اليوم أريد أن ابدأ بسؤال بسيط جداً وهو لماذا تعتبر الشرق الأوسط منطقة مهمة؟
الشرق الأوسط كان لسنوات عديدة يمثل مصدرا للحضارات، فقد كان منشأ للغات ومهدا لمختلف الأديان، وكان الشرق الأوسط مركز للتجارة الدولية حيث كان يربط الشرق إلى الغرب، وحيث تمكن الناس من التواصل والمشاركة، والكلمة الرئيسية في هذا الصدد هي التعايش والمشاركة بين أناس من خلفيات وأعراق مختلفة. ولكن الآن للأسف تغيرت الأمور ونحن لا نريد العودة إلى العصور المظلمة السابقة فقد كنا مصدر للتنوير ولا نريد أن نكون مصدر اضطراب العالم.
اعتقد أن معظم التحديات الدولية تحدث الآن في منطقة الشرق الأوسط، حيث نجد صراعات مختلفة مستمرة مثل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والصراع في اليمن حيث نرى كارثة إنسانية وحالة الاضطراب في ليبيا التي تلقى بآثارها في كل من أوروبا إلى أفريقيا وإقليم جنوب الصحراء، ونرى أيضا الأزمة التي لا تزال تضرب العراق.
ثم الوضع الأكثر رعبا في التاريخ الحديث إلا وهو ما يحدث الآن في سوريا، حيث ما زال الصراع مستمرا منذ سبع سنوات، لقد بدأ هذا الصراع بطلبات بسيطة من أناس عاديين كانوا يطلبون العدالة ويطالبون بحقوقهم وبإجراء بعض الإصلاحات. ولكنهم قد وجهوا بقوة السلاح والقصف حتى تغير الوضع من مشاكل الشعب إلى أزمة إرهاب وتطرف.
وإذا حاولنا أن ننظر في كل تلك الصراعات فسوف نجد أن هناك روايات مختلفة وعادة ما نلاحظ استخدام الدين لتبرير تلك الروايات، ولكن إذا أردنا أن ننظر إلى كل هذه الأزمات فسوف نجد فكرة واحدة كالقاسم المشترك وهو أن أولئك الذين يريدون السلطة والذين يسعون إلى السلطة هم دائما وراء خلق هذه الأزمات، فإذا أخذنا الأزمة السورية على سبيل المثال سنجد أن النظام يتمسك بالسلطة صانعا أزمه أودت بحياة أكثر من 500 ألف شخص وشردت ما يزيد عن 12 مليون من الشعب وهذا كله فقط من أجل السلطة. التطرف أو رعاية التطرف هو سعي إلى السيطرة، وهؤلاء لا يعتمدون الدين نهجا لإنشاء دولة دينية، بل أن نهجهم سياسي وهم يستخدمون الدين ذريعة لتحقيق رؤيتهم السياسية. إن المسالة هي لعبة سلطة ولعبة نفوذ الآن نفس الفكرة يجري تطبيقها في كل مكان.
ونرى أن الخليج كان أكثر منطقة في الشرق الأوسط استقراراً، فقد كان مركز الاستقرار ونموذجاً ومثالاً للتعاون الجماعي لتحقيق هدف مشترك ألا وهو الحفاظ على أمن المنطقة وخلق مستقبل أكثر ازدهارا وتحقيق تكامل اقتصادي أفضل لخدمة مستقبل شعوبها.
وأنا على يقين من أنكم تدركون إنني أتحدث عن منطقة الخليج التي كانت على هذا النحو قبل بضعة أشهر قبل بداية الأزمة التي ظهرت من العدم ودون أي أساس، لنجد أن دول الخليج ومجلس التعاون الخليجي كمنظمة -وعلى وجه التحديد دولة قطر- قد وصلت فجأة إلى الصفحة الأولى في كل وسائل الإعلام التي تتحدث عن الشرق الأوسط، هذه أزمة تعصف بأحد أكثر مناطق الإقليم استقرارا، وهذه منطقة تعتبر مصدر للطاقة من نفط وغاز مسال، ومنطقة ازدهار اقتصادي وهي منطقة واقعة في أحد اكثر أقاليم العالم تعقيدا والآن تصبح موقعا لأزمة جديدة في نفس الإقليم.
