المبعوث الخاص لوزير الخارجية: أوروبا لا تقوم بما يكفي تجاه قضايا الشرق الأوسط

المبعوث الخاص لوزير الخارجية: أوروبا لا تقوم بما يكفي تجاه قضايا الشرق الأوسط

الدوحة – المكتب الإعلامي – 15 ديسمبر

أكد سعادة الدكتور مطلق بن ماجد القحطاني المبعوث الخاص لوزير الخارجية لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات وجود شعور عام في المنطقة العربية بأن أوروبا لا تقوم بما يكفي تجاه قضايا الشرق الأوسط المحورية رغم قدرتها على لعب دور أكبر لا سيما في أزمة حصار قطر والقضية السورية وما يحدث في ليبيا وغيرها .

وقال سعادته في مداخلته بجلسة "الاستقطاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا : ما هو الدور الأوروبي" التي عقدت ضمن فعاليات منتدى الدوحة اليوم أن الدور الأوروبي ليس فاعلا بالشكل المطلوب وهناك نقص في زعامة دول الاتحاد الأوروبي وكذلك عدم الثبات على سياسة خارجية مشتركة مشيرا إلى أن الأوروبيين هم من عزلوا أنفسهم بعدم الانسجام فيما بينهم وعدم اتخاذ مواقف فاعلة بالقضايا المحورية في العالم رغم تمتعهم بإمكانات كبيرة وقيم ومبادئ راسخة.

ولفت الدكتور مطلق القحطاني إلى أن الاتحاد الأوروبي لعب أدوارا استباقية في كثير من دول العالم لكن مواقفهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا متقلبة وفقا للمصالح والأهواء فأحيانا تتخذ موقفا قويا وسريعا كما حدث "مع إيران" لكن الجرائم الشنيعة كالتي ارتكبت في اسطنبول لم يكن الموقف كما كان منتظرا وفقا لمبادئه في حقوق الإنسان وحماية الحريات. وكذلك الأزمة السورية والقضية الفلسطينية.

وشدد المبعوث الخاص لوزير الخارجية لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات على أن المصالح الوطنية والأمنية الأوروبية على المحك ولا يستطيع الاتحاد الأوروبي التملص من مسؤولياته تجاه قضايا الهجرة واللاجئين والنزاعات المسلحة في الشرق الأوسط لأن الخطر محدق بالجميع.

وعن الأزمة الخليجية أوضح سعادته أن دولة قطر قوية ومتحدة وتتعامل بشكل جيد مع هذه الأزمة ولا تغفل في الوقت ذاته المشاركة في محاربة الإرهاب حول العالم والأعمال الإغاثية والإنسانية وتنمية المجتمعات الفقيرة وتزيل العقبات من أمام الحلول السياسية بمناطق النزاعات ونتعاون مع أصدقائنا وحلفائنا من دول العالم المختلفة.

من جانبهم ، أكد متحدثون في الجلسة على أهمية أن تلعب دول أوروبا مجتمعة دورا بارزا في القضايا التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، للتوصل الى حلول تعزز الأمن والاستقرار في المنطقة، لاسيما أن أوروبا ليست بعيدة عن المنطقة وقد عانت كثيرا من الآثار السلبية للأزمات التي حدثت وفي مقدمة ذلك ملف الهجرة مشددين على أهمية اتخاذ موقف أوروبي واضح في مسألة تصدير الأسلحة إلى المنطقة، وعدم البحث فقط عن تحقيق المصلحة الاقتصادية الفردية لكل بلد على ، بل لابد من مراعاة منظومة القيم التي تلتزم بها.

بينما برر متحدثون آخرون دور الأوروبيين الحذر في التعامل مع قضايا منطقة الشرق الأوسط وعدم تدخلهم إلا في حال دعوتهم بأهمية التوصل لحلول من رحم الإقليم ذاته لتلك المشاكل، مشددين على أهمية التفعيل الجيد للعمل الدبلوماسي، إيمانا بأن المشاكل تنبع وتتفاقم من توقف الجهود الدبلوماسية في أية قضية وقد تتطور المسائل البسيطة إلى صراعات لا يحمد عقباها وبالتالي تؤثر سلبا على الاقليم ككل مضيفين بأن المشاكل الداخلية للدول الأوروبية لا تمنع من لعب دور عالمي وإقليمي والمشاركة في حل القضايا العالقة.

شارك في الجلسة سعادة السيد آر. تي. هون أليستر بيرت عضو البرلمان ووزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث ووزير الدولة في وزارة التنمية الدولية بالمملكة المتحدة والسيد سيكمر غابريل ، عضو البرلمان الالماني، ووزير خارجية سابق والسيد ابراهيم كالين، المستشار الخاص للرئيس التركي والمتحدث الرسمي باسم الرئاسة بينما أدار الجلسة السيد جوليان بارن داكي مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية".