وزارة الخارجية تحتفل باليوم العالمي للأمم المتحدة

وزارة الخارجية تحتفل باليوم العالمي للأمم المتحدة

الدوحة – المكتب الإعلامي - 31 أكتوبر

نظمت وزارة الخارجية بالشراكة مع اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للأمم المتحدة والذي يصادف الرابع والعشرين من أكتوبر من كل عام، وذلك في إطار الاحتفاء بالتعاون القائم بين دولة قطر والأمم المتحدة.

حضر الحفل الذي أقيم اليوم بالنادي الدبلوماسي، سعادة الدكتور أحمد بن حسن الحمادي الأمين العام لوزارة الخارجية، وسعادة الدكتور أحمد المريخي المبعوث الإنساني للأمين العام للأمم المتحد، والسيدة آنا باوليني مدير مكتب اليونسكو بالدوحة، وعدد من المسؤولين بوزارة الخارجية وممثلي مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات العمل الاجتماعي والخيري.

وفي كلمة في بداية الحفل، أكد سعادة الدكتور أحمد بن حسن الحمادي الأمين العام لوزارة الخارجية، أن هذه الاحتفالية تأتي اعتزازا وتتويجا لما حققته الشراكة المتميزة بين دولة قطر والأمم المتحدة، كما تأتي استكمالا للاحتفال الباهر باليوم العالمي للأمم المتحدة والذي أقيم في نيويورك الأسبوع المنصرم برعاية دولة قطر. كما تأتي هذه الاحتفالية للتعبير عن الاعتزاز بما حققته الشراكة بين الطرفين من نقلة نوعية في تاريخ العلاقات الدولية خاصة وفي الحياة الإنسانية عامة.

وأشاد سعادته بالعلاقات المميزة منذ انضمام دولة قطر لمنظمة الأمم المتحدة في عام 1971، مشيرا في هذا السياق إلى تشكيل الوفد الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة في نيويورك في ذات العام بهدف تمثيل البلاد وإدارة علاقاتها مع المنظمة، ومن ثم توالي افتتاح البعثات القطرية الممثلة في الأمم المتحدة في مختلف مدن العالم.

وثمن سعادة الأمين العام لوزارة الخارجية الشراكة الاستراتيجية بين قطر والأمم المتحدة والتي عملت على تحقيق أهدافها بما في ذلك الحفاظ على الأمن والسلام الدوليين، ودعم جهود التنمية الدولية وتعزيز حقوق الإنسان وترسيخها وتوفير الإغاثات الإنسانية بالإضافة للمشاركة في الجهود والمبادرات الجماعية بمعالجة التحديات الحالية والناشئة التي تواجه العالم.

وأكد سعادة الدكتور أحمد بن حسن الحمادي الأمين العام لوزارة الخارجية، التزام دولة قطر بدورها تجاه الأمم المتحدة من خلال استمرار تقديم مساهمات مالية سخية للعديد من هيئات المنظمة، وافتتاح عدة مكاتب للأمم المتحدة في الدوحة، بالإضافة إلى مشاركة دولة قطر الفاعلة في اجتماعات الأمم المتحدة والجهود الجماعية، إذ إنها تلعب دور الوسيط في الأزمات الدولية وتعمل على تعزيز حوار الأديان ودعم تحالف الحضارات وحماية حقوق الإنسان بالداخل والخارج والمشاركة في صنع القرار بتمويل التنمية والإغاثة وإعادة الإعمار.

وشدد سعادته على أن دعم دولة قطر للأمم المتحدة نابع من إيمانها الراسخ بقدرة المنظمة على تجاوز الأزمات الدولية من خلال عملها على تحقيق السلم والأمن الدوليين ومكافحة الإرهاب وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومواجهة التحديات المشتركة وفي مقدمتها تحديات المناخ والتغيرات المناخية والتي دعمت قطر خطط الأمم المتحدة لمواجهتها.

