مقدم المحاضرة: في وقت غاب فيه صوت الحكمة في الأزمة الخليجية كان سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية هو من يعبر عن ذلك، هو وزير بدرجة فارس وفارس بدرجة وزير، فأنا لن أطيل كثيرا في المقدمة لأن سعادة الوزير سأحتاج الكثير من الكلمات لكي أعبر عن تقديري أنا شخصيا وتقدير جميع من يعيش على أرض قطر على دوره في تحجيم الأزمة الخليجية ووضعها في إطارها الطبيعي وتفنيد الكثير من الأكاذيب والادعاءات من دول الحصار ضد دولة قطر، كان أمس في روما واليوم في الدوحة وغدا سيذهب إلى الكويت، رجل يعيش في الطائرة أكثر من وجوده في الأرض، له منا كل التحية والتقدير، الآن نستمع إلى محاضرة ممتعة وشيقة من سعادة الوزير.
سعادة وزير الخارجية: في البداية أود أن اشكر المركز العربي للأبحاث لاستضافته وتنظيمه لهذا المؤتمر وأشكر الحضور الكرام على حضورهم وتخصيص جزء من وقتهم للاستماع إلينا والمشاركة، ويسعدني أن أشارككم في هذه المحاضرة وأتمنى أن تكون على القدر الكافي من الإفادة لكم والإضافة للمعلومات التي لديكم، وأنا متأكد أن المحاضرات التي سبقتنا في هذه الأيام الماضية أثرت الكثير وسنستفيد منها كثيرا نحن وزارة الخارجية في دولة قطر للاطلاع على الآراء الأكاديمية حول الأوضاع في منطقة الخليج.
في البداية أود أن أتحدث بشكل عام عن الوضع في إقليمينا الخليجي الإقليم الأصغر وإقليمينا الأكبر الإقليم العربي، من الواضح جدا أن هناك عوامل كثيرة في النظام الإقليمي أدت إلى الإخلال في هذا النظام والإخلال في هذه المنظومات سواء كانت من منظومات إقليمية صغيرة مثل مجلس التعاون أو المنظومة المكبرة مثل الجامعة العربية وغيرها من منظمة التعاون الإسلامي وغيرها، والإخلال بهذه المنظومات والنظام الإقليمي سببه عوامل كثيرة مثل الكوارث الإنسانية التي تمر بها المنطقة، سواء كان في الأزمة السورية أو الأزمة في اليمن أو الأزمات التي مر بها العراق وما يحدث في ليبيا أو الصومال وفي كثير من دولنا في المنطقة، وللأسف كلما ذكرت منطقة الشرق الأوسط ذكرت الكوارث الإنسانية وذكرت المآسي ولم نسمع أخبارا إيجابية عنها.
هناك حركات إرهابية عابرة للحدود لا تعترف بحدودنا ولا تعترف بالحدود التي رسمها النظام العالمي الحالي، وهناك اختلافات بين الدول المستقرة وشبه المستقرة في مفهوم الأمن الجماعي، وأثر ذلك على استغلالية الدول وخلق حالات من التدخل في شؤون الدول الأخرى، كذلك أدى ذلك إلى استقطاب حاد في الإقليم واستقطاب أيضا على مستوى الدولة، وولد الكثير من التداعيات سواء كان في الدولة أو في الإقليم، ولا يخفي عليكم الدور السلبي الذي لعبه الإعلام الموجه في عالمنا العربي، للأسف الذي كان المثال لإساءة استخدام الحرية ومثال ذلك أن تكون الحرية فقط شكلية وأن تكون موجهة من قبل أنظمة أو حكومات لتمرير رسائل معينة أو تمرير أجندات إقليمية معينة، وطبعا التطور التكنولوجي في وسائل التواصل الاجتماعي وإساءة استخدام هذه الوسائل وخلق الجيوش الإلكترونية التي تخلق للرأي العام أوهام ليست لها أساس من الصحة، وأنا كنت في حديث يسبق هذه المحاضرة على بعض الدراسات التي قام بها بعض الباحثين وقدموها خلال مؤتمركم هذا والتي تعكس المقياس الصحيح لهذه الأدوات الإلكترونية المستخدمة في حربنا هذه مثل بعض الوسوم التي ظهرت على برنامج التواصل الاجتماعي التي تعكس رقم 5 مليون وفي النهاية يكون الحقيقيين فيها 1000 أو 1500 أو 800 الف والحقيقي فيها 150 شخص وهذه فقط تعكس لنا الصورة التي تأتي إلينا وإلى عقولنا من خلال هذه الجيوش الإلكترونية و التي لا تكون إلا بتوجيه حكومات أو بتوجيه أنظمة لتحقيق أهداف معينة من ضمن أجنداتها.
هناك أسباب وراء كل هذه العوامل ووراء كل هذه التصرفات وهي بشكل رئيسي:
أولا: غياب الحكمة - اليوم صوت الحكمة ليس له وجود في المنطقة وهناك أيضا من يدعي الحكمة كقناع لمحاولة انه يسوق لاستقرار أو شيء معين لكن عندما ننظر للتصرفات على أرض الواقع فهي تخلو من الحكمة، هناك تهور سياسي من قبل قوى مختلفة في المنطقة تتلاعب بمصائر شعوب للأسف.
