دولة قطر تشارك في مؤتمر الأمم المتحدة للتعاون بين بلدان الجنوب في بوينس آيرس

دولة قطر تشارك في مؤتمر الأمم المتحدة للتعاون بين بلدان الجنوب في بوينس آيرس

بوينس آيرس – المكتب الإعلامي - 20 مارس

شاركت دولة قطر في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأمم المتحدة الرفيع المستوى الثاني المعني بالتعاون بين بلدان الجنوب الذي بدأ أعماله في بوينس آيرس اليوم، ويستمر حتى 22 مارس الحالي.

وترأس وفد دولة قطر للمؤتمر سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية.

وأكد سعادته في بيان دولة قطر أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أن أجندة التعاون بين بلدان الجنوب تمثل ركيزة أساسية في السياسة الخارجية للدولة، مشيرا إلى حرص دولة قطر على أن تكون الدوحة منبراً للمجموعة وللأمم المتحدة لتعزيز التعاون الدولي ومواجهة المخاطر المحدقة بالسلم والأمن الدوليين، واحترام سيادة القانون وتحقيق التنمية.

وقال إننا نجتمع اليوم في نفس المكان الذي تم فيه قبل أربعين سنة اعتماد خطة عمل بوينس آيرس لتشجيع وتنفيذ التعاون التقني بين البلدان النامية.. مضيفا "إننا نجتمع مرة أخرى لتجديد التزامنا بمواصلة التعاون بين بلدان الجنوب، الذي يكتسي أهمية استثنائية في ظل التحديات المتزايدة التي يواجهها عالمنا، والتي تتطلب المزيد من التعاون والتنسيق من أجل تحقيق التنمية والازدهار لشعوبنا وللعالم أجمع".

ونوه سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية إلى أنه "في ظل التحولات المختلفة في النظام الاقتصادي الدولي، والتحديات المتزايدة لإيجاد بيئة دولية تكفل تحقيق الانتعاش الاقتصادي العالمي، وآثارها على بلدان الجنوب، فإن هناك حاجة ماسة لمراجعة شاملة واعتماد مواقف واضحة تضمن مصالحنا المشتركة كمجموعة، وتديم زخم مساهماتنا الايجابية في الفضاء الدولي، ولاسيما في الأمم المتحدة. وتقييم التقدم المحرز، والمضي قدماً لتعزيز سبل الاستثمار في تعاوننا وترسيخه للتغلب على التحديات التي تواجهها بلدان الجنوب، وتنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030، وبلورة رؤية مشتركة للمستقبل".

وشدد سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي على أنه انطلاقاً من إيمان دولة قطر بالعمل المتعدد الأطراف، وإدراكها بأن الإمكانيات الكامنة والكبيرة لدى بلدان الجنوب تؤهلها أن تلعب دوراً فاعلاً وريادياً على الساحة الدولية، فإن التعاون بين بلدان الجنوب هو مسألة حيوية وهامة لدولنا، ويتطلب المزيد من التعاون وتشارك الخبرة الفنية وتبادل التجارب بين دول المجموعة.

وقال إن دولة قطر واصلت تقديم المساعدات التنموية والانسانية في إطار المجموعة وعلى المستوى الدولي مذّكرا باستضافة دولة قطر في العام 2005 لقمة الجنوب الثانية التي تمخض عنها عمل الدوحة، ورئاستها السابقة للجنة الرفيعة المعنية بالتعاون مع بلدان الجنوب التي تكللت في عام 2009 بانعقاد مؤتمر الأمم المتحدة الرفيع المستوى بالتعاون مع بلدان الجنوب بمناسبة الذكرى الثلاثين لانطلاق خطة عمل بوينس آيرس.. لافتا إلى أن دولة قطر تشرفت بتيسير انعقاده ورئاسته في نيروبي، والذي تمخض عنه إعلان نيروبي للتعاون بين بلدان الجنوب.

