سفير قطر لدى إسبانيا: قطر تراهن في سياستها الخارجية على الحوار

سفير قطر لدى إسبانيا: قطر تراهن في سياستها الخارجية على الحوار

مدريد – المكتب الإعلامي -  14 يناير

أكد سعادة السيد محمد جهام الكواري سفير دولة قطر لدى مملكة إسبانيا أن الهدف الوحيد من وراء اتهام دولة قطر بتمويل الإرهاب يتمثل في تغيير سياستها الداخلية والخارجية.

ولفت سعادته، في مقابلة مع مجلة Viajes y Turismo  السياحية، إلى عدم طرح أية مشاكل مع قطر قبل الأزمة الراهنة في اجتماعات مجلس التعاون الخليجي التي تمثل المكان المناسب والمنطقي لمعالجة هذا الأمور، قائلا "لا تريد بعض حكومات المنطقة أن تكون قطر دولة منفتحة ومتسامحة، وأن تتقبل وتحترم الأقليات الدينية، وأن تراهن في سياستها الخارجية على الحوار".

وأضاف بقوله "لا يقبل هؤلاء قناة الجزيرة باعتبار أنها وسيلة إعلام مستقلة، ولا يقبلون حرية الصحافة، ويسعون لاستبدال النظام القطري بنظام آخر لا ينظر نحو المستقبل والحداثة.. لدينا أفضل الجامعات وسننظم بطولة كأس العالم.. ولدينا علاقات جيدة مع كافة دول العالم، فهل يعقل بأن نخاطر بكل هذا من أجل تمويل الإرهاب؟ هذا غير منطقي".

ورداً على سؤال بشأن قناة الجزيرة، قال الكواري" لا يمكنني كسفير أن أتحدث باسم قناة الجزيرة لأنها مؤسسة إعلامية مستقلة، مثلما لا يستطيع سفير بريطاني أن يتحدث باسم الـ /بي بي سي/، أو سفير أمريكي باسم /سي أن أن/"، مشيرا إلى أن قناة الجزيرة لديها مجلس إدارة يدرس ويحدد سياسة القناة في ضوء الأحداث الجارية، وموضحا أنه "بالطبع قد تخطئ القناة في أمر ما مثل أي وسيلة إعلام أخرى، إلا أنني كمواطن أظن بأن حرية الصحافة مهمة".

وأشار سعادة السفير إلى اعتقال صحفيين سويسريين في الإمارات بتهمة التعاون مع دولة قطر، قائلا في هذا السياق "هناك من ينتقد قطر لكننا لا نملك قوائم سوداء بأسماء المدرسين والطلاب الذين يفكرون بطريقة مختلفة، أما في الإمارات فقد تم منع بروفيسور أمريكي من الدخول لكتابته مقالاً انتقد فيه الدولة".. مضيفا "لا يمكن بالخوف تطوير البلاد، ولا يمكن إغلاقها على العالم بداعي الخوف".

كما أوضح أن قطر تريد الانفتاح على العالم وهي تزدهر بفضل التحالفات ودعم الدول الأخرى التي تفهم سياستها.

ورداً على سؤال بشأن الصورة غير المقبولة للإسلام في مختلف الدول الغربية، رأى سعادته أن صورة الإسلام ساءت في السنوات الأخيرة نتيجة الجرائم الرهيبة التي ارتكبها المتطرفون باسم الإسلام، مبينا أن الإسلام دين سلام ورحمة لكن هناك من يفسره على نحو آخر.

وأشار سعادته، في جانب آخر من المقابلة الصحفية، إلى وجود شركات إسبانية تعمل في مشاريع مهمة جداً في قطر، وقال "هناك نحو 60 شركة إسبانية في قطر تعمل في مجالات الطاقة والمواصلات والسياحة والتعليم والرياضة والصحة".. لافتا إلى أن قطر تملك أيضاً استثمارات مهمة في شركات إسبانية.

وذكر سعادة السيد محمد جهام الكواري أن هنالك جالية إسبانية مهمة في قطر يتراوح عددها ما بين 3 و4 آلاف مواطن إسباني، إضافة إلى جالية لاتينية تتقاسم معها اللغة، وكشف عن وجود مدرسة إسبانية في قطر تابعة لجامعة SEK، وقال في هذا الصدد "إن قطر تعد أول دولة عربية تستضيف مدرسة إسبانية ونحن على تواصل لافتتاح مدرسة ثانية".

ورأى سعادته أن قيم الديمقراطية راسخة في إسبانيا التي نجحت في الجمع بين التطور واحترام التقاليد، حيث قال في هذا السياق "ازدهرت الثقافة في إسبانيا التي حافظت على إرثها الفني والثقافي على كافة المستويات".