دولة قطر: الإرهاب يشكل تهديدا للقيم والمبادئ الإنسانية

دولة قطر: الإرهاب يشكل تهديدا للقيم والمبادئ الإنسانية

جنيف/المكتب الإعلامي/ 05 مارس 2015/ أكدت دولة قطر أن الإرهاب يشكل تهديدا للقيم والمبادئ الإنسانية، مشددة على أن أساليب مواجهته التي لا تتوافق مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان تشكل هي الأخرى تقويضاً لهذه الحقوق، وعبئا إضافياً على المعاناة التي يتسبب بها الإرهاب. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها سعادة السيد فيصل بن عبدالله آل حنزاب، المندوب الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، خلال الدورة الثامنة والعشرين لمجلس حقوق الإنسان، ضمن البند الثاني، "الحوار التفاعلي مع المفوض السامي لحقوق الإنسان حول تقريره السنوي". وقال سعادة السيد فيصل بن عبدالله آل حنزاب "نشارك السيد المفوض السامي رأيه في أن مكافحة الارهاب تمثل واحدة من التحديات الكبيرة التي تواجه عالمنا اليوم. ومثلما يشكل الارهاب تهديداً للقيم والمبادئ الانسانية فإن أساليب مواجهته التي لا تتوافق مع المعايير الدولية لحقوق الانسان تشكل هي الأخرى تقويضاً لهذه الحقوق، وعبئا إضافياً على المعاناة التي يتسبب بها الارهاب. وشدد سعادته على أن "مكافحة الارهاب أصبحت اليوم ذريعة للتمييز بين الناس على أساس دينهم وعرقهم، كما أصبحت حجة لبعض الانظمة المستبدة لقمع شعوبها، والأدهى من ذلك أن حق الشعوب في مقاومة الاحتلال الذي تكفله المواثيق الدولية، صار يسمى إرهاباً وتباركه عدد من الدول التي تجرم الضحية وتمجد الجلاد وتبرر أفعاله بحجة حقه في الدفاع عن نفسه ومكافحة الارهاب". وأضاف أن الغطرسة الاسرائيلية تدفعها للمضي قدما في تنفيذ خططها وسياساتها الاستعمارية والتمييزية، خاصة فيما يتعلق بتهويد القدس، ومواصلة الاستيطان، في تحد غير مقبول للشرعية الدولية، ناهيك عن تنصلها من الدخول في مفاوضات جدية لإحلال السلام بناء على الأسس والمرجعيات المتفق عليها دوليا. ودعا المندوب الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف المجتمع الدولي إلى العمل على تحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وضمان حصول الفلسطينيين على كافة حقوقهم المشروعة، وإقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، ومساءلة جميع المسؤولين عن الانتهاكات والجرائم التي حدثت بحق الشعب الفلسطيني. وقال سعادة السيد فيصل بن عبدالله آل حنزاب، المندوب الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف إنه "ليس هناك وصفاً لما يحدث في سوريا من قتل وإبادة وتدمير يمارسه النظام السوري بشكل ممنهج ويومي، حتى وصل عدد القتلى الى أكثر من 200 الف شخص، والملايين من النازحين واللاجئين، سوى بأنها من أفظع الكوارث الإنسانية التي يواجهها العالم في العصر الحديث والأكثر خطورة في امتداد آثارها السلبية إلى دول المنطقة". وأكد سعادته أن الشعب السوري أصبح اليوم يعيش في مأساة حقيقية تتأرجح بين تقاعس المجتمع الدولي في التوصل إلى حل ينهي الأزمة السورية، وبين استغلال النظام السوري لهذا العجز في ارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات الجسيمة، والسماح للجماعات الإرهابية والمتطرفة بالانتشار في سوريا وفي المنطقة مما وضع الشعب السوري بين كماشة نظام مستبد وجماعات متطرفة. وأدان بشدة الانقلاب المسلح الذي قامت به جماعة الحوثي وداعميهم، ضد الحكومة اليمنية الشرعية، الأمر الذي يعرض البلاد إلى مخاطر الانزلاق في متاهات التمزق والانقسام الطائفي والسياسي، وإلى ارتكاب المزيد من انتهاكات حقوق الانسان، مما يهدد سيادته ووحدة أراضيه، ويقوض العملية السياسية السلمية. ورحب سعادة السيد فيصل بن عبدالله آل حنزاب "باستئناف الحوار السياسي الليبي، وحث جميع الاطراف المتنازعة، على الوقف الفوري للقتال وأعمال العنف، والانخراط بصورة جدية في المفاوضات، بما يمكنهم من تجاوز الأزمة السياسية والأمنية الراهنة، وتحسين مجمل الأوضاع في البلاد، ويسهم في تعزيز وحماية حقوق الإنسان". واختتم المندوب الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، كلمته، مؤكدا أن دولة قطر ومن خلال رؤيتها الوطنية 2030، ستواصل تعزيز الشراكة مع المنظمات الإقليمية والدولية من أجل مساندة ودعم كافة الجهود الانسانية والتنموية العالمية بما يتناسب مع التحديات المعاصرة، ويدفع بالجهود الرامية لحماية وتعزيز حقوق الإنسان.