واعتبر سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية استضافة دولة قطر للمعرض العربي الإقليمي الأول للتنمية بين بلدان الجنوب في العام 2014 تأكيدا على التزامها بتعزيز التعاون بين بلدان الجنوب، والحفاظ على مصالحها المشتركة.. مضيفا أنه نظرا للترابط الوثيق بين الجهود التي تبذلها بلدان الجنوب والجهود الانمائية العالمية، وانسجاما مع التزاماتنا كعضو فاعل في المجموعة الدولية فقد استضافت الدوحة في العام 2008 مؤتمر المتابعة الدولي لتمويل التنمية المعني باستعراض تنفيذ توافق آراء مونتيري.

وقال سعادته إن ما تواجهه بلدان الجنوب من تحديات مختلفة تجعل من التعاون والتكاتف بينها أمرا بالغ الأهمية، معتبرا أن الخروج عن الثوابت المشتركة للمجموعة وللمجتمع الدولي المكرسة في ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، والمتمثلة في الالتزام بمبادئ إنماء العلاقات الودية بين الدول واحترام السيادة الوطنية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، يفاقم التحديات القائمة لبلدان الجنوب، ويلهيها عن العمل لتحقيق الأهداف التي نعمل عليها كمجموعة.

وعبر سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي عن الأسف لتجاهل بعض الدول لهذه المبادئ، واعتماد سياسات ضد دول أعضاء في مجموعتنا من أجل تحقيق أهداف غير مشروعة وتحت ذرائع مكشوفة وزائفة تتناقض مع أهداف ومقاصد الأمم المتحدة والقانون الدولي، وقبل ذلك تشكل انتهاكا للثوابت والمبادئ التي تكافح من أجلها بلدان الجنوب، مجددا التأكيد على وجوب الالتزام بثوابت العمل الجماعي الذي دأبت عليه بلدان الجنوب، والوفاء بالالتزامات الدولية والتخلي عن أية إجراءات أو سياسات تضر بالدول الأخرى وتسيء إليها تحت دوافع ومسوغات يحظرها ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.

وأضاف سعادته قائلا "إن رؤيتنا في دولة قطر حول أهمية العمل الجماعي والتعاون على مستوى المجموعة والعلاقات المتعددة الأطراف ينطلق من قناعتنا بأننا نواجه نفس التحديات ونتشارك نفس المصير. وبالنظر للدور الفعال الذي يضطلع به التعاون فيما بين بلدان الجنوب، والتعاون الثلاثي في مجال التعاون الإنمائي الدولي، وفي تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030، وانطلاقا من إيماننا بأن الأمم المتحدة هي مظلة دولية جامعة لجميع المجموعات والدول، وقناعتنا بتقاسم الأعباء والمسؤوليات للدول الأعضاء، فقد تعهدت دولة قطر مؤخرا بتقديم دعم متعدد السنوات وغير مخصص للموارد الأساسية لتمويل منظمات الأمم المتحدة بمبلغ 500 مليون دولار أمريكي، ويوجه جزء منها لشبكة المختبرات القطرية لتسريع أهداف لتنمية المستدامة، والذي تشكل بلدان الجنوب المستفيد الرئيسي منه".

وجدد سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية التزام دولة قطر بمبدأ التعاون والشراكة لمواجهة التحديات، والمضي قدما في تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030، مؤكدا عزم دولة قطر على مواصلة مساهمتها لتعزيز التعاون بين بلدان الجنوب "بما يعكس الإرادة السياسية التي يشهدها مؤتمرنا اليوم، والمضي قدما في جهودنا المشتركة"، مؤكدا دعم دولة قطر للوثيقة الختامية للمؤتمر، كقيمة مضافة في جهودها لتعزيز التعاون بين بلدان الجنوب ومواصلة تحسين فعاليته الإنمائية.

وأعرب سعادته عن شكره وتقديره لشعب وحكومة الأرجنتين الصديقة على كرم الضيافة، والتنظيم العالي المستوى للمؤتمر، كما أثنى على الجهود القيمة للمندوبين الدائمين لليتوانيا وأوغندا لدى الأمم المتحدة، في قيادة وتيسير المفاوضات الحكومية الدولية، التي أفضت إلى اعتماد الوثيقة الختامية المعروضة على المؤتمر، والتي شاركت دولة قطر مع الدول الأخرى في التوصل لها.