ثانياً: هناك مشكلة رئيسية في المنظومات الإقليمية والمنظومات الدولية وفراغ هذه المنظومات من أي آليات واضحة سواء كان لتقديم المظالم أو لفض النزاعات وإلزامية لإنفاذ قراراتها كمنظومات إقليمية، وهذا أحد الأسباب التي يجعل الدبلوماسية الوقائية أو الوسائل السلمية لحل النزاعات مفقودة في المنطقة مما يؤدي إلى حالة العنف التي نمر فيها.
نتائج هذه العوامل أصبحت واضحة لدينا جميعا في المنطقة، هناك تدخل في الشؤون الداخلية للدول بحجة الاستقرار أو بحجة أثر ما يحدث بداخل هذه الدول على منظومة الأمن الجماعي، هذه حجة الأمن الجماعي مستخدمة في كثير من الدول لفقط اتخاذها كذريعة للتدخل أو ذريعة، نحن هنا لبسط الاستقرار ودعم استقرار هذه الدول بينما هي فقط للتوجيه ولخدمة أجندات إقليمية وخدمة أهداف للعبة نفوذ في المنطقة وهذه الحالة من التدخلات خلقت حالة الاستقطاب اليوم التي أدت إلى اصطفاف إقليمي وخلق سياسات محاور للأسف أن تتبع محور خير أو محور شر أو غيرها وبالتالي هناك حروب بالوكالة تعصف بالمنطقة من كل جانب.
هناك للأسف أيضا -بسبب هذا التدخل- حالة الاستقطاب وصلت في داخل الدولة نفسها ودعمت سواء كان أنظمة أو أحزاب أو غيرها بذريعة الاستقرار والمحافظة الأمن الجماعي، وبالتالي لا يوجد هناك أي فرصة لعمل أي إصلاحات في هذه الدول، وبالتالي هناك فقدان شعوب هذه الدول للأمل بأن تكون هذه الإصلاحات خطوة في سبيل المستقبل أفضل لهم وبالتالي عند فقدان الأمل لن نجد إلا العنف والتطرف والإرهاب الذي نراه اليوم يزيد وقد يكون هناك ممكن معالجة لهذه الظاهرة بشكل لحظي لكن سيكون لها عواقب أأكبر في المستقبل بانها ستنتج تطرف أكبر.
بالنسبة لما تمر به المنطقة من أزمات هناك أزمات كثيرة كما ذكرت هناك سوريا وليبيا والعراق وطبعا أزمة فلسطين التي دخلت الآن في عشرات السنوات وتكاد أن تكمل قرن خلال السنوات القادمة ولم نجد لها أي حلول عادلة، ونجد في كافة هذه الأزمات عوامل مشتركة وهي العوامل التي ذكرتها سابقا سوءا كان أما بشكل كامل تنطبق على الأزمة أو بعض الأزمات توجد فيها بعض من هذه العوامل، ووجود كل هذه الأزمات بكل هذه العوامل لا يجعلنا نغيب عن الأزمة التي تمر بها اليوم منطقة الخليج، وأزمة الدول المحاصرة مع دولة قطر والتي لا تعيش بمعزل عن أزمات المنطقة وإنما جزء من السياق الإقليمي وجزء من لعبة النفوذ، طبعا هنا يأتي السؤال لماذا قطر ولماذا هذه الأزمة؟
هناك ادعاءات كثيرة وهناك لعب الإعلام دور سلبي للغاية في هذه الأزمة ولعبت وسائل التواصل الاجتماعي دور رئيسي في تشويه منظرنا كشعوب مجلس تعاون أيضا أمام العالم اجمع، ولكن كل ما حدث في هذه الأزمة بنى على ادعاءات باطله والكل يعرف هذا، واليوم انتهت مسالة هذه الادعاءات والكل يتساءل عن الأسباب الحقيقة لهذه الأزمة، اذا اردنا أن ننظر الآن ماذا تختلف دولة قطر عن بقية دول مجلس التعاون، طبعا دولة قطر هي لاعب فاعل في الإقليم ولها سياسة خاصة ممكن أن تكون مستقلة تختلف بعض الشيء عن شقيقاتها في دول مجلس التعاون، ولكن هذا الاختلاف يجب أن يكون صحي وفي المنظومات الحضارية المتطورة الاختلاف يعتبر ظاهرة صحية ولا يعتبر أساس للخلاف والا ما نظرنا إلى الاتحاد الأوربي كمنظومة لها قواعد سياسة خارجية موحدة وهناك أيضا تباين في سياساتهم كدول فلا يتفقون على كل شيء ولكن هناك قواعد أساسية يتفق عليها الجميع.