ما هو الدافع لهذه الأزمة؟ لو سألت هذا السؤال سيجيبني كل واحد بدافع مختلف، حتى أنا وزير خارجية قطر الذي من المفترض أن يكون على معرفة جيدة بأسباب هذه الأزمة لا أستطيع أن أعطيكم إجابة واضحة لأنني لا أستطيع أن أحكم وأن أقيَم نيابة عن الآخرين، ولا أستطيع أن أتنبأ نيابة عن دول لا ترغب بالتحدث معي حتى الآن.
هذه الأزمة كلها بدأت بهجوم إلكتروني، لا أحد يستطيع أن يتخيل أثر الجرائم الإلكترونية وتداعياتها، وقد أصبحت الآن ظاهرة في كل مكان في أوروبا في الولايات المتحدة وآسيا والآن في دول مجلس التعاون. هناك خطأ يحدث في كل هذه الصراعات، لماذا لا يستطيع النظام العالمي حل أي واحدة من هذه الأزمات أو التوقي من وقوعها؟ ألسنا في عصر الديبلوماسية الوقائية؟ ألسنا في عصر المشاركة والحوار؟ أم أننا نعود إلى عصر المواجهات وإلى عصر الحروب المختلفة؟
قطر ظلت تدعو للحوار كنهج لحل الأزمات، وما فتئت الدوحة تعمل كمنبر وسيط للسلام، وقطر توسطت في إتمام أكثر من عشر صفقات سلام في هذه المنطقة لأننا نؤمن بالحوار، كنا نؤمن أن المشاركة هي أفضل الطرق في سبيل إيجاد الحلول للأزمات، وعلى الرغم من أن كل هذه الأزمات خلقها أولئك الذين يسعون إلى السلطة فنحن نعتقد أن الحوار هو أفضل سبيل للمضي قدماً.
هناك أيضا فشل في النظام الدولي حيث نجده عاجزا عن الوفاء باحتياجات المدنيين، وعن حماية المدنيين من أن يصبحوا جزءا من أي صراع سياسي، عندما نرى أن النظام العالمي قد فشل في حماية المدنيين في مناطق الصراع المختلفة مثل سوريا وليبيا والآن في قطر بالرغم من أن شعبنا لا يواجه نفس الصعوبات التي يواجهها السوريون واليمنيون أو العراقيون ولكنهم يواجهون بعض الصعوبات، فعندما تمزقت أسرهم بسبب الصراع السياسي وعندما يكون لدينا أكثر من 26000 حالة انتهاك لحقوق الإنسان فإنه أمر خطير وواجبنا ودورنا نحن كحكومة توفير الحماية لشعبنا.
اذا لماذا لا توجد آلية في النظام الدولي في القرن الحادي والعشرين لمنع حدوث ذلك؟ ولماذا لا توجد أي آلية حقيقية لحماية الشعب القطري والشعب السوري وشعوب العالم ولحماية الإنسانية من هذا التصعيد؟ إذن أعتقد أن هذا تحدي عالمي بالغ الأهمية وآمل أن تصل هذه المجموعة من السياسيين والمثقفين إلى بعض التوصيات للمجتمع الدولي حتى يواجه قانون القوة بالقوة ومن أجل تمكين النظام العالمي نفسه من حماية الشعوب.
لا أريد أن أمضي الكثير من الوقت لشرح حالتنا ولكني أعتقد أنها حالة مماثلة تماما للحالات الأخرى، صحيح ليس على نفس المستوى ونأمل ألا تصل لهذا المستوى من التوتر أبداً، كما نأمل أن تحل الأزمة قريبا - ليس لأننا نرى أن هناك الكثير من التحديات ولكن لأن المنطقة تعيش حالة من التوتر ولا نعتقد أن هذه المنطقة تستطيع تحمل المزيد من الأزمات.
إذا كنا نتحدث عن منطقة لا تستطيع تحمل أزمات إضافية، فإننا نتحدث عن أزمة قامت دون أي أساس، ونأمل أن تسود الحكمة يوما ما، وأن تأتي البلدان التي تحاول تجنب المشاركة والحوار وتجنب معالجة أي من المخاوف الأمنية التي تثير قلقنا وهو نفس الادعاء الذي يدعونه وأن يأتون إلى طاولة المفاوضات لحل المشكلة. علينا أن نتعلم من التاريخ بدلا من أن نتعلم بأن نختبر كل شيء.
لقد شهد العالم بأسره صراعات وأزمات مشابهة استمرت لسنوات عديدة دون أن يتم حل أي منها على أرض المعركة أو عن طريق المواجهة، بل حلت على طاولة المفاوضات ، ونأمل أن تحل جميع الأزمات في الشرق الأوسط حول نفس الطاولة.
وشكراً.
سؤال: جيم هوكلن من الواشنطن بوست. الولايات المتحدة الأمريكية لها علاقات قوية مع قطر لكنها اتخذت موقف الحياد في هذه الأزمة. في أي مرحلة سيبدأ الموقف الأمريكي بالتأثير على العلاقات العسكرية بين قطر والولايات المتحدة؟
سعادة وزير الخارجية: العلاقات بين قطر والولايات المتحدة قوية جدا خاصة في المجال العسكري ، وهي كذلك في مجالات أخرى مثل الاقتصاد والاستثمارات والتعليم. وقد تأثرت العلاقات العسكرية بين قطر والولايات المتحدة بالفعل ولكن ليس من حيث قوة هذه العلاقة بل من حيث الجهود العالمية لمكافحة الإرهاب، فحين تستضيف الدوحة ما يزيد عن 11000جندي أمريكي إضافة إلى مركز قيادة التحالف العالمي لمكافحة الإرهاب ، وحين يتم طرد جنودنا الذين يحاربون في صفوف بعض دول الحصار فمن المؤكد أن يكون هناك أثر مباشر على الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب وتحديدا تنظيم داعش ، بل هناك تأثير حتى على نشاط التدريب المشترك ، فقد أوقفت وزارة الدفاع أي تدريب مشترك بين دول الخليج إلى أن يتم حل هذه الأزمة.
هناك سلسلة من الأحداث كانت لها تأثير كبير على العلاقة الأمنية ليس على العلاقات القطرية الأمريكية فحسب بل على علاقة الولايات المتحدة بدول مجلس التعاون الخليجي وعلى السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط ومواجهة الإرهاب.
فيما يتعلق بحياد الموقف الأمريكي، لقد كانت الولايات المتحدة متسقة وواضحة جدا في موقفها منذ البداية فهم يريدون حل هذه الأزمة. صحيح نحن البلد الذي يتعرض لهذا العدوان من هذه الدول الأربعة وقد كنا نتوقع من المزيد من الحلفاء والأصدقاء أن يعلنوا رفضهم لانتهاك القانون الدولي وللأثر الإنساني الناتج عن هذه الأزمة، وقد كانت الولايات المتحدة في مقدمة هذه الدول، وقد رفضوا الحصار ورفضوا استمرار هذه الأزمة وهم يحاولون الدعوة إلى الحوار ، ولكن في أي صراع أو أزمة هناك دائما طرفان وإذا كان أحد الطرفين غير راغب في المشاركة والحوار فلا يمكن وضع حد لهذه الأزمة حتى لو جاء أحد الأطراف مرغما إلى طاولة الحوار، فإنهم لن يأتوا بنية حسنة لحل المشكلة.
قطر ستبقى متمسكة بموقفها بأن أفضل طريقة هي الحوار ومتى ما قرر الآخرون أنهم يريدون حل هذه الأزمة ستكون قطر على الطاولة في انتظارهم مع أصدقائنا وحلفائنا سواء من الولايات المتحدة أو الدول الصديقة الأخرى.
سؤال: الحكومة التركية أرسلت قوات عسكرية للأمن القطري، ما مدى قوة التحالف العسكري مع تركيا وكيف ترون مستقبل العلاقة بين البلدين؟
السؤال الثاني يتعلق ببلد أقرب إلى قطر هو إيران، أعني أقرب جغرافيا طبعا، وقد ساعدتكم بالغذاء والمعونات الإنسانية، فكيف تقيمون مستقبل العلاقات مع إيران وكيف تقيمون مستقبل استقرار منطقة الخليج بين إيران من جهة وبين الممالك السنية ن جهة أخرى.
