13 ديسمبر 2017
بطبيعة الحال هذا هو لقاءنا الأول ولكنه ان شاء الله سيكون لقاءا متجددا، أطلعكم فيه على مواقف دولة قطر تجاه القضايا المختلفة دولية كانت او إقليمية.
وفي هذا المقام يسرني ان اخدم وطني تحت القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، ومعالي رئيس مجلس الوزراء، كما لا يفوتني ان اشكر سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية على ثقته الكبيرة والغالية.
لقاءنا اليوم كما في لقاءاتنا القادمة ان شاء الله، سيكون لقاءا ذا شقين، في الشق الأول أطلعكم على مواقف قطر المختلفة من الشأن الجاري عموما، اما الشق الثاني فهو متروك لأسئلتكم واستفساراتكم.
فيما يتعلق بملخص المواقف لعل الحدث الأبرز في الأسبوع الماضي كان قرار الرئيس الأمريكي نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس وإعلانها عاصمة لإسرائيل وهي الخطوة أحادية الجانب التي لاقت رفضاً عاما في المحافل الدولية وقد بدا ذلك واضحا في الجلسة الطارئة التي عقدت في مجلس الأمن في الثامن من ديسمبر كما توالت ردود الأفعال واللقاءات في هذا الصدد وآخرها القمة الطارئة في إسطنبول اليوم.
ونؤكد مرة أخرى على موقف دولة قطر الرافض لهذا القرار والمستنكر له ومحذرين المجتمع الدولي من مآلاته ومؤكدين في ذات الآن أن لا أثر لهذه الخطوة على الوضع القانوني ولا حتى المعنوي لمدينة القدس المحتلة التي تهفو إليها قلوب الملايين من البشر مسلمين ومسيحين بل على النقيض من ذلك فإن هذه الخطوة تأتي في مواجهة الشرعية الدولية ومنها على سبيل المثال لا الحصر قرار الأمم المتحدة رقم 478 لعام 1980 والذي يقضي بسحب البعثات الدبلوماسية من القدس وعليه فإننا نضم صوتنا إلى الأصوات الدولية المطالبة بالتراجع عن هذا القرار.
وفي سياق آخر لعله يكون أكثر تفاؤلاً أعلن رئيس مجلس الوزراء العراقي السيد حيدر العبادي نهاية الحرب على تنظيم داعش الإجرامي وهو الخبر الذي تلقته دولة قطر بالترحيب والمباركة وحري بنا أن نستذكر هنا أن معركة ما بعد داعش لا تقل خطورة ولا أهمية من قتال داعش حيث أن معركة البناء وإعادة اللحمة الوطنية - التي نتمنى أن لا تقصي أحدا ولا تهمش فئة – ستبدأ، وعليه فإننا نتطلع أن نرى عراقا مزدهرا قويا يقوم على سواعد أبنائه جميعا بجميع طوائفهم وفئاتهم وانطلاقا بالتزامها بنهضة الجمهورية العراقية الشقيقة فإن دولة قطر تتطلع بالمشاركة في مؤتمر إعادة إعمار العراق الذي سيعقد في الكويت في الربع الأول من العام القادم .
وفي تطور آخر فقد أدانت دولة قطر التفجير الذي وقع في محطة مترو الأنفاق بمدينة نيويورك ونؤكد أن الاعتداء على الأبرياء المدنيين فعل إجرامي لا يمكن القبول به تحت أي مسوغ أو مبرر.
أما فيما يخص الشأن الخليجي نثمن لدولة الكويت الشقيقة جهودها التي أثمرت عن انعقاد قمة مجلس التعاون الخليجي في موعدها وما مشاركة دولة قطر على مستوى القيادة الا تجل واضح لهذا التقدير كما أن هذه المشاركة جاءت للحفاظ على كيان مجلس التعاون من التفكك التام.
أخيرا فإننا مستمرون على نهجنا الداعي لرأب الصدع من خلال الحوار تحت مظلة الوساطة الكريمة لسمو أمير دولة الكويت مؤكدين في ذات الآن أننا ماضون في تعزيز شراكاتنا الاستراتيجية مع دول العالم المختلفة بما يضمن استدامة اقتصادنا واستقلال قرارنا.