؟
سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: أمس خضنا نقاشات مع وزير خارجية أمريكا حول الأزمة الخليجية وتطور هذه الأزمة وآثار هذه الأزمة على الكثير من القضايا الإقليمية، ما عناه وزير الخارجية أنه ليس هناك تقدم تم إحرازه في الأزمة حتى الآن وبالتالي فإنه من المهم أن نسترجع وحدة الخليج وقوته من خلال توحيد منظومة الخليج.
دولة قطر تبقى جاهزة للدخول في حوار بناء دون شروط مسبقة وهذا ما قلناه منذ اليوم الأول لكن لسوء الحظ فان هذا الحوار يحتاج إلى أن يكون هناك رغبة من الطرفين التزام من الطرفين وهم يواصلون تصعيدهم وتدابيرهم غير العادلة. دولة قطر موقفها هو منذ اليوم الأول من الأزمة وسنواصل من خلال أجندتنا الوطنية.
سؤال صحفي: سعادة الوزير ما الذي حمله بن علوي من جديد على صعيد الأزمة الخليجية أو من كان هناك زخم عماني أو استكمال للمبادرة الكويتية نود أن نعرف ما الذي حمله بن علوي؟
سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: بالنسبة لزيارة معالي الوزير يوسف بن علوي هي أتت في إطار رئاسة سلطنة عمان الشقيقة للدورة الحالية لمجلس التعاون والنظر والتشاور في كيفية تفعيل كافة اللجان والآليات المعطلة من قبل مجلس التعاون بسبب الأزمة الخليجية الأخيرة.
طبعا نحن في دولة قطر ومنذ اليوم الأول كنا واضحين أن مجلس التعاون يجب ألا يعطل بسبب تصرفات بعض الدول فيه، ويجب أن تستكمل هذه المسيرة بشكل منفصل عن هذه الأزمات. ولكن اذا رأينا في اطار تفعيل المجلس فوائد تفعيل هذا المجلس في ظل هذه الإجراءات غير العادلة في دولة قطر في ظل هذا الحصار على دولة قطر، فلن يكون من المجدي لدولة قطر المشاركة بشكل فعال في هذه الآليات ولكن نحن سنظل نفصل ما بين الشأنين. ما بين الخلاف الذي يختص بدول الحصار وآليات مجلس التعاون، وقطر لن تكون معرقلا لمسيرة المجلس الذي تنعكس نتائجه على الشعوب الخليجية، وسنظل نشدد على أن تكون هناك نتائج واضحة أيضا للشعب القطري كما للشعوب الخليجية الأخرى.
سؤال صحفي: لا شك على أنك على اطلاع أن بعض الدول الخليجية وبعض الدول العربية تحاول التطبيع مع النظام السوري مؤخرا نود أن نعرف ما هو موقف قطر من إعادة بعض الدول لسفاراتها إلى دمشق وما هو موقفكم من تطبيع الجامعة العربية مع النظام السوري، وهل سنشهد سفارة قطرية قريبا في سوريا؟
سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: بالنسبة لسؤالك بخصوص سوريا والتطبيع مع النظام السوري حاليا والدعوات لعودة سوريا للجامعة العربية، موقف قطر منذ اليوم الأول هناك أسباب كانت بسببها تم تعليق وتجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية وعدم مشاركتها. الأسباب ما زالت قائمة ولم تزل فلا نرى هناك أي عامل مشجع لعودة سوريا. لا يوجد هناك حل سياسي، الشعب السوري مازال تحت قصف وتحت تشتيته من قبل النظام السوري، النظام السوري مازال يتصرف بتصرفاته الغير عابئة بشعبه. التطبيع مع النظام السوري في هذه المرحلة هو فقط تطبيع لشخص تورط في جرائم حرب وهذا الأمر يجب ألا يكون مقبولاً.
موقفنا في دولة قطر يجب أن يكون هنالك حل سياسي في سوريا، يجب أن يكون هذا الحل يرتضيه الشعب السوري ولا يفرض عليهم من الخارج في النهاية. ودولة قطر ستدعم أي حل مهما كان إذا كان هذا الحل مدعوماً من قبل الشعب السوري.
سؤال صحفي: كيف تقيمون مبادرة حضرة صاحب السمو في دعم الجهود الإفريقية بشكل عام وهذه المبادرة بشكل خاص؟
رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي: نعم، الشراكة بين قطر والدول الإفريقية قديمة في شتى المجالات هذه المبادرة تخص المهاجرين العائدين من بعض الدول وخاصة ليبيا، هذه المبادرة إنسانية وهذه الظاهرة كما قلت سابقا الشغل الشاغل في الاتحاد الإفريقي، ونحن نرحب بهذه المبادرة ونتمنى أن الدول الأخرى والشركاء الآخرين يقفون معنا لحل هذه المشكلة، لأن عددا كبيرا من الشباب متواجدين حاليا في دول العبور ويحاولون العبور ويراهنون حاليا بأرواحهم، كثير منهم مات غرقا في البحر المتوسط لذلك هذه المبادرة جاءت في الوقت المناسب. لكن العلاقة والشراكة مع قطر أوسع من ذلك في إطار الاستثمار ونحن نعمل جاهدون أن نعزز هذه العلاقة هذه الشراكة لمصلحة الطرفين.