سعادة وزير الخارجية: شكرا.. في البداية وفيما يتعلق بسؤالكم حول القوات التركية - في البداية قطر وتركيا لديهما علاقة قوية واستراتيجية في مجالات الدفاع والاقتصاد والاستثمار والتجارة والثنائية، وتركيا دولة إقليمية هامة وهي عضو في حلف شمال الأطلسي حيث لنا علاقات مع عدد من الدول الأعضاء الأخرى أيضا، وأن وجودهم ووجود بعض قواتهم في الدوحة بالفعل يساعد في ضمان أمن البلاد، ولكنه يأتي أيضا في سياق نطاق أوسع من التعاون بين بلدنا فنحن كذلك لدينا تمثيل لقواتنا في قاعدة (انجرليك) في تركيا ويحكم تعاوننا هذا اتفاقية تعاون في الشؤون العسكرية.
هذا فضلا عن أن تركيا أيضا موجودة ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم (داعش) لذلك ستبقى تركيا لاعبا إقليميا هاما، وستظل شريكا وحليفا قويا لدولة قطر، ولكن هذا لا يتناقض مع أي تحالفات أو شراكات أخرى لدينا، لأن حين تتخلى عن سيادتك فإن قطع العلاقات العسكرية مع تركيا لن يكون سوى نقطة البداية وقد يأتي اليوم الذي نكون فيه مطالبون بطرد القوات الأمريكية خارج قطر وأن نقطع علاقاتنا الدفاعية مع فرنسا وفعل نفس الشيء مع المملكة المتحدة، ونتلقى أوامر بفعل هذا وعدم فعل ذلك، وهذا أمر غير مقبول لأي دولة ذات سيادة أن يفرض عليها شيء وأن يملي عليها شيء من أي دولة أخرى.
وكما قلنا هذا ينعكس في قائمة مطالبهم بسبب بعض المخاوف الأمنية، أولا قبل كل شيء فهم محتاجون إلى فهم أن المطالب لا يمكن أن تفرض على دولة ذات سيادة، وفي حال نشوب صراع أو خلاف فينبغي أن يكون هناك حوار وتفاهم وليس مطالب من بلد إلى آخر، لذلك اذا كانت لديهم أية مخاوف أمنية نحن مستعدون للجلوس والدخول في حوار لمعالجة هذه الأمور، حيث أننا نعيش في المنطقة نفسها، ونحن معرضون لنفس التهديدات.
وحول مستقبل علاقاتنا مع إيران، لقد كانت علاقاتنا مع إيران ثابتة لسنوات عديدة ولم نغير سياساتنا على الرغم من أن لدينا الآن وضع مختلف وظروف مختلفة، فلم يبقى لدينا سوى منفذ واحد فقط باتجاه الشمال سواء كان للطيران أو لإرسال الشحنات وهذا الأمر يحتم علينا تكثيف اتصالاتنا مع إيران، ولكن في النهاية ستظل هناك اختلافات سياسية بين قطر وإيران لأن السياسات تبنى عادة على المبادئ والتقييم، فكيف ينبغي لنا نتجاوز تلك الاختلافات؟ بالمواجهة؟ هذا غير ممكن ولا يمكن وهو ما كنا نطالب به منذ عام 2015.
ومن المفارقة هنا أنه في عام 2015 عندما تم التوقيع على خطة العمل الشاملة المشتركة بين إيران والمغرب دعا الرئيس الأمريكي حينها باراك أوباما جميع أعضاء مجلس التعاون الخليجي للقدوم إلى كامب ديفيد لمناقشة ومعالجة مخاوفهم الأمنية مع إيران، وكان يشجع دول الخليج للدخول في حوار مع إيران، وعندما أعرب الرئيس روحاني لأمير الكويت عن استعداده للحوار وافق جميع قادة الخليج على حوار يقوم على مبادئ، وقد ظل هذا الاتفاق قائما حتى نهاية عام 2016، والآن عندما دعا رئيس الولايات المتحدة نفس البلدان إلى المشاركة في حوار حول قطر لم يعرب أحد عن رغبته في الدخول في مثل هذا الحوار.