من جهتها قالت الدكتورة حمدة السليطي أمين عام اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم في كلمتها خلال الحفل، إن الهدف من هذه الاحتفالية هو تذكير العالم بأهمية وضرورة تفعيل وتعزيز دور هذه المنظمة لكي تحقق الأهداف التي من أجلها تأسست في الرابع والعشرين من أكتوبر 1945 وهي تحقيق الأمن والسلم الدوليين.

وأشادت الدكتورة السليطي بالنجاح الذي حققته هيئة الأمم المتحدة على مدار السنوات الطويلة من عمرها والذي تمثل في منجزات كثيرة بالمجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية والبيئية والثقافية والتعليمية، والتي أسهمت في استقلال دول كثيرة وحل الخلافات السياسية بين دول أخرى، بجانب مساعدات إنمائية وفنية قدمتها للدول النامية لمساعدتها على استثمار مواردها الطبيعية، وتنمية ثرواتها الوطنية والبشرية ومشروعاتها التنموية ورعاية حقوق الإنسان في مجالات الصحة والتعليم والثقافة.

وتابعت الدكتورة حمدة السليطي: "هذا فضلا عن تقديم المساعدات الطبية لمحاصرة الأمراض المعدية، وبناء المؤسسات التربوية لتوفير فرص التعليم لكثير من أطفال العالم المشردين، وإقامة المؤتمرات التي تعزز الحوار والتقارب بين ثقافات الشعوب وتدعو للتعايش السلمي فيما بينها، بجانب إصدار العديد من التشريعات والاتفاقيات لحماية حقوق المرأة، والطفل، والمسنين، وذوي الإعاقة".

وطالبت أمين عام اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، الأمم المتحدة بضرورة إحداث إصلاحات جذرية في جميع مؤسساتها وهيئاتها بحيث تكون لقراراتها المصداقية والتأثير بعيدة عن هيمنة بعض الدول، وأن يكون للمنظمة الدور الأكبر والمؤثر في إنهاء ويلات الحروب والمجاعات والنزاعات الدولية وفي تحقيق احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها، وأضافت "ومن هذا المنطلق واعتبارا من يناير 2020 ستطلق حملة /أمم-75/ حوارات على جميع الأصعدة، من الفصول الدراسية إلى المجالس الإدارية، ومن البرلمانات إلى مجالس البلديات. بهدف الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس، للاستماع إلى آمالهم ومخاوفهم، وللاستفادة من أفكارهم وخبراتهم".

ولفتت السليطي إلى ما تقدمه دولة قطر، ولا زالت من مساعدات إنمائية وإنسانية لهيئات ومؤسسات ومكاتب هيئة الأمم المتحدة على مستوى العالم لدعم وتعزيز أهدافها في مجالات عملها، والتي ساهمت في بناء مؤسسات تربوية ومدارس في البلدان الفقيرة في آسيا وأفريقيا، ووفرت فرص التعليم لملايين الأطفال حول العالم، وشاركت بالمال والخبرة في مكافحة الأمراض المعدية في مناطق النزاعات، إيمانا من الدولة بحق الإنسان أن يعيش حياة أفضل بغض النظر عن جنسه، أو لغته، أو عقيدته.

بدورها أشادت السيدة آنا باوليني مدير مكتب اليونسكو بالدوحة في كلمتها بدور دولة قطر الداعم لمنظمة اليونسكو مدللة على ذلك باستضافة دولة قطر لمكتب المنظمة، مشيرة إلى أن العلاقة بين الطرفين مبنية على التفاهم والاحترام المتبادل.

وعبرت السيدة آنا باعتزازها بالعمل ضمن عائلة الأمم المتحدة، مؤكدة أن القانون الذي تنتهجه الأمم المتحدة يسعى لتحقيق الأمن والسلم، كما أن الخطط الموضوعة من قبل منظمات الأمم المتحدة تسعى لمعالجة المشاكل في العالم ونشر السلام وإنقاذ حياة الأشخاص، ما يتطلب دعم ومساعدة من الدولة وهو ما يعد حجر أساس لصناعة مستقبل أفضل.