دولة قطر لها رؤية تختلف عن رؤى دول المنطقة كرؤية تقدمية محورها تنمية الإنسان، دولة قطر تحتل المراتب الأولي عالميا سواء كان في مؤشرات التنمية البشرية ومؤشرات السلام مؤشرات الأمن والتنافسية والتعليم العالي كل هذه المؤشرات أيضا إضافة لها أن دولة قطر تتوفر فيها الموارد فهي مركز عالمي للطاقة وتعتمد عليها الدول كثيرا وتعتبر دولة قطر شريك رئيسي لها وشريط موثوق به، وإذا نظرنا للقوى الاقتصادية العالمية والقوى الصناعية في العالم سواء كان في الشرق الأقصى عندما ننظر إلى اليابان أو إلى كوريا فكل دولة منها تعتبر من أكبر عشرين اقتصاد في العالم يعتمدون بنسبة 30% أو 25% من الطاقة على دولة قطر والمملكة المتحدة تعتمد أيضا على 25% من إمدادات الغاز الطبيعي لها المولد للطاقة لديها من دولة قطر بولندا وإيطاليا كل هذه الدول لها علاقات رئيسية في قطاع الطاقة مع دولة قطر، ومن ضمن هذه الدول دولة من دول الحصار وهي الإمارات العربية المتحدة التي استمرت دولة قطر في إمدادها بالطاقة إلى اليوم رغم كل الإجراءات التي تم اتخاذها من قبل هذه الدولة ضد دولة قطر، ودولة قطر لا زالت تحترم المواثيق والعقود التي وقعتها معها ولا زالت لا تخلط بين العلاقات السياسية والعلاقات الاقتصادية ولا تختلط ما بين ما قد يؤثر بشكل مباشر على الشعوب ومسألة الطاقة هي عامل مهم في معيشة الشعوب.
دولة قطر ستستضيف بإذن الله كأس العالم في 2022م وهذا يعتبر إنجاز للعالم العربي. ذكرت أن الوطن العربي هي منطقة أزمات ولا ترد الأخبار في كافة دول العالم عن منطقة الشرق الأوسط إلا عن حروب أو قتلى أو حالات إنسانية وكوارث ولكن دولة قطر تريد أن تذكر المنطقة العربية بشكل إيجابي وأن تأتي في الرأي العام العالمي من خلال موضوع إيجابي يجمع شعوب العالم أجمع ولا يقتصر فقط على شعوب منطقتنا، لدى دولة قطر إسهامات في مائة دولة سواء كان في المجالات الإنسانية وفي المجالات التربوية، وكل تلك العوامل تجعل من دولة قطر من الدول الناجحة، والحمد لله أنعم علينا بموارد ولكن كثير من الدول لديها نفس الموارد وأكثر منها وإساءات استخدامها، ونحن في دولة قطر نرى أن هذه الموارد يجب أن يتم استخدامها بالطريقة الأمثل التي تخدم فيها بشكل رئيسي الشعب وكل من يعيش على أرض دولة قطر، ولكن أيضا تكون عامل إيجابي لكافة دول العالم وتكون عامل إيجابي إضافي للإنسانية، وعندما تكون دولة قطر دولة بهذا المستوى من النجاح فسوف تكون عنصر يستحق أن يجذب بأي من المحاور التي تعيشها اليوم المنطقة، ودولة قطر من حيث المبدأ ترفض سياسة المحاور وسياسة التحزب تجاه شيء معين والتشدد تجاه شيء معين ودائما نطالب بالحوار مع كافة الأطراف، ودولة قطر دائما تتجنب أن تكون جزء من هذه السياسة لكي يكون هناك مجال مفتوح لان يتحقق السلم الحضاري بطريقة حول طاولة الحوار، وطبعا عندما تكون دولة ناجحة موجودة من ضمن سياسة المحاور من الأفضل أن تشكل إضافة لهذا المحور رغم أن هذه المحاور تعتمد على دول ليس لديها العوامل والمقومات الموجودة في دولة قطر وتشكل عبئ على هذه المحاور، وهنا نرى الإضافة التي يمكن أن تقدمها دولة قطر للسلم الإقليمي بأن تكون مستقلة عن هذه المحاور وبأن تكون لها سياسة واضحة لدعوة كافة الأطراف للحوار.
طبعا كل هذه الظروف التي نمر بها اليوم وكل أزمة سياسة وكل حالة لها دورة حياة والمنطقة تمر الآن في دورة حياة منذ عام 2011م لتقريبا سبع سنوات وسندخل في عامنا الثامن، في كل مرحلة من مراحل دورة الحياة هذه هناك لاعبين تختلف وتتفاوت أهمية ودور هؤلاء اللاعبين، ولنا الآن في هذه الدورة سواء كان في نهايتها أو في وسطها هناك لاعبين مختلفين بتطلعات مختلفة يوما ما ستنتهي هذه الدورة وتبدأ دورة جديدة ولكن من يريد أن يبحث عن مكانة ثابتة في كافة مراحل دورة الحياة سواء كان في الحالات السياسة وفي الأزمات وفي غيره يجب أن ترتكز مكانته على قيم ثابتة، وهنا تأتي المعادلة الصعبة التي توازن ما بين المصالح والقيم وهذا ما تحاول دولة قطر القيام به دائما، أن تكون هناك معادلة تحمي مصالح الدولة، ولكن لا تتنازل عن قيمها الأساسية. نحن نرى أن دولة قطر دائما تتجنب أن تكون جزء من العامل السلبي في المنطقة وندعو دائما للحوار، ونحن نبدأ بأنفسنا هنا. الأن دولة قطر ترى أن هذه الخلافات التي في المنطقة لن تنتهي في ساحات المعارك ولن يكون هناك حل عسكري، والجميع يتحدث كلنا نريد الحل السياسي في سوريا والحل السياسي في اليمن والحل السياسي في ليبيا، ولكن لا نجد حتى الآن خطوات صادقة تجاه هذه الأزمات السياسية.
المنطقة في حاجة ماسة اليوم لأن يكون هناك حوار أمن إقليمي واضح يحدد معالم المنطقة في المرحلة القادمة، ويخرج بمبادئ حاكمة لعلاقات هذه الدول تتساوى فيها الحقوق والواجبات ولا يكون هناك فرق بين دولة كبيرة ودولة صغيرة، ويكون هناك مجال يفسح للدول الكبيرة لممارسة ابتزاز ضد الدول الصغيرة، ولا للدول الصغيرة لممارسة استغلال نفوذها بشكل غير صحيح يمس بهذه المنظومة، وأن يكون هناك آليات واضحة للمظالم وآليات واضحة لفض النزاعات بحيث أن نتجنب الأزمات في المستقبل. إذا لم يكُن هناك وعي حتى اليوم في المنطقة لحاجتنا لهذا الحوار فإن الحروب ستستمر في المنطقة حتى نصل إلى هذا الوعي.
مناطق كثيرة في العالم مرت بمثل هذه التجربة وهنا نضرب المثال على أوروبا وراح فيها ضحايا بالملايين في الحروب العالمية ووعوا في النهاية أن الأساس بالحوار والأساس يكون بخلق آلية للتعاون، وهذا التعاون يكون في حالة إيجابية ومن ثم يأتي في حالة من الوحدة الإيجابية والتي نرى فيها اليوم دول الاتحاد الأوروبي في منظومة جاذبة للدول لأن تنضم لها، ونتمنى في يوم من الأيام أن يكون إقليمنا شبيه بنموذج ناجح على الأقل في التعاون الأساسي والتعاون من أجل المصالح فقط حتى لو كان هو نقطة البداية ولكن يجب أن تكون نقطة البداية تبدأ من الآن وشكراً لكم.
سؤال: أتيت من الكويت ونحن جهزنا العرس ووضعنا الزينة، وفي العادة في الكويت الذي يحتفل بعرس يعطى عانية. فما هي العانية التي ستقدمها الدوحة للعرس في الكويت؟
الأخ ظافر بالنسبة لموضوع تشبيهك أن الكويت فيها عرس، نتمنى دائما أن يكون الكويت فيها أعراس، ولكن بالنسبة للمعاريس اللي فيها العرس دعنا نغير هذا التشبيه، لأن نحن لسنا عروس ولا معرس، بخصوص القمة الخليجية - دولة قطر دائما منذ البداية هي الطرف اللي تم الاعتداء عليه في الأزمة، وهي الطرف الذي ينادي دائما بالحوار، وهي الطرف الذي في كل حديث يتناول وساطة سمو الأمير الشيخ صباح بكل احترام وكل تقدير، وهي الطرف الذي يتعاون مع هذه الوساطة وسيظل هذا التعاون مع هذه الوساطة إلى أبعد الحدود، وبالنسبة لنا ليس كحكومة ولكن للشعب القطري الذي يعيش على هذه الأرض يعلم بدور الشيخ صباح في هذه الأزمة والكل يثمن هذا الدور وجميعنا سنساند هذا الدور وسنستمر في مساندته، فلذلك دولة الكويت لا تحتاج من دولة قطر إعانة لها على هذا العرس لأن دولة قطر ستكون دائما سند للكويت وستكون دائما متعاونة معها.
بالنسبة لنا عملية الوساطة أولا، الوسيط لن يطلب شيء من أي دولة أو أي طرف من أطراف هذه الأزمة خارج حدود المعقول ، ودولة قطر في داخل هذه الحدود والتي ستحافظ على سيادة الدولة وتحترم القانون الدولي مستعدة لمناقشة أي شيء، ونحن تحدثنا في السابق أكثر من مرة لا يكون هناك أي حق من أي دولة تجاه دولة أخرى أن يكون لها مظالم، ولكن هناك مخاوف وإذا كانت هذه المخاوف مخاوف قابلة للتفاهم فهي مخاوف أيضا لنا نحن ودولة قطر تهتم بقضية الأمن الجماعي بالمفهوم الصحيح الذي ننظر إليه كما ذكرت ولا تسيء استخدام هذا المفهوم وتتدخل في الشؤون الداخلية أو سياسات هذه الدول، وتحترم دولة قطر سيادة كافة هذه الدول، وعلى هذه الأسس دولة قطر على أتم الاستعداد وهي متطلعة لهذه القمة ونحن ذكرنا من قبل أننا موجودون في هذا المجلس وإذا أرادوا أن يأتون فأهلا وسهلاً وإذا أرادوا أن يغادروا هذا المجلس فالقرار لهم ، ولكن دولة قطر ستظل وستظل منظومة مجلس التعاون هي المنظومة الأهم بالنسبة لها.