إجمالا علاقاتنا مع إيران ستكون نفسها والاختلافات ستكون هناك حتى يتم التغلب عليها خلال معالجة المخاوف الأمنية، ولكننا لا نستطيع تحمل المزيد من التصعيد، ليس فقط بين قطر وإيران ولكن بين أي دولة في المنطقة وإيران، ونحن نؤمن بالحوار والمشاركة، إيران دولة مجاورة نتشارك في الحدود ونتشارك في حقل غاز وهناك الكثير من المسائل التي يجب أن نتناولها بالحوار، وليس عن طريق التصعيد أو تجنب الحديث مع بعضنا البعض دون إجراء حوار، ستبقى المشاكل قائمة بل وقد ستتفاقم لتصل إلى مستوى من شأنه أن يخلق أزمه أخرى، وهو ما لا تستطيع المنطقة تحمله.
سؤال: قطر تساند حماس في قطاع غزة ومؤخرا هناك تقارب بين حماس ومصر ومصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية اعتبرها كثيرون بتدبير مصري. هل يعني هذا التباعد بينكم وبين حماس؟
سعادة وزير الخارجية: أود أن أوضح أن دولة قطر لم تدعم حماس إطلاقا، لقد ظلت قطر تدعم شعب غزة وتدعم إعادة إعمار القطاع. صحيح أن حماس لها موقع في غزة، ولكن الدعم كان شفافا جدا ومرئيا للجميع بما في ذلك حكومتكم وهم يعرفون جيدا أين يذهب المال، ويعرفون أيضا مساهمة هذا الدعم في السلام والاستقرار في غزة، وهو ما يمنع نشوب أي حروب محتملة هناك. لقد اعتمدنا في سياساتنا مبدأ دعم الشعب الفلسطيني ودعم إعادة بناء مجتمعه وقدرته على الصمود كوسيلة للسلام والاستقرار، وقد شهدنا هذا الاستقرار منذ عام 2014.
إن علاقة حماس مع قطر لا تتعدى التمثيل السياسي، حيث أن لها مكتب في الدوحة وقد كان هذا المكتب مفيدا جدا للجميع، فحين كان لحماس مكتب تمثيلي في الدوحة تمكنت قطر من المساعدة في عقد اتفاقات ساهمت في إنهاء حربين في الأعوام 2008 و2014.
كما ساهمت قطر أيضا إتمام المصالحة الوطنية، وهي الخطوة الأولى لاتفاق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والآن مع علاقة حماس ومصر ومساهمة مصر والمصالحة فكانت قطر أول دولة ترحب بهذه المصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية، لأننا نؤمن بالوحدة الفلسطينية كشرط مسبق لأي اتفاق سلام، وبصرف النظر عن من يتوسط لإتمام هذه المصالحة فان قطر سترحب بها، وقد تعهدت قطر بتمويل إعادة بناء المرافق الحكومية في غزة لأننا نؤمن بالوحدة الفلسطينية وليس بسبب وجود حماس في مصر اليوم.
أعتقد أن السؤال يجب أن يطرح على الدول التي تستخدم هذه الصيغة في الولايات المتحدة أو في الغرب كمبررا للحصار على بلدي، أولئك الذين يتذرعون بأن قطر تدعم حماس في حين أنهم لم يفصلوا أنفسهم من حماس ولم يعتبروها إرهابية، والآن بدأوا يتحدثون عن ذلك وفجأة نجد حماس في مصر وتتلقى الإشادات من قبل حكومتها والحكومات الأخرى، لقد كان موقف قطر واضحا وشفافا جدا، وسنواصل دعم الشعب في غزة لأنهم في أمس الحاجة إليها، ونعتقد أن دعمنا ومساهماتنا في إعادة غزة ساهمت في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وسنكون أول من يحتفي بالوحدة الوطنية بين الفلسطينيين.