وفي ختام كلمتها قدمت السيدة آنا باوليني مدير مكتب اليونسكو بالدوحة شكرها لدولة قطر لتهيئتها لهذه الفرصة للتذكير بالقيم النبيلة لمساعدة الإنسانية والنهوض بها، وتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز جودة التعليم. كما تطرقت للتحديات التي لازالت تواجه تحقيق أهداف الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو كالتمييز العنصري والتمييز ضد المرأة، ومشاكل المساواة بين الجنسين والتي لاتزال آثارها باقية بحسب وصفها.

كما أشادت السيدة آن بالجهود الكبيرة التي حققتها دولة قطر في تمكين المرأة وذلك من خلال التشريعات والقوانين بجانب التعليم، والذي مكن المرأة القطرية من تبوء المناصب القيادية، بجانب تمثيل دولة قطر في المحافل الدولية والمنظمات الأممية التابعة للأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية.

وفي جلسة حوارية أقيمت على هامش الاحتفال وأدارها سعادة السفير طارق علي الأنصاري مدير إدارة التعاون الدولي بوزارة الخارجية، أشارت السيدة آمال المناعي الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي إلى الدور المهم الذي تلعبه المؤسسة في المجتمع، باعتبارها أحد القطاعات التنموية المهمة التي تربط بين كافة قطاعات الدولة سواء الحكومي أو الخاص أو المدني.

وأشارت المناعي إلى أن العلاقة التي تربط المؤسسة بالأمم المتحدة تتمحور في العضوية الاستشارية التي حصلت عليها المؤسسة في العام 2016، لافتة في ذات الصدد إلى الفعاليات الدولية الكبيرة التي كلفت المؤسسة بتنظيمها كمؤتمر الإعاقة والتنمية والذي سيقام في ديسمبر المقبل، بمشاركة كافة منظمات الأمم المتحدة، موضحة أن هناك جلسة مهمة ستعقد بالتعاون مع وزارة الخارجية واليونسكو تتعلق بالتعليم وهي تحاكي التقارب بين اتفاقية حقوق الأشخاص المعاقين وأجندة التنمية المستدامة للأمم المتحدة وتعظيم الاستفادة في التعليم والتوظيف والصحة وغيرها من المجالات المهمة.

ونوهت المناعي إلى أن المؤسسة لعبت دورا كبيرا في تصميم استراتيجية التنمية الوطنية، كما انها مسؤولة حاليا عن أكثر من 42 مشروعا وهي بحاجة لخبرات منظمات الأمم المتحدة في بناء القدرات، وتابعت "علاقتنا تشاركية وتبادلية حية ومستدامة، ونحن كمنظمة مجتمع مدني نلعب دورا يتيح لنا فرصة لتطوير أنفسنا وتعزيز خبراتنا وبناء قدراتنا".

من جانبه أشار الدكتور عبدالعزيز محمد الحر مدير المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية في مداخلته خلال الجلسة إلى الشعور المتزايد بانحسار دور المنظمات الدولية وعدم قدرتها على التفاعل مع القضايا الدولية، مؤكدا أن هذا الشعور تنامى مع تصاعد التيارات اليمينية في أوروبا وأمريكا، وأن النقاش بين المعنيين يدور الآن حول آلية إعادة هيكلة المنظمات لنفسها وإعادة الثقة من جديد بقدرتها على استعادة فاعليتها، وقدرتها على التفاعل مع الأزمات.

كما تطرق الدكتور الحر لهيئة اليونيتار وهو جناح تدريبي تابع للأمم المتحدة، مؤكدا أن التعاون القائم بين وزارة الخارجية ممثلة بالمعهد الدبلوماسي واليونيتار يعد فرصة كبيرة لبناء القدرات، بجانب الاستفادة من الاستشارات والتعاون، مشيرا في ذات السياق إلى التعاون القائم وغير المسبوق بين الوزارة والهيئة في مجال الكفاءات المهنية للعمل الدبلوماسي، بما يسهم في وضع آليات لتأطير العمل الدبلوماسي ووضع الأسس المهنية والتدريبية المنهجية.