سؤال: محمد محمود كوار موظف بكلية الشرطة قسم البحوث والدراسات. معالي الوزير أدرتم بجدارة في الحلبة الدبلوماسية الدولية قبل ستة شهور الأزمة الخليجية. الآن تحدثتم عن المبادئ الحاكمة للحوار والحاجة الماسة إليه في حوار الأمن الإقليمي. هل ستكون هذه المبادئ ضمن أولويات وبرنامج القمة بعد غد في الكويت وما هي مألات هذه القمة لشعوب المنطقة والمنطقة العربية بالكامل؟
طبعاً في أي مفاوضات يجب أن يكون هناك مبادئ تستند عليها هذه المفاوضات، وإلا هذه المفاوضات ستكون في دوامة لا بداية ولا نهاية لها، ونحن في دولة قطر المبادئ التي استندنا إليها والتي ننطلق منها هي ميثاق مجلس التعاون الذي اتفقنا عليه نحن جميعاً وكافة المبادئ التي تحترم المواثيق الدولية وتحترم السيادة، وتكون تطبيقيا وليس كلاميا فقط، ونحن على أتم استعداد لمناقشة هذه المخاوف التي تخرج في ادعاءات الدول المحاصرة وتفنيدها كافة. الآن انقضت ستة أشهر على محاصرة الشعب القطري استنادا على ادعاءات ليست لها أساس ونحن لا نرى لها أساس، وإذا كان لديهم هذه الأسس فليقدموها لنا ونحن أبدينا استعدادنا منذ البداية.
سؤال: أنا حصة آل ثاني مبعوث الأمين العام لجامعة الدول العربية للشؤون الإنسانية. أشكر المنظمين للمؤتمر ولهذه الجلسة خاصة والشكر للشيخ محمد على ما قام ويقوم به من أداء متميز على المستويين النوعي والكمي. سؤالي سعادتك وصفت الوضع الإنساني في المنطقة بأنه وضع خاص جدا ويوج بالكوارث الإنسانية، وهناك كوارث إنسانية عادت للمنطقة وكانت قد غادرتها مثل المجاعات والأوبئة في اليمن مثلاً. بالنسبة للأزمة هذه أثرت على أداء المنظمات الإنسانية والخيرية وفي الدول المناحة العربية خاصة مثل الدول الخليجية وانعكست على أداءها كمنظومة عامة ومنظمات خليجية بما فيها المنظمات القطرية طبعاً. انعدم التعاون والتنسيق وكذلك تأثر أداء المنظمات القطرية للأسف لما وصفت به من إرهاب. هل ترى سعادتك في الأفق بأن هناك أي بوادر أن تعيد الأداء للمنظمات الخيرية والإنسانية إلى وضعها. للأسف كنا نأمل أن يكون الوضع أفضل وكما تعلم سعادتك ازداد عدد الأطفال الذين هم بحاجة إلى التمويل ازدادت عدد المجاعات والمتضررين بها، وازداد عدد النزوح ما بين في داخل المدن نفسها التي غادرتها تلك المجموعات، فأرجوا أن يكون هناك أي بادرة في هذا الجانب لأننا للأسف كلنا نعرف أن الأوضاع الإنسانية تتأثر سلبا بالمتغيرات السياسية بينما المتغيرات السياسية تأخذ الرصيد بفضل الجهود الإنسانية. شكرا جزيلا.
بالنسبة للسؤال الذي تفضلت به الشيخة حصة بخصوص أثر الأزمة الخليجية على العمل الإنساني في المنطقة. الأزمة الخليجية لها أثر على كافة قضايا الأمن الإقليمي في المنطقة وليس فقط القضايا الإنسانية التي تعتبر ركيزة أساسية من هذا الهم في إقليمنا هذا، وهذه الأزمة أثرت على التنسيق والعمل الجماعي في إقليمنا الذي كان يعتبر قيمة مضافة في العمل الإنساني ولكن لم تؤثر على دولة قطر، فدولة قطر ما زالت مساعداتها وعملها الإنساني مستمر سواء كان في غزة أو سوريا واليمن هناك وضع مختلف والمساعدات مازالت يتم السماح لها أو لا ولكن في كافة الدول التي يمكن الوصول لها دولة قطر لم تألوا جهدا أن تصل لها.
بالنسبة لإدراج المنظمات الدولية وتأثير ذلك على عملها فهذا الإدراج لا يمثل شيء فهناك قانون دولي يحترم وهناك أمم متحدة لها عملية إجرائية واضحة لإدراج المنظمات الإرهابية والمنظمات التي تدعم الإرهاب والمعايير التي نجهلها نحن في الدول التي أدرجت هذه المنظمات ومن الأكيد أنها معايير غير معترف بها دوليا، لأن هذه المنظمات التي أدرجت معظمها شريكة مع الأمم المتحدة وتعمل معها بصفة المراقب وتعمل معها في الكثير من المشاريع.
سؤال: ماهي الإنجازات أو النتائج المتوقعة من قمة الكويت التي ستعقد في يوم الثلاثاء. ما هو المتوقع في ظل الأزمة السياسية وفي ظل عدم خفض التصعيد؟
طبعا من المهم جدا أن تبقى منظومة مجلس التعاون على قيد الحياة وهذا بحد ذاته أمر مهم والجهد الذي بذله سمو الشيخ صباح لإبقاء هذه المنظومة بالدعوة لهذا الاجتماع وهذا الاجتماع الذي يعتبر حلم للشعوب الخليجية سيتحقق بإذن الله، سيبدأ من غدا بالاجتماع الوزاري وبعدها القمة، هذا بحد ذاته يعتبر خطوة إيجابية، في وجهة نظرنا نحن في قطر ولكن المفترض عن تتمخض هذه القمة عن وضع آلية واضحة لوضع حد لهذه الأزمة التي استمرت حتى الآن إلى ستة شهور.