كما لفت الدكتور الحر إلى أن الاستفادة من الهيئات والمنظمات الدولية والتعاون معها يتم على عدة مستويات، ويجب تحديد الاحتياجات والخبرات المطلوبة من قبل الدولة، وذلك بغية تحقيق أقصى استفادة، مشيرا إلى المنحة السخية التي قدمتها دولة قطر ممثلة بوزارة الخارجية لليونيتار لتدريب الكوادر الدبلوماسية في الدول المهمشة.

بدورها أشادت السيدة آنا باوليني مدير مكتب اليونسكو بالدوحة في مداخلتها خلال الجلسة بالتعاون القائم مع اللجنة الوطنية للثقافة والعلوم وعملهم سويا مع الحكومة، والتخطيط المشترك على المدى البعيد، مؤكدة أن هذا التعاون هو ما يحقق نجاح الطرفين.

ولفتت مديرة مكتب اليونسكو بالدوحة إلى الأنشطة التي يقوم بها مكتب اليونسكو وبالدور الكبير الذي لعبته اليونسكو في دعم خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وبالأخص البند الرابع منها والمتعلق بالتعليم، وبالتعاون الوثيق بين اليونسكو واللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم.

وحول التعليم في قطر، أوضحت السيدة باوليني أن دور المكتب يتمثل في متابعة ومراجعة والتأكد من جودة التعليم بمختلف مراحله من الطفولة وحتى التعليم العالي، مشيرة إلى تحقيق دولة قطر في العام 2017/ 2018 الهدف الرابع للتنمية.

وأشارت في هذا السياق إلى التحديات التي تواجه هذه المساعي ومنها مطابقة نوعية التعليم لاحتياجات سوق العمل خصوصا إذا ما أخذ بالاعتبار تقلبات الاقتصاد، بجانب اتجاه قطر نحو اقتصاد مبني على المعرفة، وهو ما يتطلب مزيدا من العمل والجهود والدعم لتحقيق الأهداف المطلوبة وتعزيز جودة التعليم وتحقيق المساواة في التعليم.

وأوضحت مديرة مكتب اليونسكو بالدوحة أن مساهمة اليونسكو لا تنحصر في الجانب الإنساني فقط بل إن اليونسكو تلعب دورا تنمويا وله إسهامات في مجال إدارة الأزمات وتطوير الإنسان، مشيدة بدعم دولة قطر لمبادرة التعليم فوق الجميع ولكافة الأنشطة التي تقوم بها وتدعمها قطر والتي هي محل تقدير وامتنان من قبل مكتب الدوحة أو المقر الرئيسي لليونسكو.

من جانبها استعرضت الدكتورة حمدة السليطي خلال مداخلتها في الجلسة، نشاط اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم والقيم التي تعمل عليها، مشيرة إلى أن اللجنة وضعت مجموعة من القيم والتي حرصت على أن تكون أساس عملها وبرامجها، منها احترام الثقافات والجودة والشفافية، مشرة إلى أن تلك القيم تستند على المواثيق الدولية والمنظمات الدولية والتربوية.

واستعرضت الدكتورة السليطي البرامج والأنشطة التي تنظمها وتنفذها اللجنة والتي لم تقتصر على المؤسسات بل إنها شملت المجتمع بكافة شرائحه والمدارس، ومنها مشروع يتم بالتعاون مع منظمة اليونسكو ويركز على أربعة أنشطة أساسية تتمثل في سفراء اليونسكو وبرنامج المدرسة الخضراء، وحوار الثقافات، والانتماء الوطني وهي برامج تخدم محاور العمل المختلفة لمنظمة اليونسكو في مجال العلوم والتكنولوجيا والإعلام.

وأوضحت السليطي أن اللجنة تلعب دور حلقة الوصل بين المؤسسات والجهات الرسمية وبين اليونسكو، مؤكدة أن هناك برامج وأنشطة تعرف المجتمع ومؤسساته بدور اللجنة.