محاصرة دولة خليجية بلا أسباب وبشكل مفاجئ تصرف غير مقبول، والآن مشكلة هذه الدول ليست مع الحكومة في قطر وإنما مشكلتهم مع الشعب القطري، لأن للأسف لأول مرة ينزلق الخلاف للمستوى الشعبي، وهذا ما أدرنا تجنبه منذ البداية وأدرنا احتواءه منذ البداية ولكن لم نجد أي مجيب، والآن نعول على حكمة صاحب السمو الشيخ صباح ، ونعول أن يكون هناك أيضا صوت عقل في هذه الدول للمجيء إلى الطاولة وبحث النقاط الخلافية فيما بيننا وأن يكون هناك اتفاق جماعي يلتزم به الجميع ودولة قطر ستكون أول مرحب به.
سؤال: أود أن اسمع رأيكم بما يحصل في اليمن والموقف على الأرض ومدى تأثير الحرب السعودية الإماراتية في اليمن؟
بالنسبة لليمن لا أستطيع إفادتك فيها كثيرا لأن ليست لدينا المعلومات ، والمعلومات نحن نراها في الوسائل الإعلامية، وكان لدينا حضور وكانت القوات القطرية مشاركة في التحالف عندما كان هناك خطر يهدد أمن المملكة العربية السعودية، وجاء في إطار واجب دولة قطر كجزء من منظومة مجلس التعاون في أن لا يكون هناك أي خطر يهدد أي دولة من هذه الدول ، وكان لدينا مهمة سياسية في جمع الأطراف لعودة الحكومة الشرعية إلى صنعاء لممارسة مهامها وإعادة إحياء نتائج مؤتمر الحوار الوطني الذي أقرت نتائجه كافة الفصائل اليمنية.
اليوم الحالة في اليمن مازالت تتردى وهناك حالات إنسانية كما ذكرت سعادة مبعوث أمين عام الجامعة العربية ، بالنسبة لحالة الأطفال والحالات الإنسانية التي في اليمن، ونتمنى أن يفصل العمل الإنساني عن الأعمال العسكرية التي تحدث هناك وأن لا تستخدم هذه المآسي من أي طرف من الأطراف للضغط، وأن يكون هناك كسر لحالة الجمود في العملية السياسية، ونحن لم نرى بحث للمسألة اليمنية كما كانت الجهود التي يتولاها سمو أمير الكويت في العام الماضي. نتمنى أن تكسر حالة الجمود هذه وأن يدعى الأطراف مرة أخرى إلى الطاولة ، وأن تحل هذه المسألة ويوضع حد لها.
سؤال: هل العراق مستقر وما الاستقرار للخليج العربي وهل قطر مستعدة للاستثمار في مشروع استثمار عربي عراقي جديد؟
بالنسبة لنا في دولة قطر العراق جزء لا يتجزأ من الوطن العربي، بكافة أطيافه، وبكافة الأعراق الموجودة فيه، دولة العراق هي جمهورية العراق هي دولة عربية وهي جزء منها ومن المؤكد أن استقرار العراق هو استقرار لكافة دول مجلس التعاون.
لنا حدود مشتركة لنا تاريخ مشترك لنا ثقافة مشتركة فيما بيننا وبينهم.
بالنسبة للجهود التي قامت بها الآن الحكومة العراقية وهناك انتصارات حققت في مواجهة تنظيم داعش في بعض المناطق وتحريرها، وتحتاج هذه الجهود إلى متابعة وتحتاج إلى عمل سياسي وتنموي وإنساني، والحكومة العراقية بيننا وبينهم تواصل وهناك تعاون دائم وتطلع دولة قطر لان تكون داعمة ومسهمه في عملية إعادة الإعمار لان بالنسبة لنا أن استقرار العراق وامنه نعتبره جزء لا يتجزأ من امننا كافة.
سؤال: هل من استراتيجية عقدت حتى تعقد القمة الخليجية في موعدها؟
بالنسبة لنا وردتنا دعوة لحضور القمة بدون أي خلفيات، ورحبنا بها.
سؤال: مجلس التعاون كمنظمة فشلت في لتعامل مع الأزمة، فشلت في إثبات موقف من الأزمة، الأزمة بذاتها خروج واضح على ميثاق مجلس التعاون، وأنت من اكثر الأشخاص إدراكا بذلك، مجلس التعاون لا يشكل بحقيقته سوى نادي لحكام الخليج العرب، ونعتذر عن هذا الوصف ولكن هذا حقيقة ما يحدث، هو كان كذلك وسيستمر كذلك والإبقاء عليه مؤسسة شكلية لا يتناسب مع شعوب الخليج، فسؤالي طالما أن قطر وأنت أحد الأشخاص الأساسيين تدرك عدم فعالية هذه الأزمة أو هذه المؤسسة بل أن أمينها العام لم يصرح تصريحا واحدا يتعلق بالأزمة في دول المجلس، فسؤالي هل لدى قطر تصور فيما لو – وهذا ما نتمناه إن أعيدت العلاقات، ولا يمكن تعود كما كانت وهذا تصوري – في شكل جديد لهذه المؤسسة؟ هل لديكم تصورا في ظل الوضع الحالي؟ واسف لشرح السؤال لأهمية المسالة بالنسبة لي، ليس ضمانا لا لقطر ولا الكويت ولا للسعودية ولا لأي دولة باكر أيضا تخرج الدول عن الميثاق، أزمة الخليج وحصار قطر هو خروج مباشر على ميثاق مجلس التعاون وهو من ناحية القانون الدولي أصلا انسحاب هذه الدول من المنظمة انسحبت السعودية وانسحبت البحرين ما الذي تبقى من مجلس التعاون! الكويت وقطر وعمان، فهذا خروج للميثاق؟
الأخ طبعا عبر عن رأيه وهذا رأي نحن نحترمه، وصحيح نحن وجدنا غياب في مجلس التعاون كمنظومة في هذه الأزمة. ولكن هل هذا يجعلنا نحن كدول ننسى هذه المنظومة وان لا نكون إحدى عوامل هدم في هذه المنظومة، دولة قطر قررت منذ اليوم الأول اذا كان هناك أي خلل من هذه المنظومة لن يكون بمعول من دولة قطر، فدولة قطر ستظل محافظة عليها إلى آخر لحظة، بغض النظر الناس المسؤولين سيتغيرون ولكن المنظومة هي الباقية فعدم فعالية المنظومة هي لا تعتبر سبب أو دافع لدولة قطر كافية لان تخرج من هذه المنظومة وان تجعل هذه المنظومة آيلة للسقوط، خروج دولة قطر هو انفراط للعقد الخليجي وبالتالي المنظومة كلها ستنهار، بالنسبة للشكل الجديد للمنظومة نعم، هناك كعامل ثقة انعدم في هذه الأزمة اليوم مستوى الثقة بين مجلس التعاون كدول لم يكن كالمستوى السابق، هل هذه الثقة ستعود بمجرد اجتماع وبمجرد اتفاق؟ لن تعود بمجرد اتفاق وبمجرد اجتماع؛ وسنكون بالنسبة لنا نخدع انفسنا ولكن ما يحدد طبيعة هذه العلاقة يجب أن يكون هو اتفاق نظام العمل فيما بين مستقبل هذه الدول ليكون هناك مجال لإعادة بناء الثقة، نعم نحن لسنا الاتحاد الأوربي نعم لا توجد لدينا آليات واضحة مثل الاتحاد الأوربي وغيره ولكن؛ الاتحاد الأوربي ربما كان في يوما من الأيام بهذا الضعف واتخذ آليات كثيرة للوصول إلى هذه القوة، ونحن نامل إلى أن يكون هناك شكل جديد لمجلس التعاون ويلبي طموحات الشعوب الخليجية، صحيح أن العملية بطيئة واستمرت الآن ثلاثين سنة اعتقد أربعين سنة على إنشاء مجلس التعاون ولم يحقق ( سبعة وثلاثين)، صححني وهذا أول سؤال وأنا لا أعلم كم سنة مر عليه، والله يعيننا إن شاء الله.
سؤال: منذ اندلاع الأزمة دخلت عدة شخصيات غربية على خط التواصل بين العواصم الخليجية سمعنا ما قاله ترامب سمعنا موقف تليرسون سمعنا وزير الخارجية الألماني ووزير الخارجية البريطاني. سؤالي بالتحديد هل يمكنكم الآن أن تؤكدون أن آفاق الحل أو ربما المصالحة الخليجية تعود إلى البيت الخليجي وأن كل الأطراف مستعدة الآن لاستغلال القمة لإيجاد هذا الحل الخليجي دون ترقب أو فتح الباب أمام ضغوط خارجية؟
طبعا بالنسبة لدولة قطر أنا ما اقدر أتحدث إلا باسمها ولا استطيع أن أتحدث باسم الدول الأخرى، الآن دولة قطر لم تداول الأزمة، دولة قطر التزمت بتواصلها مع سمو أمير دولة الكويت والتزمت بأن يكون هنالك وساطة كويتية، ووجدنا للأسف حملة تشويه دولة قطر ووجدنا كل المسؤولين من هذه الدول كل أخذ طائرته وذهب جاب الأرض كافة لكي يحصل على دعم لإجراءاته، وبالتالي من حق دولة قطر أن ترسم الصورة الصحيحة عنها وان تذهب بالحقائق وان تدافع عن نفسها ضد حملة الشيطنة التي تمت ضدها.
الآن أنتج عن ذلك اهتمام بالأزمة صحيح، أنتج عن ذلك المسؤولين الغربيين جعلهم ينظرون للأزمة كأزمة جدية تؤثر على عملهم ومن ثم لمسوه في العمل لذلك اليوم الأزمة الخليجية صحيح إنها في نطاق دول الخليج جغرافيا ولكن آثارها تمتد إلى مصالحهم، مصالح هذه الدول الغربية سواء كان في العمليات العسكرية سواء كان التعاون الاقتصادي بين دول مجلس التعاون سواء كان في اتفاقيات التي تتم بين دول مجلس التعاون وهذه الدول هل نرى اليوم حل خليجي حل هذه الأزمة أم لا نحن نتمنى غدا اجتماعنا في البيت الخليجي واجتماعنا تحت رعيا الوسيط الرئيسي وهو أمير الكويت ونتمنى أن لا نحتاج إلي طرف غربي للتأثير على الحل ونتمنى أن يكون الحل بإرادتنا لأنه هو الحل الذي يبقى، وأما الحل الذي يكون بسبب أطراف فلن يبقي يكون فقط حل صوري.
سؤال: ماهي استراتيجية وزارة الخارجية لقائمة الخمس وخمسين المطلوبين ونخص بالذكر المواطنين منهم؟
بالنسبة للقائمة 59 طبعا القائمة لا تمثل شيئا قانونيا ودوليا وحدود هذه القائمة الدول التي أصدرتها ولن تتجاوزها.
بالنسبة للأشخاص المتأثرين منها كل شخص لديه الحق في أن يطالب بحقه بان لا يذكر اسمه أو يطعن في اتخاذ هذه الإجراءات ضده، الدولة ستقدم له كافة الدعم ولكن قانونيا القائمة لا تمثل لنا شيئا بالنسبة لحكومة قطر بالنسبة للمنظمات الدولية لا تمثل شيئا وبالنسبة لدول كثيرة في العالم لا تساوي شيئا.
سؤال: هل تصريح وزير الخارجية السعودية عادل الجبير أن "الأزمة مع قطر صغيرة.. صغيرة جدا" تتسق مع قطر تغير سياساتها في البداية؟
بالنسبة لنا نحن في دولة قطر لا أعلم مقياس الأزمة عند الأخ معالي وزير الخارجية السعودي، ولكن بالنسبة لدوله قطر في الأزمة التي موجودة اليوم في الخليج ليس أزمة صغيرة جدا فهي تؤثر على الأمن الإقليمي، وكل من ينظر إليها كأزمة صغير لا يعطي مسألة الأمن الإقليمي حقه هذا رقم واحد. رقم اثنين شعوبنا عندما تتأثر بشكل مباشر فهي ليست أزمة صغيرة ،الشعب القطري المتأثر بها بشكل مباشر سواء كان في دراسته أو عوائله وغيرها من حرمانهم في الكثير من الحقوق بسبب انه قطري وهذه جزء من تميز عنصري تجاه جنسية معينة غير مقبولة ومرفوضه دوليا في القرن 21، وهذه ليست مشكلة صغيره مشكلة كبيرة جدا شعوبهم في الدول المحاصرة أيضا متأثرة بهذا الشيء، كيف تنظر شعوبهم لاحتياجاتهم هذا الأمر يرجع لهم والتقييم يرجع له. مسألة تصغير الأزمة إذا كانت الأزمة في حدود القانون الدولي والمقاطعة وبدون أي إجراءات أخري تتخذ للأسف فليكن فلتكن أزمة سياسة صغيرة على كما قال ولكن أن تتخذ معها كافة الإجراءات ضد الشعب القطري فهي ليست أزمة صغيرة ولن تكون أزمة صغيرة.
سؤال: سؤال آخر ما هو دور أمريكا بدقة في هذه الأزمة الخليجية؟
بالنسبة لنا هنالك علاقة استراتيجية بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون كافة وليس لها علاقة خاصة مع دولة قطر أو المملكة العربية السعودية أو مع غيرها، وقيمة هذه العلاقة هي في وحدة هذه المنظومة وليس في كل دولة علي حدا، فلذلك من المهم جدا أن تبقي هذه المنظومة متماسكة بحيث أن تكون هناك عائد لهذه العلاقة الاستراتيجية بين الولايات الأمريكية المتحدة ودول المجلس. دولة قطر لها موقع في هذه العلاقة وهي تستضيف القاعدة العسكرية و تستضيف مركز القيادة لعمليات التحالف الدولي وهناك كثير من الأنشطة التي تقوم من الدوحة وهناك أثر مباشر في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب بسبب هذه الأزمة، لذلك الولايات المتحدة كان لها دور فاعل جدا لوضع حد التصعيد لهذه الأزمة ولان يكون هناك حل وكانت هناك محاولات عدة من قبل الولايات المتحدة ولم يتم الاستجابة لها، كان هناك مقترح من قبل وزير الخارجية الأمريكي عندما زار المنطقة في بداية الأزمة وقدم خارطة طريق وتم مقابلة خارطة الطريق هذه بالرفض وتم التصعيد فيها أيضا، وبعدها وبادر الرئيس الأمريكي بدعوة القادة كامب ديفيد لان يكون هناك حوار فيما بينهم ولم يتم الاستجابة لهذه الدعوة، وهناك جهود مستمرة لان لا تتأثر لا تؤثر هذه الأزمة على الأمن الإقليمي والذي يعتبر عامل مهم بالنسبة للولايات المتحدة، فلذلك هناك تواصل مستمر وهناك تنسيق مستمر بين الولايات المتحدة وكافة دول المجلس وليس مقتصرا على دولة قطر فقط.
سؤال: كيف سيكون مستوى الحضور في مجلس دول التعاون كما تراه سعادة الوزير؟ وهل الأزمة الخليجية ستكون مطروحة ضمن الأجندة؟ وإذا كان لا فكيف سيكون تجاوزها وهل من الممكن سيستمر مجلس التعاون على حاله هذا أم أن هناك فرصة لتطوير هذه المنظومة؟
مستوى الحضور نحن نتكلم عن أنفسنا، نحن طبعا المجلس الوزاري إن شاء الله سنحضر غدا والقمة سمو الأمير.
الأجندة إلى الآن لم تعرض علينا ولكن اذا كان الأزمة الخليجية التي هي الظرف الرئيسي التي تمر في المنطقة لم تكن مذكورة في أعمال الاجتماع ستكون في الاجتماع المؤكد وليست من الضرورة أن تكون فقط ورقية.
شكرا سعادة الوزير